16 - 08 - 2024

هآرتس "تدعو الى التفاوض مع حماس في شبه دولة غزة"

هآرتس

 
دعت صحيفة "هآرتس" الى بدء التفاوض مع حماس،  موضحة أن اسرائيل لن تستطيع هزيمة حماس، حتى لو نزعت سلاح شبه الدولة غزة، اما التفاوض فسيخلق عدم رغبة لدى حماس لحمل السلام في وجه اسرائيل.
 
وأوضح الكاتب "ياغيل ليفي" إن سلوك الحكومة خلال الجرف الصامد يعد تجسيد للفرضية الخاطئة القائمة على أن اسرائيل تملك القدرة على ازالة تهديدات عسكرية بالقضاء على الوسائل القتالية المهددة، فالانفاق الهجومية هي نوع من وسائل القتال، لكن اسرائيل لم تنجح قط في ازالة تهديد بطريقة عسكرية فقط.

ويجب ان نعلم أن ضرب اسرائيل لقوة الجيوش العربية أنتج زيادة القوة مجددا، هذا ما كان مثلا بعد المس الشديد بالجيوش العربية في 1967 الذي مهد الطريق لحرب 73، وأفضت الضربة العسكرية الى استبدال تهديد بتهديد كما حدث عقب ضرب قوات منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان في 1982 واستبدالها بحزب الله، وإن ضرب حزب الله في حرب لبنان الثانية أفضى فقط الى زيادة مخزون الصواريخ الموجهة على اسرائيل من لبنان، واصبحت هذه ايضا منذ 2006 نتيجة انجازات اسرائيل العسكرية في مواجهة حماس في غزة، والتي زادت في حفر الانفاق.

فاستعمال القوة العسكرية خفف التهديد العسكري، وفقط حينما كان يصاحبه مسار سياسي، هكذا أسقط تهديد جيشي مصر والاردن، وكان ثمن ذلك تنازلات سياسية، كما لم تضعف اسرائيل القوة السورية في حربي 1973 و1982 بل زاد سباق التسلح بين الطرفين.

وسبب تضعضع القوة السورية هو انصراف الاتحاد السوفييتي عن تسليح سوريا بعد انقضاء الحرب الباردة، وأنهى اتفاق اوسلو الانتفاضة الاولى، ولم تهزم اسرائيل ارهاب الانتفاضة الثانية، خلافا للرأي السائد، فقد كان هناك اسهام جوهري لانشاء جدار الفصل وتجديد الحوار السياسي مع السلطة الفلسطينية برعاية خريطة الطريق والانفصال، وأوضحت تلك الاجراءات أن اسرائيل ايضا تدرك حدود استعمال القوة.    

فالقدرة على ازالة تهديد عسكري لدولة ما، أو "شبه دولة كما في غزة"، يمكن أن تعتمد فقط على تغيير ارادتها السياسية بأن تستعمل الوسائل القتالية التي تملكها، ولا يمكن أن يتحقق هذا التغيير بطريقة عسكرية فقط، فـ"الردع" يؤدي الى كف جماح العدو، لكنه لا يفضي الى سلبه قدرته على العمل العنيف .

أن تجاهل هذا المنطق البسيط سيدفع بحماس للعودة الى حفر الانفاق لتستخدمها عند استئناف القتال، ولهذا ينبغي البحث حول سؤال ما الذي فعلته اسرائيل لاضعاف رغبة حكومة حماس في القتال؟.

واختتمت الصحيفة قائلة يجب البحث خلال دروس الجرف الصامد عن الطريق السياسي لتجريد حماس من ارادة التسلح واستعمال السلاح، لا تقوية الخوف من الانفاق والتباحث التقني في التغلب العسكري عليها.