17 - 07 - 2024

أحمد رجب.. عميد الكتابة الساخرة

أحمد رجب.. عميد الكتابة الساخرة

رحل أحمد رجب، أشهر الكتاب الساخرين في تاريخ الصحافة المصرية والعربية، عن عالمنا بعد أن ودع مؤخرًا رفيق دربه الراحل مصطفى حسين قبل أيام معدودات، ومنذ تلك اللحظة لم يمسك رجب، القلم مرة أخرى، وكأنه ودع الحياة بوفاة صديقه رسام الكاريكاتير الكبير مصطفى حسين، حتى لحق به سريعًا فجر اليوم عن عمر يناهز 86 عامًا. 
 
كون رجب ثنائيًا ساخرًا مع الفنان الراحل مصطفى حسين، وأخرجا معًا عددًا من الرسومات التي كانت تنتقد الواقع بصورة ساخرة، حيث كان رجب هو العقل المفكر الذي يطرح الفكرة ويعبر عنها مصطفى حسين بريشته. 
 
ولد أحمد رجب في 20 نوفمبر 1928، وأثناء دراسته في كلية الحقوق أصدر مع آخرين مجلة أخبار الجامعة، التي كانت طريقه للتعرف على الكاتبين الراحلين مصطفى وعلى أمين، حتى عمل في مكتب أخبار اليوم في الإسكندرية، ثم انتقل إلى القاهرة، وتولى سكرتارية التحرير واكتشف علي ومصطفى أمين مواهبه، وروى كثيراً من الحكايات عن أخطاء كانت تقع أو مواقف يعلن فيها سياسيون غضبهم من الأخبار فيعلن علي أمين فصل سكرتير التحرير أحمد رجب شكلاً، لكنه بقي وظلت أخبار اليوم له مثل الماء للسمك لم يغادرها لينتشر، أو يعيد إنتاج نفسه. 
 
كان للفقيد مقالة ثابتة يوميًا في صورة رسالة ساخرة مختصرة في جريدة الأخبار بعنوان "نصف كلمة"، وله آراء سياسية وشارك مع رسام الكاريكاتير مصطفى حسين في كاريكاتير الأخبار وأخبار اليوم يوميًا من أفكاره وألف شخصيات كاريكاتيرية منها فلاح كفر الهنادوة ومطرب الأخبار وعبده مشتاق وكعبورة وغيرها الكثير. 
 
شغل الكاتب الراحل العديد من المناصب، وحصل على عدد كبير من الجوائز كان آخرها شخصية العام من مركز دبي للصحافة العربية. 
 
واستمر أحمد رجب في كتابة عموده اليومي 1/2 كلمة لأكثر من نصف قرن، وكان من أهم الأعمدة الصحفية في الصحف المصرية والعربية، كما كان يشارك بأفكاره في لوحات الفنان مصطفى حسين الذي رحل عن دنيانا منذ أقل من شهر. 
 
من أقوال الراحل مصطفى حسين عن الكاتب الراحل أحمد رجب:"لا يمكن لأحد أن يزعم أنه يعرف أحمد رجب، قليلون هم الذين اقتربوا منه، فقد عرف أحمد رجب كيف يحترم وقت القارئ وترجم ذلك في الكتابة باختصار وتركيز شديدين، حيث لا وقت عند القارئ إلى اللت والعجن". 
 
كانت آخر "نص كلمة" للكاتب الساخر الراحل أحمد رجب، في عدد جريدة الأخبار بتاريخ 18 يوليو 2014:"تسع سنوات استمر الموبايل في الخدمة حتى أدركته الشيخوخة، واشتروا لي تليفونًا مليئًا بالأزرار، هذا زر للقاموس، وهذا زر للعمليات الحسابية، وهذا زر لتكييف الهواء، وهذا زر لخرط الملوخية، وهذا زر دورة المياه، وهذا للسيفون، وأعداد لا تنتهي من الأزرار، أما الكلام في التليفون فهو مشكلة المشاكل، الصوت بعيد جدًا من يريد الاتصال بي لابد أن يتوافر عنده صبر أيوب".