لازمها التفوق منذ صغرها..وعشقت الفن متأثرة بوالدتها ابنة المنصورة عاصمة الفنون، ثم أراد والدها أن يصقل موهبتها فألحقها بالقسم الحر بمعهد الموسيقى العربية، وتعلمت في رحاب هذا المعهد العريق العزف والغناء والتلحين، ومارست الغناء فترة ومن هذا الباب طرقت أبواب المسرح فقامت ببطولة المسرحيات في مسارح الدولة وفي مسارح القطاع الخاص على مدار عشرة أعوام، كما أثبتت جدارة في تمثيل الفوازير وتقديم البرامج الإذاعية والتليفزيونية التي تخص الموسيقى والغناء والنقد المسرحي، إضافة إلى كونها ناقدة موسيقية فقد خصت المجلات والصحف بالدراسات الرصينة واتخذت لنفسها منهجاً فريداً بامتلاكها أدواتها في النقد وبتشجيع من أساتذتها وعلى رأسهم الدكتور سامح مهران.
إنها الدكتورة ياسمين فراج، أستاذ النقد الموسيقي بالمعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون، والتي نحتت في الصخر حتى حفرت لنفسها اسمها في الخارطة الثقافية والفنية وأصبح يشار إليها بالبنان؛ ليس في مصر ولكن في كافة أرجاء العالم..
وقد أمدت الدكتورة ياسمين فراج المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات مثل: "الزُخرفة اللحنية في موسيقى محمد عبد الوهاب" عام 2007 – ضمن مجموعة الكتب التراثية لإصدارات المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية التابع لوزارة الثقافة، كما اشتركت في تأليف كتاب "التاريخ والموسيقى" ببحث علمي بعنوان "البنية الموسيقية وعلاقتها بالنص الشعري في الأشكال الغنائية المصرية إبان القرن 19 (الدور نموذجا)" وصدر عن دار عين للدراسات والبحوث الإنسانية بالتعاون مع بروهلفتسيا، المؤسسة الثقافية السويسرية – 2013. وقد تُرجمت أبحاث هذا الكتاب لأكثر من لغة، كما لها كتب "الغناء والسياسة في تاريخ مصر" – مؤسسة نهضة مصر للصحافة والطباعة والنشر- مصر- يناير 2014، و"المناهج النقدية في الموسيقى العربية" - الهيئة المصرية العامة للكتاب، مصر – 2016، و"الأغنية الشعبية في مصر مقاربة نقدية" عن الهيئة المصرية العامة للكتاب – 2018، و"شدو الألحان" عن الهيئة العامة لقصور الثقافة – مصر- 2020، إضافة إلى الأبحاث العلمية التي خصت بها الدوريات، ولها المئات من المقالات في العديد من الصحف والمجلات.. ولم تتوقف الدكتور ياسمين عن العطاء يوما، بل هي في شغل دائم يسربلها الحماس وحب المجال التي أخلصت له على مدار ثلاثة عقود..
أردنا أن نقترب منها أكثر فهرعنا إلى دوحتها، وأجرينا معها هذا الحوار التي طوفت فيه بنا في محطات حياتها وحدثتنا عن واقع الغناء والموسيقى في عصرنا الحالي وموضوعات أخرى نطالعها في الحوار التالي.
