28 - 06 - 2024

معاريف "الحكومة اليمينية الاسرائيلية تسعى لنبوءة وعلى الجيش ان ينتصر"

معاريف

صعد اليمين الاسرائيلي الى سدة الحكم في اسرائيل بعد حرب اكتوبر 73، حيث اعتقد الصهاينة بأن ما حدث لاسرائيل من مصر هو نتاج ضب الرب، ومذاك ظل التوجه اليميني يتصاعد وصولا الى اوسلو 93، ومن بعدها اصبح التوجه اليميني المتطرف يجتاح الشعب والحكومة حتى وصل نتنياهو بحكومة حاخامات، ما يهدد بقاء الدولة الاسرائيلية من الداخل، خاصة مع تخوين وتهميش اصحاب الرؤى الوسطية التي تصب في مصلحة الدولة.

عبر "أوري سيفير" رئيس شرف لمركز بيرس للسلام، عن رؤيته للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني قائلا أنه "يتحرك على مسارين بديلين، الاول بالقوة والعنف بسبب صدام الروايتين على ذات قطعة الارض، وملخصها إما هم أو نحن، هذا مسار ارهابي عنيف افقه ملون بالاحمر، لأن الصراع حول بقاء قوميتين في دولة واحدة.

 اما المسار البديل، الذي بدأ بزيارة السادات الى القدس في 1977، فيسعى الى التعايش، وذلك من خلال الفهم المتبادل لروايتين متضاربتين، تقرير للمصير انطلاقا من المساواة، المفاوضات بدلا من العنف، الاحترام المتبادل بدلا من الاهانة والتهديد، وهذا مسار افقه ليس ورديا، وهو على ما يبدو رمادي، دولتان تعيشان الواحدة الى جانب الاخرى مع كثير من التوتر، الخلافات والتعاون.

واضاف في الجرف الصامد انتصر فكر الحل العنيف للنزاع انتصارا ساحقا، عند الطرفين، وتقاس انجازات الحرب بالذخائر المتبقية لكل طرف في نهايتها، صحيح، بقي لحماس صواريخ وانفاق أقل، ولكن مخربون أكثر ومؤيدون أكثر بكثير، وبذلك فان خالد مشعل وحماس ربحا.

اكثر من 2200 شخص قتلوا، الاف المنازل دمرت ومن هذه العائلات ولد المئات ان لم يكن الاف المخربين الجدد، الساعين الى ثأر الدم، لذلك تصاعد التأييد لحماس في غزة وفي الضفة الغربية، ويرى معظم الفلسطينيين ان فتح وحماس على حد سواء لم تقرباهم من الدولة المستقلة، ولكن حماس على الاقل تقاتل وحققت انجازات تكتيكية من نتنياهو. اما ابو مازن فلم يحقق شيئا في المفاوضات.

على الجهة المقابلة، فإن اسرائيل حققت خلال الحملة انجازات تكتيكية مؤقتة، تدمير البنى التحتية للارهاب والانفاق، تعزيز الردع للمدى القصير والتعاون مع مصر ضد حماس، ولكن كل هذه الانجازات ستنقلب بمجرد أن تتسلح غزة من جديد ولا تجرد منه.

 وفي هذه الاثناء فان مصر، السعودية والاردن ستشترط استمرار التعاون معنا لاقامة دولة فلسطينية، أما العلاقات مع الولايات المتحدة في الدرك الأسفل، واوروبا تهدد بالمقاطعة،ويرى اليمين الاسرائيلي أن شعب اسرائيل يسكن وحده ويعيش على حرابه.

لقد انتصر نتنياهو، في تحقيق مراده فوجه ضربة قاضية لفكرة الدولتين، فقد عرف كيف يحول خسارة اسرائيل، الى انتصار للمدرسة التي تعتقد بان الفلسطينيين جميعا ارهابيون، واننا لن نتمكن منهم الا بسيطرة الجيش الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني، بزعم الامن، أما الهدف الحقيقي فهو استمرار السيطرة على الضفة، فكل خطوة لنتنياهو  خلال الحرب كانت تهدف الى استمرار سيطرتنا على الضفة، ولذلك فليس صدفة أنه لا يميز بين فتح وحماس، ولهذا فإنه يرى الحل الآن للضفة، بفرض السيطرة الامنية على كامل الضفة مع تعزيز الاستيطان.

وقال سيفير ان غالبية سكان الضفة يؤيدون فتح البراغماتية، والمعنية بحل الدولتين، فمعظم مدن الضفة علمانية أكثر من غزة، ولكن في ظل عدم وجود حل سياسي، وعندما تبدأ اسرائيل المفاوضات مع حماس في غزة، من جهة، وتعزز الاستيطان في الضفة، فان امنية نتنياهو وزملائه في اليمين، ستكون قد تحققت فالا يكون شريك براغماتي، هي نبوءة ستجسد نفسها.

واختتم سيفير مقالته بصحيفة "معاريف هاشافواع" قائلا أن "الجهة الوحيدة التي تفهم الضائقة الاستراتيجية للدولة هي جهاز الامن، وعلى رئيس الأركان ذو السلوك الفهيم والمعتدل أن يفرض مصلحة الدولة قائلا دعوا الجيش الاسرائيلي ينتصر".

  






اعلان