30 - 06 - 2024

العراق .. هل إزالة المالكي وداعش هو الحل؟

العراق .. هل إزالة المالكي وداعش هو الحل؟

Iraqimalki

تعمل إدارة أوباما حاليا على محاولة تدارك الوضع السيء في العراق وإصلاح ما أفسدته إدارة بوش سابقا وإدارته حاليا والذي أدى إلى تدهور الوضع في العراق بشكل لايخفى على أحد ومن ضمنهم الناخب الأمريكي ، فثمة انتقادات واسعة من داخل أمريكا وخارجها على إدارة أوباما تجاه العراق، اذ يرى منتقدو أوباما أن الانسحاب الأمريكي الغير منهجي من العراق قد خلق فراغا في الساحة العراقية أدى الى فوضى سياسية وأمنية مريعة.

نستطيع أن نلاحظ سعي الإدارة الأمريكية لإعادة ترتيب الوضع في العراق من خلال أمرين رئيسيين:

1-   ازالة نوري المالكي واستبداله بحيدر العبادي.

2-  القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية "داعش".

 

نوري المالكي من خلال سياسته الإقصائية وممارساته الطائفية وارتكابه جرائم قتل وتعذيب الى جانب الفساد الإداري والمالي طوال السنوات الماضية ساهم في استفزاز مشاعر السنة في العراق وخارجه ونمو المعارضة المسلحة وتدفق المقاتلين من مختلف الدول للانضمام لحركة داعش وتناميها بشكل ملحوظ الأمر الذي بدوره ساهم في اتخاذ إدارة أوباما قرارها باستبداله رغم محاولته التشبث بولاية ثالثة ورفضه التخلي عن السلطة.

وبعد الانتهاء من موضوع المالكي وقضية الرئاسة هاهي الولايات المتحدة تسارع الخطى في تحقيق الهدف الثاني وهو القضاء على تنظيم داعش من خلال تكوين تحالف دولي من عدة دول من ضمنها دول الجوار.

نستطيع أن نرى السيناريو المتوقع للقضاء على داعش من خلال الضربات الجوية التي ستنفذها المقاتلات الأمريكية ضد مواقع قوات داعش تتبعها عمليات برية ومن ثم سنشاهد اعتقالات وأسر في عناصر تنظيم داعش وفتح معتقلات جديدة مماثلة لمعتقل غوانتانامو وبعدها ستحتفل الإدارة الأمريكية بنجاحها في القضاء على داعش تحت مسمى " محاربة الإرهاب".

السؤال المهم الذي نطرحه : هل هذه الترتيبات الأمريكية هي محاولة جادة لإزالة أقطاب التطرف من الطائفتين - المالكي من الشيعة وداعش من السنة - أم هو مجرد تمويه وذر للرماد في العيون واتخاذ الحرب على داعش غطاء لضرب المقاومة السنية في العراق بشكل عام؟

أيا كانت النية ، فعلى العراقيين - وبالأخص الشيعة الذين تحالفوا مع أمريكا - إدراك مايلي :

أولا : المعروف في التاريخ الأمريكي في الحروب الخارجية أنها كثيرا ماكانت تتجاوز القيم والأخلاق والمبادئ الإنسانية اذا ما استدعت مصالحها ذلك، والاتكاء عليها كحليف أمر لا يمكن الاعتماد عليه فمصالح الولايات المتحدة تأتي في المقال الأول ولن تتورع عن التخلي عن حلفائها اذا استدعت مصلحتها كذلك.

ثانيا : لو افترضنا حسن النية ، فهذه الاجراءات ليست حلولا جذرية لمشكلة العراق اذا ما اتُخذت سياسة تفضيل متعمد لطائفة على حساب أخرى الأمر الذي سيفجر الاقتتال الطائفي من جديد، فكل طائفة لديها من القوة البشرية والسلاح والدعم الخارجي مايجعل الاقتتال لانهاية له، وهو ما سيستنزف طاقات وموارد العراق والعراقيين جميعا بلا استثناء.

أخيرا نقول أنه مهما استمر الاقتتال الطائفي فسيأتي يوم يدرك فيه العراقيون سنة وشيعة - إن لم يكن في هذا الجيل ففي الجيل القادم - أن لا سبيل للعيش بأمان ولتحسن الأوضاع ولنهضة العراق من جديد سوى نبذ هذه الطائفية الحمقاء والعمل كشعب واحد ويد واحدة.

وسيدرك المتقاتلون أن عقولهم كانت في سكرة تحت تأثير العصبية الطائفية وتأثير أئمة الاقتتال ودعاة الحرب، فالضربات المتواصلة حتما ستوقض السكران يوما من سكرته وتعيد له عقله.

The post العراق .. هل إزالة المالكي وداعش هو الحل؟ appeared first on IslamOnline اسلام اون لاين.






اعلان