قال سمير النعماني وكيل المجلس التصديري لمواد البناء إن هناك خطة يتم تنفيذها بالتعاون مع جهاز التمثيل التجاري لنقل التكنولوجيا الأوروبية الحديثة الموفرة للطاقة والخامات لصناعات الصلب المصرية الموجهة للتصدير.

وأوضح النعماني أن المجلس نظم بالتعاون مع المكتب التجاري المصري برومانيا برئاسة الوزير المفوض عبد الرحمن عبد الرؤوف ورشة عمل لتعريف شركات الصلب والحديد المصرية بأحدث تكنولوجيا أوروبية تمتلكها إحدى المجموعات الصناعية التي تتخذ من رومانيا مقر لها حيث تقلل استخدام الطاقة بنسبة كبيرة وتخفض معدلات الانبعاثات للغازات والأتربة وكميات استهلاك المياه.

وأكد أن ذلك يتوافق مع المعايير البيئية العالمية بما يزيد من تنافسية الصادرات وقدرتها على النفاذ للاسواق الأوروبية والأمريكية وبما يتوافق مع دور المجلس التصديري في مساعدة أعضاءه على فتح مزيد من الأسواق وزيادة الصادرات المصرية بوجه عام.

وقال إن الخطة تأتي لمواجهة انخفاض صادرات الحديد والصلب والتي تراجعت في النصف الأول من 2014 بنسبة 28 % لتصل إلى 2.763 مليار جنيه بنهاية يونيو مقابل 3.846 مليار جنيه في النصف الأول من عام 2013.

ورجح الانخفاض إلى تأثر القطاع بنقص الطاقة الموجهة للمصانع وهو ما زادت وتيرته خلال شهري يوليو وأغسطس الماضيين.

وأشار إلى أن المجموعة الأوروبية كشفت عن تحقيق وفر في تكلفة الانتاج بمصانع الحديد والصلب بنحو 1.4 مليون يورو سنويا لكل خط انتاج يستخدم المعدات الحديثة التي طورتها والمعتمدة على مضخة تعمل الكترونيا لفصل الغاز والأبخرة المتصاعدة من عمليات الصهر إلى جانب استخدام نظام لفصل الأتربة عن المادة الخام.

وأوضح النعماني أن أكثر من 35 مصنعا للصلب تتواجد في دول أوروبية وعربية وإفريقية تستخدم هذه التقنية الحديثة بالفعل مشيرا إلى أن المجلس يسعى لتعريف المجتمع الصناعي والتصديري المصري بها خاصة وأن هناك بعض المصانع المتخصصة في التصدير تستخدمها بالفعل حيث ستساعد تلك التكنولوجيا الحديثة على تحقيق طفرة لصناعة الصلب تدعم خطط زيادة صادرات قطاع مواد البناء إلى نحو 5.5 مليار دولار بنهاية العام الجاري.

وأشار سعيد إبراهيم رئيس قطاع الصلب بإحدى الشركات المصرية إلى أن أهم مزايا النظام الجديد هو قدرته على توفير استهلاك الطاقة وبالتالي خفض تكاليف الانتاج بجانب توافقه مع البيئة بصورة ممتازة.. موضحا أن طريقة الانتاج التي طورتها المجموعة الأوروبية تعتمد على تفريغ الغازات ; ما يزيد من جودة انتاج الصلب ونقاوته بصورة كبيرة.

وقال إنه يمكن الاستفادة من هذه التكنولوجيا في عمليات إعادة تدوير مخلفات الانتاج وخاصة الأكاسيد والأتربة وهو ما يعظم من قيمة الانتاج وبالتالي تنافسية قطاع الصلب.

وأكد المهندس مهاب هاشم العضو المنتدب لإحدى المجموعات الصناعية أن الالتزام البيئي أصبح أحد أهم شروط الاستمرار في السوق التصديري كما أن التنافسية أصبحت تعتمد على القدرة على تخفيض استهلاك الطاقة وخاصة في صناعة الحديد والصلب التي تعتبر من الصناعات كثيفة استهلاك الطاقة, وهو ما يوضح ضرورة الاعتماد على التكنولوجيات الحديثة لزيادة التنافسية والأهم الصادرات خاصة وأن النظام الأوروبي يساعد بجانب تخفيض الطاقة على تقليل انبعاثات الأبخرة والغازات وبالتالي تحسين الالتزام البيئي لمصانع الصلب .

وقال الوزير المفوض التجاري عبد الرحمن عبد الرؤوف إن الشركات الأوروبية تقدم بوجه عام خدمات للدعم الفني والتدريب علي الآلات والمعدات والتكنولوجيات الحديثة كما أن البنك الأوروبي للتعمير والتنمية يقدم قروضا ميسرة لتطوير الصناعات المصرية في إطار اتفاقية المشاركة مع أوروبا.

وأكد حرص مكتب التمثيل التجاري برومانيا على مساعدة المجالس التصديرية وتقديم أي خدمات لها سواء لتسهيل نفاذ الصادرات المصرية لأسواق رومانيا ودول الجوار أو بتعميم أية إجراءات أوفرص لزيادة الاستثمارات الأجنبية بمصر والأهم نقل التكنولوجيا الحديثة لتعزيز تنافسية الصناعات الوطنية المصرية.

وأشارت حنان إسماعيل المدير التنفيذي للمجلس التصديري إلى أن المجلس وضع خطة للبحث عن طاقات جديدة ومتجددة والسعي للتعرف على التكنولوجيات الموفرة للطاقة  تماشيا مع سياسة الدولة في هذا المجال.

وأكدت حرص المجلس على إقامة المنتديات وورش العمل لتعريف المجتمع التصديري بالآليات والتقنيات العلمية الجديدة في مجال الصناعة بجانب مناقشة التحديات والمشكلات التي تواجه القطاع التصديري وأية متغيرات تحدث في بيئة الاقتصاد العالمي إلى جانب تعريف الشركات الصغيرة والمتوسطة بالخدمات العديدة التي تقدمها الجهات الحكومية المختلفة مثل مركز تحديث الصناعة وصندوق مساندة الصادرات وجهاز التمثيل التجاري.

وكشف مسئولو المجموعة الأوروبية عن أن الآلية الجديدة التي تم تطويرها بالتعاون مع كبرى المراكز البحثية السويسرية تضمن انتاج صلب بجودة عالية مع الحفاظ علي المعدات والآلات المستخدمة وحمايتها من الصدأ والتآكل وتحقيق خفض كبير في تكلفة الانتاج وهو ما يهم منتجي الصلب.

وأشاروا إلى أن خطوط الانتاج التي تم تطويرها تعمل في ظل نظام مغلق لعزل الهواء بما يضمن استمرار العمل دون التوقف لإجراء الصيانة موضحة أنه يتم الاحتياج للتحقق من مستوى الزيت وإحكام العزل.