بقلم د / أنيسة فخرو
سلطنة عمان بلد الخير والأمان بلد الجبال والقلاع بلد البحار والوديان، مساحتها 309500 كم2 و أعلى قمة فيها جبل شمس 3100 متر فوق سطح البحر، وعدد سكانها حوالي 5 مليون نسمة، يشكل العمانيون منهم 3 مليون، والباقي أجانب، توالت عليها أسر الحكم مثل آل الجُلندى ثم الإمامية ثم أسرة بني نبهان، ثم اليعاربة الذين طوروا نظام الأفلاج المائية الرائعة، وصولًا إلى أسرة آل بو سعيد الحالية، وتحتل عمان المرتبة 23 في احتياطي النفط عالميًا، وأجمل ما فيها عدم وجود فوارق طائفية أو دينية بين المواطنين، حيث سنت الدولة قانونًا مشددًا لكل من يعزز الطائفية، لذلك ترى كل الطوائف تصلي في مسجد واحد.
طبيعة خلابة ونظام سياسي يحافظ على البيئة الطبيعية كما يخاف ويحافظ على شعبه، لذلك الخيرات وفيرة وغير غالية الثمن.
عندما تكون القيادة السياسية في البلاد حريصة على نهضة الشعب والوطن تحدث المعجزات.
عمان ، عندما كانت البحرين في أوج نهضتها الثقافية والعمرانية في بداية الخمسينات كانت عمان بلا كهرباء ولا مدارس ولا مستشفيات، وكان المواطن العماني يعاني من الفقر المدقع، وتقول لي إحدى الجدات كنت أغلي الحصى لأولادي قبل النوم لكي أوهمهم بوجود الطعام، وكان العمانيون مشتتون في الدول المجاورة ويمتهنون كل المهن الوضيعة.
والآن تدخل مطار عمان وتستقبلك الابتسامة على وجوه الموظفات والموظفين العُمانيون, وتبهرك النظافة والتنظيم, وترى الشوارع الفسيحة المنظمة، والتزام الناس بقواعد السير والمرور والنظام.
وعندما تدخل أي فندق ترى الوجوه العمانية الأصيلة التي ترحب بك في قسم الاستقبال، والتي تشعرك إنك في وطنك وبين أهلك.
وعندما تستقل أي سيارة أجرة لابد وأن ترى سائقها عماني، يشرح لك كل ما تمر به من معالم جميلة في عمان.
ولإن الدولة تهتم بالمواطن وترفع من شأنه، أقرت قانونًا يسمح للعماني بمزاولة نشاط في المساء بعد الانتهاء من عمله الأصلي،فإذا كان يعمل في أية وزارة حكومية أو عسكرية، يحق له مزاولة مهنة أخرى إذا أراد زيادة دخله، تكون مقتصرة على العمانيين لا غير، مثل مهنة سياقة سيارات الأجرة، وتعبئة وتوزيع المياه الصالحة للشرب على المناطق البعيدة.ومهنة التدريب على السياقة.
لذلك لا يوجد أي عماني فقير، وخريج الجامعة راتبه لا يقل عن 800 ريال عماني ، وفي خطة الدولة المستقبلية لعام 2040، سيصبح الحد الأدنى للرواتب لكل عماني 2800 ريال عماني.
والدولة تخصص لكل مواطن رجل كان أو امرأة يصل عمره 23 سنة قطعة أرض مساحتها 600 م2 ، كما تخصص الدولة مبلغ وقدره 120 ريال شهريًا لكل عماني فوق الستين، وإلى الأرامل اللواتي بلغن سن الستين وما فوق 180 ريال عماني شهريًا ، ويحق لكل طفل مبلغ 20 ريال، أي إذا كانت الأسرة لديها خمسة أطفال فإنها تستلم 100 ريال شهريًا لأطفالها.
عمان بلد الحضارة الضاربة في الجذور، بلد القلاع الممتدة عبر الزمن، بلد الأفلاج والبحار، وعسى الله أن يدوم الخير على الشعب العماني ويزيدهم من فضله ونعيمه.
………………………..
بقلم الدكتورة / أنيسة فخرو
سفيرة السلام والنوايا الحسنة
المنظمة الاوروبية للتنمية والسلام