27 - 09 - 2024

أكراد شمال العراق يقومون بعملية تطهير عرقي للعرب

أكراد شمال العراق يقومون بعملية تطهير عرقي للعرب

نشرت صحيفة التايمز البريطانية في تقرير لها إن "الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، لا يوجد فيها سوى رابح واحد حتى الآن، فبسد الفراغ الذي تسبب فيه انسحاب القوات العراقية العام الماضي زادت قوات البيشمركة الكردية من المناطق التي تسيطر عليها بنسبة 40%".

وجاء التقرير تحت عنوان "الانتقام الكردي.. مؤشرات على أن الأكراد يقومون بالتطهير العرقي للعرب"، في أعقاب تقرير لـ"هيومن رايتس ووتش" أكدت فيه قيام قوات البيشمركة بمنع العرب الذين شردهم القتال مع تنظيم داعش من العودة إلى مناطقهم المتنازع عليها في حين سمحت للأكراد بالعودة إلى هناك.

وأوضح التقرير أن المسؤولين الأكراد دافعوا عن الإجراءات التمييزية بالقول إن السكان العرب السنّة في المنطقة ساندوا هجوم داعش ومازالوا يتعاونون معه، ونقل عن شهود عيان قولهم إن المواطنين العراقيين الأكراد أو قوات حكومة إقليم كردستان دمّروا العشرات من منازل العرب في المناطق التي يبدو أن حكومة الإقليم تسعى لضمها إلى أراضيها ذات الحكم الذاتي، وأن القوات الكردية احتجزت آلاف العرب في مناطق أمنية في شمال العراق لعدة أشهر في حين سمحت للأكراد بالعودة إلى تلك المناطق، وحتى بالانتقال إلى منازل العرب الذين لاذوا بالفرار.

وورد في التقرير أيضا أن بعض القيود على عودة النازحين تمّ تخفيفها في يناير الماضي بعدما تواصلت المنظمة مع حكومة إقليم كردستان حول هذه المسألة، ولكن آخرين بقوا، وأنه تم تحديد 40 قرية ذات أغلبية عربية داخل المناطق التي حولتها حكومة الإقليم إلى مناطق أمنية.

يذكر أن الكثير من سكان مناطق مخمور والزمر وشيخان وتلكيف منحدرون من أصول عرقية متنوعة من عرب وأكراد ومسيحيين وإيزيديين ويبلغ عددهم قرابة 600 ألف نسمة هربوا قبل سيطرة داعش على تلك المناطق، فيما بقي الآخرون في مناطقهم لأن القتال لم يصل بلداتهم بينما حوصر البعض وأغلبهم من العرب أو اختاروا البقاء داخل الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد.

وقال نازحين لمنظمات ومراسلين دوليين أن القوات الكردية منعت كل العرب الذين فرّوا من تلك المناطق من العودة حتى بغرض التحقق من ممتلكاتهم لفترة وجيزة مع السماح للأكراد بالسكن مجددا في المناطق التي يعتبرونها آمنة نسبيا.

ومع هجوم تنظيم داعش على مناطق شاسعة في العراق الصيف الماضي ونجاح قوات البيشمركة بمساندة إيرانية وغطاء جوّي من قوات التحالف الدولي في صدّ محاولته اقتحام إقليم كردستان العراق، يتواتر بشكل غير مسبوق الحديث من قبل القيادات الكردية عن استقلال الإقليم عن الدولة العراقية، كما عكست التصريحات عدم نية سحب قوات البيشمركة التي انسحب منها الجيش العراقي أو التي تمت استعادتها من تنظيم داعش ومنها ما كان دائما موضع نزاع بين سلطات الإقليم وحكومة بغداد وخصوصا منطقة كركوك الغنية بالنفط.

وسبق لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني القول "تصادفني كثيرا عبارة الأكراد احتلوا كركوك، كركوك مدينة كردية وجزء من كردستان، الأكراد هم أهل المنطقة منذ البداية، والأمر غير قابل للنقاش".

 كما سبق للبارزاني أن أظهر في أكثر من مناسبة إصراره على طرح قضية الدولة الكردية للاستفتاء، وقال في أحد تصريحاته إن الإقليم لن يتراجع عن مسيرة الاستقلال وإجراء الاستفتاء، مؤكدا "إن مسيرة الاستقلال في منطقة كردستان ستبقى مستمرّة حتى لو جاء ألف تنظيم كداعش".