17 - 07 - 2024

حتى أراك.

حتى أراك.

وششششششش إعلام

،،،،،

كانت الجارة الجميلة الأنيقة تمر من امام بيتي في أوقات ثابتة ، وانا انتظرها بترقب كبير ، معتقدة انها مذيعة في التليفزيون  الذي اتابعه بشغف لكني لا أراها ابداً ، فربما تكون مذيعة في الراديو ، المهم انها لابد وعلى هذه الهيئة ان تكون مذيعة ،، حتى كبرت قليلا ، وعرفت ان الجارة الجميلة الأنيقة لم تكن تدري عن الاعلام شيئا ،، لكنها كانت هكذا صورة الإعلاميين في مخيلتي ،، كنت أتابع بعض برامج الراديو  والتليفزيون وكتابات الصحف ويغوص خيالي في أعماق بعيدة ، ،، الاعلاميون عموما أجمل من كل البشر ،، أجرأ ، اقوى ، أعقل وهكذا صفات ،، ، حينما بدأت بالتصريح المبكر مع أسرتي واصدقائي  برغبتي بالعمل الاعلامي كانوا يضحكون ، ويكملون نعم سنتفرج عليك في التليفزيون  او نسمعك في الراديو بعد انتهاء البث ،، هتسمعينا احلى وشششششششششششش  ،، وانا اكمل المزاح ، او أكون  تداخل الأصوات من بعيد لمحطات عديدة  وذبذبات على موجات ،،،وفي الاخر  وشششش ،،

كنت أراني وش اعلام ،، ولا أسعى لغيره ،، أقوم بإنتاج البرامج وتأليف وتسجيل التيترات والبروموهات ،،   و اكتب التقارير والتحقيقات ، والتقط الصور ، و  وو ، حتى استيقظ ،، لاتحصن بالقراءة والثقافة والتدريب والتجريب،، كانت الاذاعة المدرسية ومجلات الحائط من اهم محفزات ذهابي للمدرسة وتفوقي  الدراسي ، كنت اكتب الموضوعات الصحفية كأنها ستنشر في اهم الجرائد والمجلات ، واعد المادة الاذاعية كأنني سأقدمها في  اعرق الإذاعات المحلية والدولية ، وفقا للمادة ،، سواء كانت الإخبارية الثقافية الفنية الرياضية ،،، فلكل مادة طبيعتها ، و اذاعة أولى في تقديمها تقفز الى ذهني ،  فاصنع مع فريق العمل زملاء المدرسة والمدرسين منتخبا إعلاميا بكل المقاييس ،،

كان دور الاعلامي من اهم الأدوار التي تشغلني ،، أتابع الأحداث ، ارتب الأولويات ،  احسّن لغتي ، وأراقب تصرفاتي وسلوكياتي ، فالنشاط الاعلامي يصنع شخصا محط الأنظار  ويحمّله المسئولية ،، يحافظ على كرامته  و يحمل رسالته ، أينما وجد  ،يقوم بدور تنويري وتثقيفي لمجتمعه  ، يتحلى بالصدق والدقة والمحافظة على حقوق الآخرين ليكسب ثقة مجتمعه ،،

اقتربت من الواقع اكثر بدخول كلية الاحلام ، الاعلام ، اقتربت اكثر فاكثر بالتدريب في عدد من الصحف والمجلات ،، اقتربت اكثر فاكثر فاكثر بدخول ماسبيرو ،، سنوات من العمل الاعلامي ، والذي اقترب يرى ،، وش الاعلام ليس محددا تماما ،، ومع تطور يلاحقنا ، اصبح الاعلام على كل وش ،،  وحين نملأ رؤوس أهلنا بالكلام ، لا يفرقون احيانا بيننا وبين الوَش ،، ولم يعد هناك معايير محددة  ولا علامات مميزة ،لشخص يمكن ان تطلق عليه (وش اعلام) .

مقالات اخرى للكاتب

 البابا تواضروس يلتقي كهنة برنامج