كتبت- علياء أبوشهبة
"الجماعة هي أمي أشعر بها تسري في جسدي كما أشعر بدم أمي يجري في عروقي و لا يعني إختلافي معها أني في حالة خصام لها" بهذه الكلمات بدأ الكاتب الشاب أحمد العجوز حديثه عن تجربته الأدبية الجديدة "إخواني out of the box" التي عبر فيها عن رحلته مع الفكر الأخواني و لرؤيته لها و التي يعتبرها زفرات عقل ليس أكثر و لكنها ليست كفرانا بأهداف جماعته بقدر ما هي دعوة نحو جيل إخواني "لا يقبل يد المرشد".
أحمد العجوز في حفل توقيع كتابه أمس في مكتبة ألف بفرع الميرغني قال أن الجماعة جزء من المجتمع و لكنها لم يصدر لها صوت إلا في أعقاب أحداث الثورة حيث أصبح ذلك من المتاح بعد غياب ضغط الأجهزة الأمنية الذي كان بسببه من يجرؤ علي التحدث يعتبر آثم لأنه عرض نفسه و الجماعة للضرر و لكنه الآن يري النقد ضرورة فشباب الإخوان بداخلهم الكثير من النقد و الأفكار للتعبير عنها و هو ما حاول تقديمه و كتب بعضه من قبل علي مدونته الخاصة منذ عام 2008.
يري أحمد العجوز أن الفكر الإخواني هو الفكر الوسطي لا هو صوفي يسبح في مدار الكون و لا سلفي يكفر المجتمع و هو ما توصل إليه بعد رحلة طويلة من التفكير،مشيرا إلي أن الجماعة في حاجة الآن إلي إطار شرعي و قانوني تظهر به في المجتمع مثلما بدأت كجمعية مدنية في بادئ الأمر،و هو أمر لا غني عنه لكي تنجح في إثبات وجودها داخل المجتمع فقد كانت من قبل تلقي قبول في الشارع المصري نكاية في الحزب الوطني و هي الآن في إختبار قوي.
أما "الانقلاب علي الحاكم" فيعتبره أحمد العجوز مشكلة عامة لم تكن مستساغه لدي الكثير من أفراد الشعب المصري و إعتبر أن الثورة هي التي أجبرت الجماعة علي النزول و إعتبرها تبخل علي البلد بأبنائها و الثورة كانت مفاجأة لها.
أما فكرة "الاستفتاء" فلم تكن مستساغة لدي الجماعة فكل الأعضاء عليهم التنفيذ لأن الأوامر تأتي لهم من الأعلي و في تجربته الشخصية رغم مرور عشر سنوات علي إنضمامه للأخوان المسلمين إلا أنه لم يكن من المسموح له أن يقول رأيه و كان عليه السمع و التنفيذ فقط.
و يرفض أحمد العجوز القول بأن إنشقاق د.عبدالمنعم أبوالفتوح عن الجماعة تمثيلية و لكنه يرفض فصله لمجرد مخالفته موقف الشوري،أما رؤيته لموقف الجماعة في هذا الأمر فيتمثل في أن الرئيس القادم لمصر أمامه تحدي غير عادي لأنه سيحكم البلد و هي "تحت الصفر" كما يقولون و قد يتعرض للفشل و هو ما تخشي الجماعة الوقوع فيه حتي لا تفقد رصيدها في نفوس المصريين.
