18 - 07 - 2024

التاريخ ينحنى اعجابا.....اضافة ثالثة وأخيرة

التاريخ ينحنى اعجابا.....اضافة ثالثة وأخيرة

يلاحظ مايك هاينز وجيم ولفريز محررا كتاب "التاريخ والثورة" ان هناك تأثيرا 
للانتماءات الفكرية لبعض المؤرخين على مواقفهم حيال الثورات موضحين على سبيل 
المثال ان المؤرخين المرتبطين بنظرية فوكوياما حول نهاية التاريخ يعمدون للتقليل 
من اهمية الثورات حتى ان البعض منهم يعتبر هذه الثورات بمثابة انتباهة عابرة 
للتاريخ الذى انتهى فى نظرهم اكثر منها منعطفات جذرية او نقاط تحول حاسمة فى مجرى 
التاريخ. وفى كتاب "الثورة المصرية" للكاتبين آلان وودوز وفريد ويستون 
ثمة احالات تاريخية دالة تربط بين الجماهير المصرية الهادرة التى خرجت لتكتب 
تاريخا جديدا وثورات كبرى فى العالم مثل الثورة الفرنسية.
ويسترجع الكتاب فى هذا السياق حوارا جرى بين الملك لويس السادس عشر واحد الدوقات 
بعد سقوط الباستيل حيث سأله الملك :"هل هذا تمرد؟" فاجاب :"لاياسيدى انها ثورة".
ولعل حكمة التاريخ وتدبر عبره ودروسه مفيدة فى ادراك اهمية عبور المرحلة 
الانتقالية فى اى ثورة بسرعة بعيدا عن الوقوع فى فخ جدل لاطائل منه او الانسياق 
لمحاولات الوقيعة والفرقة فيما يتطلع المصريون لاجراء الانتخابات بنزاهة وشفافية 
وبناء مؤسسات دولتهم الديمقراطية الجديدة .
من حق المصريين ان يفخروا بثورتهم التى اثبتت ان التاريخ لم يموت ولم ينته بعد 
كما تصور فوكوياما وانما كان فى اغفاءة طالت قليلا ثم استيقظ على ايقاع ثورة 25 
يناير الشعبية التى حماها جيش مصر وهاهى ثورة يناير تعانق ثورة يوليو وصولا لدولة 
الحرية والعدالة .