* كيف كان للنشأة أثرها في حياتك العلمية والفنية بعد ذلك؟
- ولدت في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي، وهي فترة كانت تتميز بالانفتاح الفكري والاجتماعي؛ حيث أنها امتداد لفترات سابقة من نضال المرأة في إثبات الذات في العمل وفي الجامعة.. وكانت والدتي التي تنتمي إلى مدينة المنصورة عاصمة الجمال والفنون تعشق الفن.. وشعب المنصورة كما هو معروف للجميع يحب الفن ويعشقه وقد أنجبت محافظة الدقهلية المئات من رموز الفن أمثال: رياض السنباطي، وأم كلثوم، وفاتن حمامة، وعادل إمام، وأنيس منصور، وكامل الشناوي... ومازالت المحافظة تقدم لنا كل يوم فناناً جديداً، ووالدتي عاشت مع ثورة يوليو 1952 وتأثرت بإنجازاتها على كل المستويات لذا كان لوالدتي الأثر الأكبر في تكويني.. كانت أمي تحب مشاهدة الأفلام الاستعراضية وتحب الاستماع إلى البرامج الإذاعية وخصوصاً البرامج الغنائية، وقد تنبه والدي - رحمه الله - إلى موهبتي وقام بإلحاقي وأنا في الصف الثالث الإعدادي بمعهد الموسيقى العربية برمسيس في قسم الدراسات الحرة، وتعلمت فيه العزف على العود وقراءة الصولفيج والغناء الشرقي، وقمت بغناء الأدوار والموشحات وأغنيات لسيد درويش، ومحمد عبد الوهاب، وليلى مراد.. كما التحقت بفرقة المعهد – وقتها - وفي هذا التوقيت بدأت أدخل مجال الإعلام من خلال برنامج "مجلة الأصدقاء"، وكان أول برنامج إخباري في قناة النيل الإخبارية، وذلك في بداية إنشاء قنوات النيل المتخصصة.. كل ذلك أسهم في مرحلة التكوين المبكرة من دور الوالدة ودور الأب ومرحلة معهد الموسيقى وأخيراً التحاقي بكلية التربية الموسيقية عام 1992 بعد حصولي على الشهادة الثانوية.
* ما الدوافع التي جعلتك تتجهين إلى دراسة النقد الموسيقي؟
- لم يكن هدفي في البداية دراسة النقد، وكنت أمارس النقد الفني بالسليقة إلى أن حصلت على درجة الماجستير بعد حصولي على البكالوريوس بتقدير جيد جداً ولم أدرس دبلوم التمهيدي، لذا درست الماجستير لحصولي على التفوق في البكالوريوس.. وفي عام 1997 كنت أقوم بتمثيل المسرحيات وكان أول عمل مسرحي قمت ببطولته "ياسين وبهية" للشاعر نجيب سرور ومن إخراج سعيد سليمان، وكنت أقوم بدور بهية، وعندما ناقشت الماجستير عام 2001 كنت أمارس النقد بالسليقة - كما ذكرت - استمع وأحلل، وقد ظهر جلياً في رسالتي للماجستير "أسلوب الزخرفة اللحنية في موسيقى محمد عبد الوهاب"، والعمل على الزخرفة الموسيقية كان صعباً للغاية، لأنك تدون التفاصيل الدقيقة جداً في الغناء وأنا دوماً كنت أميل للعمل الصعب دون تهيب أو خوف.. وقد أشار عليّ أستاذي الدكتور سامح مهران بالكتابة في النقد الموسيقي لما وجد لدي استعداد فطري في هذا المجال، بعدما حصلت على درجة الدكتوراه بإشراف الدكتورة سهير عبد العظيم -رحمها الله - ومشرف مشارك الدكتور سامح مهران، وكان موضوع الرسالة عن برنامج مقترح لتحسين الغناء العربي الفردي والجماعي على المسرح، ومن هنا ظهرت قدرتي علي النقد، وأشار علي الدكتور سامح أن أمد جريدة "القاهرة" التي كان يرأس تحريرها المرحوم صلاح عيسى بمقالات في النقد الموسيقي.. ثم عينت في جامعة المنصورة وبعد سنتين تقدمت باستقالتي، وقرأت إعلانا في الصحف لأكاديمية الفنون فتقدمت له وكان لي اسم في الساحة الفنية كناقدة موسيقية وتم قبولي في المعهد العالي للنقد الفني قسم النقد الموسيقي، لأن سجلي كان حافلاً حيث قمت بالتمثيل في المسرح ثم قمت بغناء الموشحات والقصائد والطقاطيق، وبدأت أدّرس النقد الموسيقي وهذا دفعني لمطالعة الكتب العديدة وكان معظمها باللغات الأجنبية وصار لي منهج في هذا المجال، وبدأت أشق طريقي في موضوعات لم يتعرض لها أحد من قبل.. ومن هنا كان دخولي إلى هذا المجال من قبيل الصدفة البحتة..
