25 - 06 - 2024

الصراع الليبى يفتح الباب لتدخل عسكرى بقيادة مصرية

الصراع الليبى يفتح الباب لتدخل عسكرى بقيادة مصرية

بعد اتهامات بتنفيذ ضربات مصرية نفاها السيسى

عمار على حسن: السيسي ترك الباب مفتوح وقد يحدث التدخل فعليًا

خبير عسكرى: الخيار العسكرى متاح.. والمصريون عائق

هاشم ربيع: أمريكا تحاول توظيف الصراع الليبي في أزمتها مع مصر

تواترت التصريحات الرنانة من هنا ومن هناك، بشأن اتهامات تطول كل من مصر والأمارات بشن ضربات جوية عسكرية على ليبيا، فمثلت هذه التصريحات - بحسب زعم عدد من المحليين السياسيين والعسكريين - حجر زاوية يمكن من خلالها تفسير عدد كبير من الأحداث التي جرت في الأونة الأخيرة في عدد من البلدان العربية، وتكشف كذلك خريطة التحالفات العربية الجديدة التي ظهرت في المنطقة العربية، بعد ثورة الثلاثون من يونيو 2013 في مصر، والتي يتزعمها الرئيس السيسي فيما يخص الإطاحة بأنظمة تيار الإسلام السياسي التي وصلت إلى سدة الحكم أبان ثورات الربيع العربي 2011.

وكانت المفارقة أن مثل هذه التصريحات لم تؤكد بشكل كامل وجدي من جهة مسئولة في أي الكيانات العسكرية العظمي أو أجهزة الاستخبارات الدولية.

وفي السياق ذاته، صرح عمار علي حسن، الكاتب والباحث في العلوم السياسية، أن أول من أصدر هذه الاتهامات هم مجموعات من العناصر المسلحة بليبيا تسمى "قوات فجر ليبيا" بعد ساعات من إعلانها السيطرة على مطار طرابلس الدولي، وهجومها على محطة التلفزيون الخاصة "العاصمة"، وأتلاف محتوياتها واختطاف طاقمها المناوب، فكان ذلك بمثابة اللبنة الأولى لهذه الاتهامات.

يأتي ذلك في أعقاب إعلان مجلس النواب الليبي "قوات فجر ليبيا"، وجماعة أخرى هي أنصار الشريعة "مجموعتين إرهابيتين"، وقال إنه سيدعم الجيش لمحاربتهما.

وأكد "حسن" أن هذه التصريحات فتحت الباب أمام اتهامات أمريكية تزعم قيام مصر والامارات بشن هجمات عسكرية جوية على ليبيا، كان من بين الكيانات الامريكية "البنتاجون والبيت الأبيض"، وسرعان ما نفت وتراجعت ذات الجهات الامريكية تأكيدها لهذه الاتهامات.

"لم نقم بأي عمل عسكري في ليبيا حتى الآن"، هكذا جاء نفي الرئيس السيسي لأي دور عسكري مصري في ليبيا، وذلك خلال لقائه برؤساء تحرير الصحف الأسبوع الماضي، أي قبل ظهور الاتهامات الأميركية لمصر والإمارات بالتعاون لشن طلعات جوية مشتركة على العاصمة الليبية.

وأشار "حسن" - خلال تصريحات خاصة لـ "المشهد" - إلى أن النفي المبكر للرئيس السيسي، لم يغلق الباب نهائيا أمام قيام مصر بدور في ليبيا إذا تطلب الأمر، مؤكدًا أن ما لم يحدث "حتى الآن" قد يحدث لاحقاً إذا دعت الضرورة وسمحت الظروف، في إشارة إلى أن السيسي ترك الباب مفتوح فيما يخص التدخل العسكري في ليبيا إذا مس ذلك أمن مصر القومي.

ومن ناحية ثانية، أكد عمرو هاشم ربيع، الباحث في الشئون السياسية أن قرار التدخل المصري ليس سهلا ولن يكون من دون تكلفة، مشددًا على أن لم يحظَ التدخل المصري بغطاء إقليمي ودولي، فسيكون محل نقد من أطراف عديدة إقليمية ودولية.

