وجعلنا من الماء كل شيء حي " تلك الايه التي جاءت لتؤكد علي أهمية المياه في حياتنا والتي قد تنشأ عنها صراعات من اجل الحصول عليها ، ورغم ان الله قد حبا مصر بنيلها العظيم الا ان مازال هناك من يبحث عن قطرة المياة .
وتعتبر بعض قري محافظة الشرقية مثال حي علي تجاهل المسئولين تجاه ابسط اشكال الحياة للمواطنين من خلال توفير المياه حيث تعاني العديد من القري من "عدم توصيل المياه اليها ومنها عزبة رمسيس اكتوبر التابعة لقرية الحرية بمدينة ابوحماد تلك القرية التي يعاني قاطنيها يوميا في الحصول علي قطرات مياه تروي ظمأ اطفالهم ، حيث يؤكد محمود شعبان احد ابناء القرية الي مدي المعاناة التي يعيشونها بصفة يومية من اجل الحصول علي المياة الامر الذي يكلفهم ما لا يقدروا عليه حيث يقومون بشراء المياه باسعار مرتفعة من البعض الذين استغلوا حاجتهم للمياه للوصول الي الثراء السريع ويتابع محمود حديثه قائلا " يتم بيع جركن المياه الينا يوميا بسعر 5 جنيهات للـ"10" لتر مياه الامر الذي يعتبر عبأ ثقيلا علي كاهلنا ونرجو ان ينظر الينا المسئولين بالمحافظة الينا بعين الرأفة نظرا لاحوالنا المعيشية الصعبة .
فيما يؤكد حسن محمود انهم يجبرون يوميا الي قطع ما يزيد عن مسافة الثلاثة كيلومترات من اجل الحصول علي المياه الامر الذي يعتبر خطرا محدقا علي النساء والاطفال الذين يقومون بالذهاب للحصول علي المياه خاصة وانهم بالقرب من مناطق جبلية تحوي الكثير من الحيوانات والحشرات الضارة بالاضافة الي قطاع الطرق ممن يسكنون في تلك الجبال الوعرة .
بينما أشار محمد عاشور احد أبناء القرية الي مدي استياءه من التجاهل من قبل مسئولي المدينة حيث اكد علي تقدمه بأكثر من شكوى الي مسئولي مجلس مدينة ابوحماد الواقع في نطاقها القرية الا انه وجد عدم اهتمام بامرهم قائلا "رئيس مجلس المدينة مش عارف فين قريتنا اصلا " مشيرا الي عدم اهتمام المسئولين بالرغم من ان خطوط المياه تمر بالقرية وتم توصيلها الي احد المزارع الخاصة والتي يقوم بعض القائمين عليها الي استغلال حاجته الماسة الي المياه في بيعها اليهم باسعار عالية مما يحقق لهم ربح اعلي من ربح المزرعة نفسها - علي حد قوله – مضيفا الي خوفه الدائم من ارسال الاطفال والنساء الي جلب المياه من القري المجاورة بسبب الانفلات الامني والاخلاقي الشديد بتلك المنطقة المحيطة بقريتهم .
ولا تتوقف المعاناة لدي اهالي قرية رمسيس وحدهم بل يشاركهم رحلة المعاناة والعذاب للبحث عن بعض قطرات المياه اهالي قرية عرب الجورة تلك القرية الواقعه بمنطقة وادي الملاك التابع لمركز ابوحماد ايضا حيث لا تصل اليهم مياه الشرب ويقومون بشرائها يوميا في اعلان عن مدي الاهمال الجسيم التي تعانيه القري المعزولة حيث يؤكد عايد عيد احد ابطال مسلسل المعاناة اليومية لجب المياه واحضارها لسد ظمأ الاطفال حيث لا توجد بالقرية الا "حنفية مياه جوفية " وحيدة يتم من خلالها ملئ المياه الا انه اشار الي عدم صلاحية تلك المياه مشيرا الي ان تلك المياه تشوبها بعض التلوث نتيجة لمرور احد خطوط الصرف الصحي بالقرب من القرية الامر الذي ادي الي اصابة العديد من سكان القرية والبالغ عددهم اكثر من الفي مواطن بالعديد من الامراض وعلي رأسها أمراض الفشل الكلوي مما حملهم اعباء اضافية علي كاهلهم .
وفي الاطار ذاته شن صالح سليمان احد سكان القرية جام غضبه علي مسئولي محافظة الشرقية متهم اياهم بالاهمال الجسيم وعدم تحمل المسئولية حيث اشار الي ان خطوط المياة تبعد حوالي كيلو ونصف فقط عن القرية وبالرغم من موافقتهم علي جمع الاموال لتوصيل المياه الي قريتهم الا انهم فوجئوا بتجاهل المسئولين في شركة المياه بالشرقية مبررين ذلك بان توصيل المياه للقرية من ضمن الخطة ، الا ان الميعاد لم يتحدد بعد ،وعن رحلة البحث عن المياه اكد صالح علي انهم يقومون بملئ الجراكن الخاصة بالمياة من احد الحنفيات الخاصة بالمياه الجوفية ولكن لسوء طعمها واختلاطها بالرمال وبعض الشوائب يقومون بشراء جراكن لمياه الشرب باسعار مرتفعه بقيمة 5 جنيهات للجركن الواحد وفي بعض الاحيان يصل سعر الجركن الواحد الي اكثر من 10 جنيهات الامر الذي يحملهم اعباء ثقلية مع عدم وجود مرتب ثابت حيث يعمل ابناء القرية بمصانع العاشر من رمضان وتحصلهم علي مرتبات ضعيفة .
فيما أكد احد مسئولي الشركة القومية لمرفق مياه الشرب بالشرقية – رفض ذكر اسمه – الي ان الازمة في طريقها للحل خاصة وان هناك اكثر من محطه لمياه الشرب تم افتتاحها الفترة الماضية مشيرا الي مدي الضغط علي المحطات بعد ثورتي يناير ويونيو وقيام الالاف من المواطنين بالتوصيل علي الخطوط بالمخالفة الامر الذي اثر علي وصول المياه الي تلك المناطق ،ومضيفا الي انه تم وضع خطة عاجلة لتوصيل مياة الشرب النقية الي كافة ابناء المحافظة مشيرا الي دخول محطة مياه الشرب بلبيس الحديثة الي الخدمة والتي تعتبر اضافة قوية الي مرفق المياه بالشرقية .