17 - 07 - 2024

حمائم حركة النهضة التونسية ينتفضون ضد مخططات صقورها

حمائم حركة النهضة التونسية ينتفضون ضد مخططات صقورها

ادت تصرفات قيادة حركة النهضة الى اشتعال ازمة داخلية تهدد بتماسكها، حيث هدد القائد السابق للحركة حمادي الجبالي بالانشقاق عن الحركة وإنشاء تيار يناوئ توجهات الحركة ويعمل على الحد من غطرستها.

كشفت تسريبات التوتر الكبير الذي ساد اجتماع مجلس شورى "حركة النهضة" أمس، والذي انعقد لبحث الجهات التي ستدعم حركة النهضة في الانتخابات الرئاسية 23نوفمبر القادم، حيث احتجت القيادات التاريخية للحركة معتبرة ان القيادة الحالية تسعى الى تهميشها من خلال منعهم من الترشح للانتخابات التشريعية 26اكتوبر القادم.

وقالت مصادر مقربة من حركة النهضة أن أجندة الاجتماع تغيرت مع أول تساؤل حول صلاحية قيادة الحركة في فرض أشخاص غير معروفين على قوائم رئاسة المكاتب المحلية للتنظيم، وابدى قياديون بارزون غضبا كبيرا بسبب تمسك النهضة بتحييد قيادات تاريخية لديها تأثير قوي في المناطق، واستبدالها برجال أعمال غير منتمين للتنظيم، بل أن بعضهم لا يتعاطف مع الحركة، وفرض شبان صغار لم يختبروا في النضال وتفضيلهم على من سجن وطرد من وظيفته في فترة حكم بن علي.

وفي المقابل عملت قيادة التنظيم على امتصاص حالة الغضب من خلال تبرير اختياراتها، ولكن بدا موقفها ضعيفا ومرتبكا، خاصة امام الاتهامات بأن الحركة تعقد صفقات غامضة ولا تقيم وزنا لمجلس الشورى باعتباره المرجعية الأولى في التصديق على الخيارات الكبرى أو رفضها.

وجدير بالذكر، أن الحركة كانت قد تخلت عن أكثر من نصف أعضاء كتلتها في المجلس التأسيسي، بينهم رموز تاريخية، وقدمت قوائم باسماء يغلب عليها صفات التكنوقراط والبراغماتية، وهو الأمر الذي يبرره اعضاء سابقون للحركة بأن الحركة تحاول إرضاء جهات خارجية وطمأنتها من خلال التخلي عن مناضليها خلال ما وصفته بـ"أيام الجمر"، وكشفت إن هذا التوجه غير خاضع لمصادقة مجلس الشورى وإن وضع الخطط يتم في سرية تامة بين دائرة ضيقة جدا من القيادات، ثم يتم التسويق لها إعلاميا ليبدو وكأنه موقف جماعي يتخذ بشكل ديمقراطي.

ولكن هذه التوجهات خرجت الى العلن، ويتم تداولها على صفحات التواصل الاجتماعي، التي كشفت عن غضبا كبيرا لنشطاء هذه المواقع خاصة بسبب السعي  لعقد صفقات غامضة في الداخل والخارج.

ويعد الأمين العام السابق للحركة "حمادي الجبالي" من أبرز الغاضبين من توجهات القيادة الحالية، حتى أنه لوح لرئيس الحركة الحالي "راشد الغنوشي" بأنه "سينشق عن الحركة لينشئ تيار يعمل على وضع حد لغطرسة القيادة المركزية".

وكشف قيادي في حركة النهضة وعضو في مجلس الشورى، رفض ذكر اسمه، أن "الخلافات التي تشق الحركة تعمقت خلال الأسابيع الماضية لتتحول إلى شكل من الانتفاضة"، مؤكدا أن على الجبالي "هدد بالانشقاق وقيادة تيار من المعتدلين داخل الحركة يؤمن بالانفتاح على مختلف القوى السياسية بما فيها اليسارية والعلمانية، وهو تيار يدعم ترشح الجبالي للانتخابات الرئاسية".

وأضاف أن الجبالي هدد أيضا بـ"إعلان ترشحه لرئاسة الجمهورية دون انتظار تزكية الغنوشي أو الرجوع إلى القيادة المركزية التي زجت بالحركة في أتون أسوأ أزمة سياسية مند تأسيسها عام 1981".

وكان الغنوشي اعترض على ترشح الجبالي لرئاسة الجمهورية كشخصية سياسية مستقلة في خطوة لخنق الجناح المعتدل داخل النهضة، وقطع الطريق أمام أي مبادرة من شأنها أن تعزز مواقعه، الأمر الذي دفع بالحمائم لقيادة انتفاضة ضد سطوة الصقور عصفت بالمؤسسات التنظيمية للحركة التي كثيرا ما افتخرت بتماسكها الفكري والسياسي.