27 - 06 - 2024

موسم.. "الحسابات الخاطئة"

موسم..

حين يصدر مجلس التعاون الخليجي بيانا إعتبرته "السي إن إن" بأنها إنتقادات خليجية غير مسبوقة  ، يصف إتهامات الخارجية المصرية لقطر بدعم الإرهاب، بأنها "باطلة تجافي الحقيقة" ويتجاهل "الجهود المخلصة" التي تبذلها قطر لمكافحة الإرهاب.
ثم يصل الأمر بالإعلامي السعودي "جمال خاشقجي" المقرب لنظام "آل سعود" للإشارة إلي أن النظام المصري يتصرف بلا عقل، ويؤجج الصراع بين أبناء الوطن الواحد، ويقرع طبول الحرب للتغطية علي عثراته الداخلية ، ولتبرير عجزه عن القيام بمصالحة داخلية (مع الإخوان) تخرجه من أزماته ، ويختم محذرا إياه من الوقع في "نكسة" أخري (في إشارة لهزيمة 67).
وحين يرد عليه عادل حموده المقرب للنظام المصري بإتهام السعودية بدعم الإرهاب، وبإستخدام الإسلام لضرب المشروع القومي العربي بهدف حماية إسرائيل.
فإعلم أن تحالف النظام المصري مع عائلة "آل سعود" بوجه خاص (ومجلس التعاون الخليجي بوجه عام) يتعرض "لإنتكاسة" قوية.
تونس والجزائر أيضا إتخذتا موقفا معارضا لإستخدام القوة لحل الصراع الليبي، مؤكدين دعمهم للحل السياسي عن طريق الحوار بين الفصائل الليبية المتناحرة.
الإتحاد الأوربي كان قد أعلن إستراتيجيته التي توافق فيها مع الأمم المتحدة لحل الأزمة الليبية في مؤتمر صحفي عقد علي هامش لقاء خاص عقدته "أكاديمية الدويتشه فيله" في 21 يناير الماضي في تونس لعشر من سفراء الإتحاد الأوربي في ليبيا ووفد من الإعلاميين الليبيين.
خلاصتها أن الليبيين وحدهم هم من  يقرروا مصيرهم، وأنه لا حل سوي الحل السياسي، يبدأ بوقف إطلاق النار، ثم "المصالحة" التي تنتهي بالتوصل لحكومة "وحدة وطنية" تشمل كل أطياف ومناطق المجتمع الليبي، وأنه سيتم "معاقبة" أي طرف يعرقل الحوار والوصول للمصالحة، وأن الإتحاد الأوربي ملتزم بمساعدة ليبيا فور تحقق المصالحة.
وعادت الولايات المتحدة بعد بدء القصف المصري لإصدار بيان موحد مع الخمس دول الأوربية الأكبر ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا يؤكد علي نفس الإستراتيجية السابقة.
 قمع النظام المصري للمعارضين في الداخل بحجة مكافحة الإرهاب كما تقول"الإيكونوميست"، أعاق سعي مصر للحصول علي دعم دولي ضد داعش، معتبرة أن مصر والإمارات يستخدمون ليبيا كساحب لحرب بالوكالة يخوضونها ضد تركيا وقطر الذين يدعمان الإسلاميين.
صحيفة الإندبندنت  تحدثت عما وصفته "بالكابوس الليبي" مشيرة إلي أن الضربات الجوية المصرية لداعش قد تكون مفهومة كرد فعل جاء بضغط شعبي، إلا أنها تصب في مصلحتها وتساعدها علي الإستمرار، ولا يمكنها إلا أن تعرقل جهود الأمم المتحدة الرامية إلى إيجاد حل سلمي في البلاد، وحذرت من أن الإضطرابات المنتشرة في الشرق الأوسط تهدد بأن يمتد التطرف إلي مصر وتونس والجزائر التي لا تزال فيها جذوة الربيع العربي مشتعلة.
الفاينانشيال تايمز بدورها رأت أن  خطر داعش جعل الغرب يسكت عن السيسي و"إنقلابه العسكري" وتجريم جماعة الإخوان بإعتبارها منظمة إرهابية وسجن قيادييها ، وأن داعش كانت تأمل في قيام النظام المصري بإعدام المدانين من الإخوان المسلمين كما فعلت الأردن بعد قتل معاذ الكساسبة ، للترويج  لفكرته بأن الديمقراطية عبثية، لأن الدول الغربية تغض الطرف عن إنتهاك مبادئ الديمقراطية في العالم العربي.
روبرت فيسك نفي في مقال له في "الإندبندنت" البريطانية غضب أمريكا والنات ( الذين كانوا يخشون من خوض الحرب وحدهما) من القصف الجوي المصري، مشيرا إلي أن باراك أوباما والبنتاجون يشعرون بالرضا بتحليق طائرات حلفائهم العرب لقتال داعش بصحبة طائراته ، طالما حياة الغربيين ليست في خطر، فأفضل بكثير حرب يتقاتل فيها العرب فيما بينهم، بينما الأمريكيون ومعهم الإسرائيليون ينعمون بالسلامة.

##

مقالات اخرى للكاتب

15 لغة إرشاد مكاني و70 مترجمًا لخدمة ضيوف الرحمن بالمسجد النبوي





اعلان