وعن الاتهامات الأمريكية، أكد "ربيع" - خلال تصريحات لـ"المشهد" - أنه ربما كان الاتهام الأميركي والأوروبي لمصر والإمارات بتنفيذ طلعات جوية تحذيراً مبكراً، ورسالة مفادها، أنه لا ينبغي أن يتخذ أي طرف إقليمي قراراً منفرداً، خصوصاً مع اتجاه مصر لزيادة دعمها للسلطة في ليبيا عبر التدريب والخبرات، ومساندتها ضد الجماعات المسلحة، بحسب التعاون الأخير الذي أبدته سلطات الدولتين المصرية والليبية، مؤكدًا أن اللافت للنظر أن واشنطن لم تبذل الجهد الكافي لإثبات اتهامها لمصر والإمارات، إذ أعلنته في البداية عبر تسريبات صحافية، فيما اكتفت الولايات المتحدة بالتعبير عن الغضب إزاء تلك الضربات الجوية، ولم تقدم دليلا واضحا على أن الطائرات جاءت من مصر أو أن الإمارات كانت مشاركة في الهجوم.

وعن البعد العربي، أكد "ربيع" أن إقحام دولة الإمارات في هذا الامر يثير التساؤل، ولا يبدو أن هناك مبرراً قوياً لكي تشن طلعات جوية على بعد آلاف الأميال في الداخل الليبي، خاصة أنها لا تواجه تهديداً مباشراً، كما هي الحال بالنسبة إلى مصر، وأن كل ذلك يجعل الحديث عن الضربات الجوية لغزاً محيراً يكاد يكون مقدمة لسيناريوهات مستقبيلة.

ومن جانبه، اعتقد الخبير العسكري اللواء نبيل فؤاد أن النفي الرسمي المتكرر من الرئيس والخارجية كاف، علماً بأن اللواء خليفة حفتر أعلن أن قواته هي التي قامت بتلك الطلعات الجوية، موضحًا أن التذرع بالقرب الجغرافي ليس كافيا لإثبات أن مصر هي التي نفذت تلك الضربات، فالعديد من دول الجوار لديها طائرات قادرة على التحليق في العمق الليبي، حيث سبق أن تم قصف ليبيا أثناء حكم القذافي من أوروبا، كما أنه لم يصدر أي طلب رسمي من السلطات الليبية لمصر للقيام بعمل عسكري، ولا أعتقد أن مصر ستقوم بأي عمل من دون طلب رسمي.

ويضيف فؤاد أن "مصر تحجم عن القيام بعمليات مباشرة في الداخل الليبي حتى لا يتحول المصريون في ليبيا إلى أسرى لدى الجماعات الإرهابية، وأن هناك طرق أخرى لدعم ليبيا كدولة عربية شقيقة، حيث أن السلطة الليبية جاءت إلى مصر، وطلبت الدعم الفني والتدريب، وقد تم الاتفاق على ذلك فعلاً، وسيكون التدريب على الأراضي المصرية.

ويرى فؤاد بأن الولايات المتحدة تحاول توظيف الصراع الليبي في الأزمة التي تشهدها العلاقات المصرية ـ الاميركية، وأن النفي الصادر من الرئيس السيسي ووزارة الخارجية كان قاطعاً، ولكنه كان نفيا للسابق وليس اللاحق، أي أنه ترك الباب مفتوحا أمام الخيار العسكري في المستقبل إذا دعت الضرورة.

وعن تأثير ذلك على المصريين في ليبيا والنتائج المحتملة لأي عمل مصري، يرى فؤاد أن الجماعات المسلحة ليست في حاجة إلى ذرائع، فالمصريون في ليبيا يعانون بالفعل.

ويرى "فؤاد" أن خطورة وجود مصريين في ليبيا مزدوجة، فقد يصبحون من ناحية، هدفا للانتقام، إذا قامت مصر بعمليات في ليبيا. ومن ناحية ثانية، يمكن أن يكونوا أيضا هدفا للتجنيد من قبل الجماعات المتشددة بهدف ارسالهم إلى مصر للقيام بعمليات إرهابية.

##






اعلان