19 - 07 - 2024

منصة شطورة

منصة شطورة

يعد حفل تكريم الأوائل والمتميزين بشطورة فى محافظة سوهاج من أفضل الأعمال التى تقوم  بها جمعية الشبان المسلمين ومؤسسة أصدقاء الشيخ عبدالله على يد رجال كرام يحاولون عودة النهضة العلمية التى قام بها فضيلة الشيخ عبدالله أحد شيوخ الأزهرالشريف  فهى فرصه يلتقى فيها أبناء البلدة الذين تطلبت ظروف أعمالهم ألا يلتقوا إلا كل سنوات  وأى مكان  أفضل من الموطن الذى نشأت فيه ؟ فكم من منزل يألفه الفتى   وحنينه أبدا لأول منزل .

فالفلاسفة يرون أن الشفاء من العلل يكون بالحنين والشوق إلى الوطن ويقول جالينوس: يتروح العليل بنسيم أهله كما تتقوت الحبه ببل المطر إذا أصاب الأرض ، أضف إلى ذلك أنه وسيلة من وسائل التنافس العلمى الشريف وأذكر أنه منذ تفتحت عيناى على هذه الحفلة وأحلم بالتكريم فيها فقد كنت أكرم فيها بسبب مشاركتى فى التنظيم والمسرح والقاء الشعر لكنى لم أقنع  بهذا التكريم لأنى أريد أن أسعد أسرتى بتكريم أفضل فمن وجهة نظرى لايعقل أن يكون والدى  أحد المؤسسين للحفل باعتباره نائبا لرئيس مجلس ادارة جمعية الشبان المسلمين فى ذلك الوقت وابنه لايغبط هؤلاء المكرمون فيصير  مثلهم "تشبهوا بالرجال إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام  فلاح "فعزمت فى نفسى الجد والاجتهاد فى الثانوية حتى أكون من المكرمين فى هذا الحفل لكن جاء ترتيبى بين زملائى  الثامن فشاركت كالمعتاد فى المسرح والشعر وكرم شقيقى اسلام لحصوله على المركز الأول فى الثانوية العامه بشعبة الرياضيات فقلت "الحمد لله واحد من البيت تكرم فى العلم " ثم التحقت بالكلية وبذلت أقصى جهدى لكى أكرم فى هذا الحفل ،وكرمت من رياسة الجامعة فى عامين متتاليين لحصولى على المركزالأول فى النشاط الثقافى والعلمى فى اللقاء القمى لكليات الوجه القبلى لكن لم يسمعوا بى فى بلدتى ولم يتحقق هدفى ثم تخرجت فى كليتى وعينت معيدا فيها لكن الحفل لم يقام فى هذا العام فقلت "لا بصراحه كده العملية منحسه معاى " انسى التكريم ،وكرمت شقيقتى اسراء لحصولها على المركزالثانى فى الشهادة الاعدادية  ومرت الأيام وقلت خلاص "أدينى شغال فى الماجستير وربنا يكرمنا لعل وعسى النحس ينفك " وأصل لمنصة التكريم فى بلدتى ، وإذ بى أفاجأ بمكالمة  اللواء أيمن عبدالله مستشار وزير الرياضة -حفظه الله - يطلبنى للحضور للتكريم ضمن قائمة الصحفيين لأجد نفسى مكرما مع 15 من حملة الماجستير والدكتوراة و20 صحفي و5 وكلاء وزارة و10 ضباط وأكثر من 70 شابا متفوقا ومع رفقاء دربى ممن كنا نكرم فى المسرح وإلقاء الشعر ساعتها شكرت الله وترحمت على الشيخ الأزهرى عبدالله عبدالحليم  الذى سن هذه السنة الحسنة بعد أن أنشأ المعاهد والمدارس فى قريتنا بمساعدة رجال القرية المخلصين وفضيلة الشيخ الشعراوى صديق دراسته وحولها من قرية زراعية لعلمية وتبدل أهلها من ضيق ذات اليد إلى سعة فى المال بسبب العلم وتذكرت  الشعبى عندما قال: دخلت على الحجاج حين قدم العراق فسألنى عن اسمى فأخبرته قال ياشعبى :كيف علمك بكتاب الله؟ قلت: عنى يؤخذ، قال: كيف علمك بالفرائض؟ قلت:  إلى فيها المنتهى، قال: وكيف علمك بأنساب الناس؟ قلت : أنا الفيصل فيها ،قال: كيف علمك بالشعر؟ قلت: أنا ديوانه، فلما رأى ذلك الحجاج فرض لى أموالا وسودنى على قومى فدخلت عليه وأنا صعلوك من صعاليك همدان وخرجت وأنا سيدهم .

فالعلم يرفع بيوتا لاعماد لها    والجهل يخفض بيوت العز والكرم.

وضع نفسك - أيها القارىء العزيز-  مكانى فى قريتنا العامرة بالأزاهرة -السائرين على خطى  الشيخ عبدالله - وسل نفسك كيف تصل إلى منصة يكرم فيها كل عام أقول لك كل عام 15حامل للماجستير والدكتوراه كحد أدنى فالعام الماضى تم تكريم 29 وضعفهم  من طلاب الثانوية العامه والأزهرية الملتحقين بالطب والصيدلة والهندسة فضلا عن الصحفيين ووكلاء النيابة والضباط والشيوخ والمدرسين المتميزين إنها منصة  تستحق أن تبذل أقصى جهدك وتضيع  عمرك لأجل الوصول إليها ،فطالبة الشهادة الابتدائية رحمه مهدى  قطعت 90 كيلو ذهاب وإياب لسوهاج  لإعادة تصحيح بعض موادها لكى تكرم فى مقدمة هذا الحفل وكذا طالب الشهادة الثانوية أحمد خالد رغم حصوله على 98% إلا أنه أصر على أن يصحح مواد لكى يكرم فى هذا الحفل على المركز الأول بدلا من الثانى  "وفى ذلك فليتنافس المتنافسون " .

*المتحدث الاعلامي لجامعة الأزهر

مقالات اخرى للكاتب

منصة شطورة