18 - 09 - 2024

القومي الاسرائيلي "هل حقا داعش تريد نشر الخلافة الاسلامية؟"

القومي الاسرائيلي

 

تسائل معهد دراسات الامن القومي الاسرائيلي اذا كان داعش قوه جهاديه صاعدة تريد السيطره على عدة دول في المنطقه، كجزء من اقامة خلافه اسلاميه؟، ام انه تنظيم صغير ومحدود الامكانيات وطموحه اكبر من هذه الامكانيات مثل قناعات التي يقف على راسه.

وقال الباحث "يورام شفايتسر" أن اسلوب داعش الفظ في كل من سوريا والعراق ليس جديد على من يتابع منذ تأسيسه قبل عام ونصف، ولكن منذ شهرين فقط اعتبره قادة العالم خطر حقيقي، بسبب نجاح التنظيم في احتلال مناطق واسعه في العراق مهددا بالانقضاض على العاصمه بغداد، للسيطرة على العراق كلها، وصاحب ذلك عمليات قتل استثنائيه بحجمها وفظاعتها، وصلت بالاسابيع الماضيه لمستويات جديده مع المجزره ضد الاقليه الايزيديه .

وأضاف شفايتسر أن سر قوة داعش كامنة في ضعف خصومه في العراق وسوريا، لأنهما دولتان فاشلتان، فالسلطه فيهما لا تحظى بالشرعيه من قبل المواطنين، كما فشل النظامان في تحقيق السيطره الفاعله على اراضي الدولة، ناهيك عن أن  الجيش العراقي فاشل ولا يملك روح القتال، أما الجيش السوري فمنشغل بالحفاظ على بقاء النظام في المدن المركزيه للدوله، هذا الفراغ في السلطه مهد لداعش حرية العمل نسبيا في مناطق ومدن من هذه البلدان، اما المعارضه الشعبية الهشة  لداعش في المناطق التي احتلها فبسبب ارهابه للسكان المحتلين، ولكن على المدى البعيد سيقوم السكان ضده، فمعظم السنيين لا يريدون التفسير المتطرف من قبل داعش للحياه الاسلاميه، ولكن حاليا، ليس لديهم خيار سوى الطاعه ولو شكليا.

أما إذا عمل داعش على توسيع سيطرته ليشمل المناطق الشيعية ومقدساتهم في النجف وكربلاء، فسيواجهه سكان محاربين مدعومين من ايران، وتدخل اكبر من دول غربيه، كما حصل عندما هدد بالدخول الى قلب المنطقه الكرديه في العراق، شيْ مماثل ينتظره اذا تجرأ على التوجه للاردن او تركيا، من هنا فان تهديداته تجاه الاردن ولبنان وتركيا وايران لا اساس لها.

وقال شفايتسر واقعيا إن الخطر المتوقع من داعش غير مرتبط بتهديد سلامة الدول، وإنما مرتبط بإمداده بالاموال ووسائل القتال المتقدمه لمنظمات ارهابيه تعمل في الشرق الاوسط خاصة، بهدف تحويل المنطقه التي يسيطر عليها الى منطقه آمنه لهم خاصة وانها منطقة تربط بين غرب العراق وشمال شرق سوريا، ويعتبر ذلك مقدمه لاعمال تخريبيه ونشر للارهاب، ما يعني تعميق عدم الاستقرار بمنطقه مسيطر عليها من قبل جهه متطرفه كداعش، فداعش الذي سيسقبل عناصر جهاديه سلفيه ويحميها من كافة انحاء العالم ويشكل بالنسبه لهم نقطة انطلاق لاعمال ارهابيه وملجأ فيما بعدها، وايضا معسكرات تدريب ونقل ادوات قتاليه من والى ويحول حلم القاعده منذ عقدين لحقيقه كابوسيه للعقد الحالي.

واوضح الباحث أن داعش تميز عن كل منظمات الجهاد العالمي التي لا تزال تؤيد القاعدة، فداعش نجح في أن يتحول الى تنظيم براغماتي فمنح بعدا جديدا لمفهوم التطرف، رجال داعش تجاوزوا الخطوط الحمر، هذا المستوى للعنف قد يتحول الى منهج بالصراعات القادمه، ليس فقط من قبل داعش وانما ايضا منظمات ارهابيه اخرى تتبارك به وتتعلم منه، فانضمام الاف الشبان المسلمين من كافة انحاء العالم ليتدربوا ويتعلموا اساليب القتال يعد بحد ذاته يشكل خطر كبير، لأن هذه التجارب المتراكمه قد تتحول لاعمال ارهابيه في دولهم الاصليه، وهنا يجب الانتباه "للروح السيئه" التي يبثها داعش والرسائل التي يكتسبها عناصره، وهي الامور التي ستبقى بداخلهم حتى وان جاءت قوه اكبر وقضت على داعش.

وأوصى سفايتسر الائتلاف الدولي الواسع الذي انتبه وتحرك متاخرا بان ينتبه ويتحرك قبل فوات الاوان من اجل كبح ظاهرة داعش في مهدها، وقبل ان تضطر الدول لعمل ذلك تحت ضربات الارهاب في مدنها.