* ومن قدوتك في هذا المجال؟
- قدوتي في هذا مجال النقد عموماً وليس النقد الموسيقي وحده هو الأستاذ الدكتور سامح مهران، وهو ليس كاتباً مسرحياً ولا أستاذاً جامعياً فحسب، وإنما من يعرفه عن قرب - بشهادة جميع من عرفوه وخاصة على مستوى الوطن العربي – يعلم جيداً أنه مفكر.. وجزء كبير من العمل النقدي بنسبة 90% مثلاً يقوم على الفكر، أما 10% الباقية فهو جزء معلوماتي، لأن المعلومات يستطيع الكل أن يحصل عليها ولكن ربط المعلومات ببعضها هو سر العملية النقدية كما أن الملاحظة هي سر آخر، كما علمني أستاذي الدكتور سامح مهران.
* تنوعت جهودك بين دراسة الموسيقى وتقديم البرامج والعمل بالمسرح ونشر الثقافة الموسيقية، كيف وفقت دكتورة ياسمين بين هذه الجهود؟
- أنا كناقدة موسيقية قدمت برامج لإذاعة صوت العرب التابعة لشبكة ART ومثلت بالمسرح وكتبت كثيراً عن الموسيقى وتفسيرها عن محاولة نشر التفاصيل الموسيقية من خلال الباب الذي استمر خمس سنوات في مجلة الهلال وكان بعنوان "نغم في حياتنا"، وكان من أنجح الأبواب في هذه المجلة العريقة، وكان للأستاذ عادل عبد الصمد رئيس التحرير الذي دعاني للكتابة معه بترشيح من الشاعر عبدالقادر حميدة - رحمه الله - الذي قال له: "لازم ياسمين تنشر الثقافة الموسيقية"، وقد وافق الأستاذ عادل عبد الصمد على الفور ولاقى هذا الباب نجاحاً كبيراً لدرجة أنه كانت تأتيني خطابات من كل البلاد العربية إلى دار الهلال، وكان يطلبون مني أغنيات لكي أقوم بتحليلها، وقد فوجئت وأنا أقدم برنامجاً في إذاعة صوت العرب منذ شهرين أن أحد الكتاب الصحفيين في السعودية وهو الأستاذ محمد صالح الهلالي قد أجرى مداخلة مع البرنامج، وقال إنه قد قام بجمع كل مقالات الهلال وذكر أنه تعلم من تحليلي في هذا الباب خاصة أنه لم يقم بدراسة الموسيقى ولم يتخصص فيها، وهذا يسعد كل من يعمل شيئاً إيجابياً في المجتمع المحلي والعربي والدولي، وخصوصاً وأن الكتابة النقدية ليس لها مردود مالي فمردودها أدبي أكثر منه مالياً..
أما في مجال التمثيل فقد بدأت أمثل في سن مبكرة، ففي المسرح كان أول عمل قمت ببطولته عام 1997 وتوقفت عن التمثيل عام 2005.. بدأت بمسرحية وختمت حياتي في المسرح.. بدأت ببطولة مسرحية "ياسين وبهية" وختمت بمسرحية "امرأتان" تأليف السيد حافظ وإخراج محمد متولي وكانت البطلة معي وفاء الحكيم، وموضوع التحاقي بالتمثيل كان صدفة لأنني كنت معروفة مغنية أكثر مني ممثلة، ولكنهم كانوا يبحثون عن أحد يمثل ويغني.. فأحمد هيكل كان شاعراً ويعرفني وقد شاهدني في مسرح الغد وقتها، وقال لهم أنا عندي مطربة لا أعرف قدرتها على التمثيل لازم ترونها وتقررون.. وذهبت للقاء المخرج المسرحي سعيد سليمان ووافق على عمل دور بهية وكانت الانطلاقة بعدها ثم عملت 12 عرضاً مسرحياً ما بين عروض مسرح الدولة وعروض القطاع الخاص كما عملت مسرحا للأطفال.
كما قدمت العديد من البرامج والتي لها علاقة بالموسيقى في محطة ART ومنها برنامج "نغمات" وكان 15 حلقة فقط، كما قدمت فقرة "النقد الموسيقي" في برنامج "نهارك سعيد" في قناة نايل لايف، وحتى كتاباتي أغلبها كانت في الموسيقى كما كنت أمارس النقد الموسيقي لمدة عقد من الزمان، وكنت أتطرق إلى الجانب الموسيقي بتفاصيله وليس عابراً. الخلاصة أنني لم أخرج عن مجال الفن في جميع الأحوال سواء موسيقى أو مسرح أو غناء كله في إطار الفن.
