28 - 06 - 2024

هيما والبخارى وإسرائيل

هيما والبخارى وإسرائيل

"إسرائيل ليست العدو" والآن "الإرهاب صنع فى مصر"!.. هل أصيبوا بالخبل أم أنها نظرية المؤامرة التى لا أحبها واستبعدها دائما من قاموس حياتى، الذى املأه بحسن النوايا حتى يثبت العكس طبقا لقواعد الدقة والإنصاف والموضوعية التى تعلمناها خلال عملنا الإعلامى الطويل !؟

فى 16 فبراير الماضى خرج علينا الأستاذ إبراهيم عيسى " فلتة عصره وأوانه – أكتر واحد بيفهم فى مصر – هيما البص  "ليلقى أحد خطبه العصماء المشحونة بخطاب الكراهية والتشويه والطعن فى كتب قيمة،، خطبة مليئة بتدمير كل القواعد الإعلامية بل يمكن ان تأخذ ما قاله هيما وتقدم به العديد من البلاغات ضده للنيابة العامة -التى ستضع البلاغات فى الدرج -لأنه وبكل أريحية سب وقذف شخوص ثم تخطى الشخوص لتشويه صحيح البخارى حيث قال بالحرف فى برنامجه  .. " الأحاديث المزورة اللى فى البخارى هى اللى بتقتل " وتساءل الجهبز مستنكرا  " هو ما بقاش حد بيفهم فى البلد دي!؟

طبعا بما انك من النادرين اللى بيفهموا فى البلد دى احب اقولك يا هيما إنك بهذه الجملة البسيطة اطلقت علينا جميع المتعصبين ضد الدين الإسلامى ولولا أنى شخصيا احب الاختلاف باحترام حتى مع المتعصبين كان يمكن ان اتشاجر مع أحد الزملاء المسيحيين الذين كانوا فى قمة سعادتهم بكلامك الذى راق ويروق لكثير منهم لأنه وببساطة يطعن فى الدين .

ورغم انك اكتر واحد بتفهم فى مصر فات عليك انك عندما تقول " الأحاديث المزورة اللى فى البخارى " فأنت تطعن فى صحيح البخارى كاملا لأنى وببساطة اذا قلت مثلا انه يسكن فى هذه العمارة لص دون ان اذكر اسمه سيشك الناس فى جميع سكان العمارة ويعتبرونهم لصوص، هكذا انت فعلت مع من يصدقونك مع صحيح البخارى ولا فرق بينك وبين من يسمونه الشيخ ميزو  .

يا كابتن هيما عندما نتحدث عن الدين وأحاديث الرسول ( ص ) ويكون منها احاديث بسند ضعيف لا بد ان نأتى بكل حديث ونرويه ثم نذكر أنه بسند ضعيف كما ورد فى كتاب كذا وكذا ولا يمكن اطلاق الكلام هكذا على عواهنه فينال من مصداقية أحاديث الرسول جميعها فى البخارى وما اعظم دقة النقل لأحاديث الرسول ( ص ) التى لا تخجل ابدا من ذكر أن هذا الحديث أو ذاك بسند ضعيف وهنا عليك ان تأخذ به أو لا،، لكنك عندما تقول الأحاديث المزورة فهذا والله تطاول واهانة وتجاوز لا يليق ويزعزع العقيدة عند كثير من البسطاء قبل ان يسمح للمتربصين الكارهين للدين الإسلامى الذى يتعرض لموجة عارمة من التشويه بسبب أفعال داعش وغيرها من المتطرفين المصنوعين عمدا للنيل من الدين الخاتم العظيم .

