شكل تصريح  "موسى ابو مرزوق" نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ليل الأربعاء، بأن "المفاوضات مع إسرائيل "غير محرمة"، مبينا أن حركته قد تجد نفسها مضطرة للتفاوض معها، زر للكشف عن الخلافات العميقة داخل الحركة، حيث سارعت حركة حماس، أمس الخميس، إلى إصدار بيان أكدت فيه أن "إجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل ليست من سياسة الحركة وغير مطروحة في مداولاتها" .

وقال مراقبون إن حماس لم تعد قادرة على إخفاء الخلافات التي تشقها من الداخل، وأن خروج الأزمة مع أبو مرزوق للعلن سيتبعه ظهور سلسلة من الأزمات إلى العلن خاصة ما تعلق بخيار الحرب العبثية التي تلجأ إليها القيادة العسكرية للحركة لإخافة معارضيها.

وصرح ابو مرزوق الموجود حاليا بقطاع غزة، لفضائية القدس، شرعا، لا غبار على مفاوضة الاحتلال، فكما تفاوضه بالسلاح تفاوضه بالكلام، وأعتقد أنه إذا بقي الحال على ما هو عليه في الوقت الحاضر، قد تجد حماس نفسها مضطرة لهذا السلوك مع إسرائيل".

وعن السلطة الفلسطينية قال ابو مرزوق "أصبحت الحقوق البديهية لأبناء قطاع غزة ثقيلة على إخواننا في السلطة الفلسطينية وحكومة الوفاق برئاسة رامي الحمدالله، لهذا فالكثير من الخطوات التي كانت سياسات شبه محرمة عند الحركة اصبحت مطروحة على أجندتها".

وعلى صعيد آخر، كانت مصادر مطلعة قد كشفت خلال المفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية غير المباشرة بالقاهرة لوقف اطلاق النار عن محاولات حماس لفتح قنوات للتحاور المباشر مع تل أبيب برعاية تركية لوقف القتال بغزة في مسعى منها آنذاك لإقصاء مصر والسلطة، وكان قد كشف عن قنوات سرية للتفاوض بين حماس واسرائيل، منذ 2006 في اعقاب اختطاف "جاعاد شاليط"، وكان ابو مرزوق نفسه الطرف الرئيسي في تلك المفاوضات .

ويقول قطاع عريض من قيادات الحركة بضرورة الإبقاء على المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي طي الكتمان حفاظا على صورتها التي سوقتها كرافض للحوار مع من تسميه "الكيان الصهيوني"، فيما يعتبر الشق الآخر أن فتح حوار علني مع إسرائيل من شأنه أن يسحب البساط من السلطة.

وعلى المتوى الشعبي، فلقد اتهم العديد من المواطنين الفلسطينيين الحركة بـ"الخيانة وازدواجية الخطاب"، خاصة في ظل انتقادات حماس اللاذعة للسلطة الفلسطينية  لقبولها التفاوض مع اسرائيل، واستمرار وصف حماس لتلك المفاوضات بـ"العبثية".