* في العقود الأخيرة تعرض مجال الموسيقى والغناء إلى ما يشبه الانهيار، ما الأسباب التي أدت إلى هذا المنحني - بعد عقود من التميز والحضور والعطاء؟
- أخبرك أولاً بالأسباب التي أوصلتنا إلى هذا المنحنى:
أولاً: بالرغم من تعدد الجامعات والمدارس الحكومية والتجريبية والدولية بالرغم من هذا إلا أن التعليم في حد ذاته قد فقد أشياء كثيرة ومنها الاهتمام باللغة العربية، وبما أنني أستاذة جامعية أريد أن أخبرك أنه للأسف الشديد تدهور جودة النطق والإملاء ليس على مستوى الطلاب، ولكنه تعداه إلى الأساتذة كل هذا أدى إلى انهيار كتابة الشعر وانهيار القدرة على الغناء المتقن، لأنه لكي تكون متميزاً لابد أن تتقن علوم اللغة العربية من مخارج الألفاظ والقراءة الجيدة للنص الشعري بالإضافة إلى نزوع معظم الشعراء إلى كتابة الزجل، حيث أن الموجود الآن ليس شعراً والزجال ليس بالضرورة أن يكون متعلماً والكثير من الأميين ممن يعملون بالحرف المختلفة يقولون زجلاً.. فاليوم الكل يكتب زجلاً، فضاعت أيضاً أنواع من الغناء مثل القصيدة تقريباً.. الآن لا أحد يغني قصائد.. لأنه لا يوجد شعراء يكتبون القصيدة إلا من رحم ربي وانتهى هذا القالب تقريباً.
ثانياً: المطرب نفسه والمطربة لديهم مشكلات في النطق، فظهرت مشكلات في الغناء.. أما اللحن فالكثير من الألحان تشبه بعضها البعض، لأنه يلجأ البعض إلى الموسيقى المستهلكة، ويجب أن تدير الجملة اللحنية بأكثر من شكل حتى تنتج الجديد والذي يشجع الملحن لأن يقدم جملاً لحنية رائعة لابد أن تكون هناك أصوات ممتازة وليس متوسطة للأسف الشديد.. حتى الأصوات الممتازة أصبحت من الندرة بمكان.. عندنا أزمة في جميع صناعة الأغنية سببها انهيار منظومة التعليم وقد أثرت على الغناء المتقن.. ندرة الأصوات التي يمكن تصنيفها بالممتازة والتي تنتمي إليها أم كلثوم ومنها الآن أمال ماهر، ومي فاروق، وريهام عبد الحكيم، وأخيرا أنغام ..
*وهل من الممكن إلى نعود إلى هذه الريادة مرة أخرى؟.
- لا اعتقد.. لأنه لا توجد دولة عربية ستقول أنا عندي الريادة لعدة أسباب أولاً: السوشيال ميديا تجعل الريادة ليس للأكفأ ولكن للأكثر انتشاراً فقد يكون مغني أو مؤدي مهرجانات له الريادة الآن.. لأن الريادة لم تعد الجودة ولكن لها معايير أخرى وبالذات في الفنون.. ولكن من الممكن أن نحسّن المنتج الموسيقي والغنائي في مصر بتحسين العملية التعليمية في المدارس وفي الجامعات وفي المعاهد والكليات الموسيقية، لأنهم الذين يخرجون الملحن والمغني والعازف، فكل هذا من الممكن أن يجعلنا في صفوف متقدمة، وخاصة أن هناك بعض الدول العربية الشقيقة بدأت تنفتح وتنافس الدول العريقة وأريد أن ألغي مفهوم الريادة في الفن تحديداً ونجعله مفهوم التنافسية.. أريد أن أنافس في مستويات متقدمة وفي مقدمة الصفوف التنافسية في العملية الفنية، ولن يأتي هذا إلا بتحسين التعليم، كما نجعل للفن ميزانية كبرى في مصر ومنها الغناء والموسيقى، والبرامج أو المهرجانات لا تصنع فناً جيداً.. والمهرجانات المفروض أن يعرض فيها الفن الجيد؛ لأن عندنا مهرجانات كثيرة في حين أننا لدينا أزمة في جميع الفنون فعلينا مراجعة مثلاً سياسات المهرجانات في مصر.. يجب أولاً أن أنتج فناً جيداً في المسرح والسينما وفي الفيديو وفي الغناء وفي العزف وبعد ذلك أعقد مهرجانات.. ولكننا نمشي بالعكس في هذا المجال.
