26 - 06 - 2024

هديل الحمائم أم نعيق البوم؟

هديل الحمائم أم نعيق البوم؟

ظهر مصطلح الحمائم والصقور فى التاريخ المعاصر للتعبير عن طرفين تجمعهما مصلحة واحدة, احدهما يرى ان السبيل الى تحقيق هذه المصلحة يأتى من خلال السياسة والمفاوضات وهم من يطلق عليهم لقب الحمائم , وطرف آخر يرى أنه لا سبيل إلى تحقيق تلك المصلحة إ? عن طريق إعلان الحرب والكر والفر وهؤ?ء هم الصقور.

فى بعض الاحيان يكون هناك تفاهم تام بين الحمائم والصقور والاختلاف بينهما على الساحة ماهو إلا مسرحية يؤديها كل طرف ليخضع الاخر لراى الحمائم فيرضى بقسمته القليلة وينصرف , وفى أحيان أخرى يكون لكل منهما سياسة ورؤى مقتنع بها كل منهما بالفعل,

و فى التاريخ الاسلامى كان هناك من الصحابة الهين اللين الذى يميل الى السلم بدون تنازلات وكان هناك الشديد القوى الذى يأبى الا ان يحقق مراد الله بسيفه دون إفراط و? تفريط ، وأحيانا يلعب الطرف الواحد الدورين معا فيرخى أحيانا ويشد أحيانا اخرى وقد عبر عن هذا بوضوح سيدنا معاوية ابن ابى سفيان وهى السياسة التى نطلق عليها للآن شعرة معاوية ، ولكن للأسف اختفت الحمائم و? ادرى هل انتحرت أمام مشاهد العنف والدم أو هاجرت إلى مواطن أكثر دفئا وإحساسا غير آسفة و? مأسوف عليها، أم أن مشاهد العنف والدم جاءت بالتبعية نتيجة لاختفائها.

ولأنى لا اؤمن بالصدفة ، أستطيع أن أقول بصدق أنه ليس من قبيل المصادفة أبدا ان يهجم ذلك الغراب على تلك الحمامة الوديعة الرامزة للسلام والتى أطلقها بابا الفاتيكان من شرفته فى مشهد لن ينسى ، و يدل دلالة واضحة على أن هديل السلام قد أصيب بالخرس وحلت محله طبول الحرب والعنف، ولعلى لا أبالغ إن قلت إن الصقور قد فرت هى الاخرى من هذا الجو المشحون بالكراهية والقبح وحلت محلها الحداءات والغربان والبوم.

أولئك النافخون فى الكير الذين يشجعون على العنف والدم لمداهنة الحكام ماهم إ? منافقون ،علمنا الله أن مكانهم فى الآخرة هو الدرك ا?سفل من النار، وعلمتنا ا?يام أن الجلوس تحت كرسى السلطان مكانهم فى الدنيا، أى سلطان ? يهم ، المهم هو نيل الرضا من صاحب ذلك الكرسى الذى يحتمون به ، غير أن الحصفاء من السلاطين فقط هم من ? يلقون إليهم با?.

فضلا ، إن كنتم دعاة حرب وعنف و"فرم" فلا أقل من أن ? تروعوا الحمائم، اعيدوها إلى اوكارها التى هجرتها بسبب تخوينكم وادعاءاتكم الباطلة، فالمعركة ليست غاية فى حد ذاتها لنقول ? صوت يعلو فوق صوت المعركة، وإنما هى فقط وسيلة لتغليب المصلحة ، والإسلام وان كان قد أوجب الجهاد ا? أن السلام فيه هو الأصل ، و? جهاد بين أشقاء أمر الله أن نصلح بينهما والصلح خير، لذا فأرجو أن يهدأ المزايدون ومدعو الوطنية ويكون شعارهم ? صوت يعلو فوق صوت المصلحة ، والمصلحة هنا تعنى كل ما هو فى صالح الوطن و المواطنين.

##

مقالات اخرى للكاتب

وفاة 6 أشخاص وإصابة 3 آخرين في حادث تصادم سيارتين بكفر الدوار





اعلان