للأسف اسهبت مع خطأ هيما فى صحيح البخارى لكن عذرا فالأمر جد خطير ويستحق ما هو اكثر وان شاء الله نعود اليه فى كتابات قادمة لكن ما جعلنى اكتب هذا المقال العبارة المستفزة التى تتهم مصر بأنها صانعة الإرهاب حيث قال هيما فى نفس الحلقة فى برنامجه " 25 / 30 " : " المهندس ابراهيم محلب قال وكأنه يقصد الأمريكان اللى حضر العفريت يصرفه .. اللى حضر العفريت هو احنا اللى حضر العفريت من اربعين سنة من التطرف والارهاب هو احنا .. الإرهاب صنع فى مصر .. الإرهاب صنع فى مصر "

ابراهيم عيسى يعتبر نفسه احد العارفين القلائل فى مصر وعندما يقول جملة الإرهاب صنع فى مصر ويكررها مرتين فهذا أمر لا يمكن السكوت عليه،، وهنا أذكر انى كنت فى عام 2001 قد قررت أن أعد برنامج وثائقى عن أصل الإرهاب فى العالم باللغة الانجليزية فى قناة النيل الدولية وأجريت العديد من البحث والتنقيب عن أصول الإرهاب ومتى كانت أول عمليات التفجير الإرهابية وبالفعل كتبت أكثر من حلقة وبمجرد أن سمعت جملة الجهبز هيما شعرت بغضب كبير وتساءلت هل يعمل هذا الصحفى المذيع فى خدمة اسرائيل ليقول مثل هذا الكلام ..!؟

ايها القاريء الكريم أصل الإرهاب فى العالم عصابات الهاجاناه الصهيونية التى التى تشكلت فى يونيو 1920 ثم تفننت فى صناعة القنابل اليدوية والأسلحة وبدأت فى قتل المدنيين فى فلسطين والتى كانت وقتها تحت الانتداب البريطانى .  عصابات الهاجاناه أول من صنعت قنابل المسامير وبلغت من القوة لتكون النواة لجيش اسرائيل بعد حرب 1948 وتعتبر الهاجاناه اهم المنظمات المسلحة للحركة الصهيونية .

وهنا أذكر فقط بعد الجرائم الإرهابية الشهيرة لعصابات الهاجاناه الصهيونية وغيرها من جماعات الإرهاب الصهيونى صاحبة تاريخ رائد فى الارهاب قبل أن يعرف العالم أجمع وبالأخص العالم الإسلامى ما يسمى بالإرهاب .

*فى 8 يناير 1948 وقعت مجزرة السرايا العربية وهى بناية شامخة تقع قبالة ساعة يافا المشهورة، كانت تضم مقر اللجنة القومية العربية فى يافا، حيث قامت العصابات الصهيونية بوضع سيارة ملغومة قربها مما أدى انفجارها، واستشهاد 70 فلسطينيا إضافةإلى  عشرات الجرحى .

مجزرة السرايا القديمة : وقعت هذه المجزرة بتاريخ 14/1/1948، حيث وضع أفراد من عصابة "الأرجون" الإرهابية سيارة مملوءة بالمتفجرات بجانب السرايا القديمة فى مدينة يافا فهدمتها وما جاورها، واستشهد نتيجة ذلك 30 فلسطينيا.

مجزرة يازور :وقعت بتاريخ 22/1/1948، حيث قامت مجموعات من " الهاجاناة" الصهيونية بمهاجمة أهالى قرية يازور الواقعة على بعد 5 كيلومتراتإلى  الجنوب الشرقى من مدينة يافا، وأسفرت هذه المجزرة عن سقوط 15 شهيدا من سكان القرية، وقد قتل الصهاينة معظم هؤلاء الشهداء فى الفراش وهم نيام.

*مجزرة سعسع : وقعت بتاريخ 14/2/1948، فى قرية سعسع حيث هاجمت قوة من كتيبة "البالماخ" الثالثة التابعة لـ"الهاجاناة " القرية، ودمرت عشرين منزلاً فوق رؤوس أصحابها، بالرغم من أن أهل القرية قد رفعوا الأعلام البيضاء. وكانت حصيلة هذه المجزرة استشهاد حوالى 60 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال.

*مجزرة الحسينية :وقعت المجزرة بتاريخ 13/3/1948م، فى قرية الحسينية حيث هاجمت عصابة " الهاجاناه" الإرهابية الصهيونية قرية الحسينية، فهدمت بعض البيوت بالمتفجرات، فاستشهد أكثر من 30 من أهلها.