*هل يعاني الجمهور من أمية فنية وموسيقية؟
- أحسنت طرحك لهذا السؤال.. فأنا كان لدي ندوة في جامعة الجلالة وحضرها أكثر من ألف طالب من تخصصات مختلفة (تمريض وطب وإعلام..) في المنتدى الثقافي الأول لجامعة الجلالة.. كنا نتحدث أنا وبعض الزملاء عن فيلم "بين القصرين" وتناولت الشق الموسيقي، وكان معي أستاذ في تصميم الديكور، وأستاذ في الأدب وغيرهم.. الكارثة التي التقطها أن الألف طالب تقريباً الذين كانوا أمامي لم يقرأوا شيئاً لنجيب محفوظ وهذه كارثة.. والكارثة الثانية أنهم لم يشاهدوا الفيلم، والكارثة الثالثة أنهم لا يريدون سماع تفاصيل في النص الأدبي ولا في الديكور ولا في صورة المرأة داخل الفيلم .. كان يشعرون بالملل.. ولما جاء الحديث عن شق الموسيقى انتبهوا وعندما ذكرت أن علي إسماعيل وضع الموسيقى التصويرية وقاد الأوركسترا وجدت الذين يتجاوبون معي لا يزيدون عن ستة من الألف، هم الذين لديهم فكرة عن آلات الأوركسترا.. فبالفعل نحن في كارثة .. هناك جهل فني وعلي إسماعيل موسيقي كبير جداً.. ففي العشر سنوات الأخيرة حدث تراجع شديد في الثقافة الفنية والموسيقية، وأرجو أن يكون لدينا سياسة للمؤسسات المدنية ومؤسسات الدولة إن كان لديها سياسة لنشر الثقافة الفنية والموسيقية، وهذا يحتاج استراتيجية طويلة المدى تبقى خطة عشرية وليس خمسية وتحتاج أيضاً إلى أشياء كثيرة، وبعد هذه الندوة انزعجت تماماً لأنه هناك جهل موسيقي فأرجو أن نتدارك ذلك. لماذا؟ لأن الجهل بالفنون عرضة للتطرف السلبي.
*ما مدى تأثير الدراسات الأكاديمية على نشر الوعي الموسيقي؟
- الدراسات الأكاديمية لا تفيد في نشر الوعي الموسيقي.. هي تفيد الباحثين في التخصص، لأن الدراسة الأكاديمية لها معايير تكون متخصصة ولها مصطلحاتها، ولكن نشر الوعي الموسيقي يحتاج إلى أشياء أخرى عندما يريد المسئولون في المؤسسات المدنية وفي مؤسسات الدولة أن يستعينوا بالخبراء مثلي وغيري وأنا على أتم الاستعداد للقيام بذلك لعمل شيء نلحق به الشباب الذي يحتاج تثقيفا موسيقياً.
*هل للتطرف دور في عزوف الناس عن الفن الأصيل؟
- حلو هذا السؤال، أقول لك ليس للتطرف دخل.. ولكن لدينا القصور في المناهج التعليمية والقصور في الأعمال الفنية والقصور في فتح باب الحريات الفكرية والفنية هو الذي يؤدي إلى التطرف الفكري، ولكن عندما تكون المناهج التعليمية لنكون دولة مدنية حرة، عندئذ لا يستطيع التطرف أن يصنع شيئاً.. فالعقل الحر والذي تربي في مدرسة وخصوصاً في السنوات الأولى تحديداً أن الطالب يتلقى الشعر والموسيقى والرسم ويقوم بالتمثيل، كل هذا يساعد في محاربة التطرف والقضاء عليه.
---------------------------
حوار: أبو الحسن الجمال
* كاتب ومؤرخ مصري