*مجزرة قطار القاهرة ـ حيفا :وقعت هذه المجزرة بتاريخ 31/3/1948، حيث لغمت عصابة "شتيرن " الإرهابية الصهيونية قطار القاهرة ـ حيفا السريع، فاستشهد عند الانفجار 40 شخصاً وجرح 60 آخرون.

*مجـزرة ديـر ياسيــن : وقد وقعت هذه المجزرة فى تاريخ 9/4/1948، فى دير ياسين، حيث باغت الصهاينة من عصابتى "الأرجون" و"شتيرن " الإرهابيتين الصهيونيتين، سكان دير ياسين، وفتكوا بهم دون تمييز بين الأطفال والشيوخ والنساء، ومثلوا بجثث الضحايا وألقوا بها فى بئر القرية، وكان أغلب الضحايا من النساء والأطفال والشيوخ، وقد وصل عدد الشهداء من جراء هذه المجزرة (254 ) شهيداً.

بكتفى بهذه الأمثلة القليلة من قائمة طويلة عن إرهاب عصابات اليهود،، وهكذا بدأ الإرهاب والعمليات التفجيرية وقتل المدنيين،، يا فرحة اسرائيل بما يقوله الأستاذ ابراهيم عيسى وبما يطلقه من اتهامات لوطنه مصر بأنها أول من صنع الارهاب ! الإرهاب صنع فى اسرائيل وليس فى مصر يا جهبز يا عبقرى !

وإذا استخدمنا نظرية المؤامرة التى لا أحبها ويبدع فيها العديد من أمثال سالف الذكر فى إعلامنا المنكوب نجد أن الأستاذ ابراهيم عيسى يزور التاريخ لصالح اسرائيل ويقول ان الإرهاب صنع فى مصر وذلك فى قناة أون تى فى لمالكها صاحب العلاقات الأمريكية الصهيونية القوية نجيب سويرس ولتكتمل النظرية المؤامرتية تعالوا نربط بين ما فعله هيما ومقال نشره موقع دوت مصر فى منتصف يوليو 2014 لعضو لجنة التثقيف بحزب المصريين الأحرار المهندس محمد الشيمى تحت عنوان " اسرائيل ليست العدو " يتحدث فيه عن التطبيع مع اسرائيل وأن عدو مصر ليست اسرائيل بل حماس .. وطبعا نعلم ان هذا الحزب أسسه نجيب سويرس ويدعمه بأموال طائلة .

وبينما ابحث عن تاريخ المقال الشهير (اسرائيل ليست العدو ) تعثرت فى مقال آخر بنفس العنوان مع اضافة كلمة واحدة هو " إسرائيل ليست العدو الأول " وكاتب المقال هو احمد ابراهيم فى 14 مارس 2014 ويا للعجب حيث تجد ان هذا المقال  منشور فى موقع فيتو الذى يشارك فى ملكيته ايضا نجيب سويرس فتكتمل خيوط المؤامرة التى تروج لاسرائيل على حساب ثوابت أساسية لن تفيد فيها آلاف المقالات وآلاف الخطب الرنانة لهيما أوغيره ولا أموال سويرس كاملة لتغير قناعة لدى المصريين وهى أن إسرائيل العدو الأول والثانى والثالث لمصر والإسلام .

الحقيقة المؤكدة والتى ستظل ان شاء الله راسخه هى ان المصريين يكرهون اسرائيل وأن الإرهاب صناعة اسرائيلية وربما تكون داعش نفسها صناعة اسرائيلية وهو ما يوضحه سؤال استنكارى يسأله زميلى الأستاذ مجاهد العروسى منذ فترة .. لماذا لم تطلق داعش رصاصة واحدة تجاه اسرائيل رغم انها اقتربت تماما من المناطق المحتلة فى الجولان ..أى دولة إسلامية هذه التى لا تقترب من الصهاينة رغم انهم على بعد أمتار منها !؟

لماذا يا هيما .. لماذا .. ممكن تسأل عم نجيب ؟؟

##

 

 

مقالات اخرى للكاتب

تقدم الأهلي بهدف نظيف على فاركو في الشوط الأول بالدوري





اعلان