17 - 07 - 2024

فضائح الإعلام الحر

فضائح الإعلام الحر

تحت دعوى حرية الإعلام أصبحت الساحة الإعلامية تعيش في الفوضى والعشوائية .. وأصبح كل من هب ودب يدعي أنه يمارس الحرية الإعلامية لصالح الشعب الغلبان في الوقت الذي يتبرأ نفس الشعب من مثل هذه الممارسات المرفوضة من بعض الإعلاميين

منذ أيام انهار أحد المصانع في مدينة العبور ومن الطبيعي أن تنتقل الكاميرات لمكان الحادث وتنقل الحدث على الهواء ليرى المشاهد مايحدث لحظة بلحظة .. ولكن أن يتحول الأمر لفرصة للهجوم على الحكومة والشرطة والنظام ورئيس الدولة والاتهام بالإهمال والتراخي وعدم النزول لموقع الحادث رغم مرور 17 ساعة على سقوط المصنع مع نقل غير أمين لكلمات بعض الحاضرين الذين يصرخون مرددين "احنا انتخبنا السيسي هو فين دلوقت " وكأن رئيس الدولة هو المسئول عن سقوط المصنع

أما ما فعله الإعلامي المشهور وهو ينقل الحدث على الهواء فهو في الحقيقة فضيحة إعلامية .. هذا ما فعله الإعلامي وائل الإبراشي في نقله للحدث عندما حول الأمر كله لهجوم على الداخلية بشكل عنيف بحجة أن أحدا من قياداتها لم ينتقل لموقع الحادث بعد مرور 17 ساعة فاستمع لأكاذيب غير حقيقية واعتبرها حقيقة وظل يكيل الاتهامات للشرطة وذلك بعد دقيقة واحدة من مكالمة مع وزير الداخلية تحدث فيها عن سقوط الخلايا الإرهابية لتأتي الفقرة التالية مباشرة هجوما عنيفا على الشرطة لولا الاتصال التليفوني من اللواء محمود يسري مدير أمن القليوبية الذي رد بحدة على وائل الإبراشي مؤكدا أن قوات الشرطة وقياداتها موجودة بالموقع من السابعة صباحا وحتى الواحدة من صباح اليوم التالى .. لينقطع الاتصال ثم يأتي المتحدث التالى وهو احد لواءات الشرطة الموجودين بموقع الحادث والذي انفجر في وائل الإبراشي متهما إياه بعدم الموضوعية وأن كل ما ذكره غير حقيقي لأن القوات موجودة بالموقع من الجهة المقابلة وتقوم بدورها في إنقاذ الضحايا واستخراج جثث المتوفين

في البداية حاول الإبراشي أن يرد بعنف على اللواء المتصل الذي قال للإبراشي بالحرف الواحد "اتق الله "ثم انقطع الخط .. وعندما أدرك الإبراشي أنه زودها شوية تراجع واعتذر على الهواء للواء الشرطة ثم عاود الاتصال به ليعتذر له على الهواء مرة أخرى وهنا صرخ اللواء في الإبراشي مؤكدا أن الشرطة موجودة وتقوم بدورها على أكمل وجه ولايجب أن تكون الداخلية هي الشماعة التي نعلق عليها كل الأخطاء فيدفع رجال الشرطة المخلصين الثمن من دمائهم وأمنهم وحياتهم ثم يأتي البعض ليهاجمهم بدون فهم ولا وعي أو حتى لأغراض خاصة

وللأسف فإن ما حدث في هذا البرنامج هو في حقيقته منهج ثابت تسير عليه معظم الفضائيات وبعض الصحف في التعامل مع أي حدث يرتبط بشكل ما بالداخلية وبرجال الشرطة .. فيتم عرض نماذج من المعارضين للشرطة على طول الخط أو من الرافضين للنظام لتظهر الصورة غير واضحة أو ناقصة ولكن المهم هو أن تكون هناك الإثارة والبحث عن السبق على حساب الحقيقة

ولو كان وائل الإبراشي قد اعتذر وامتلك الشجاعة ليعتذر على الهواء عن خطأ جسيم ارتكبه في حق الشرطة ورجالها فإن الكثيرين لايمتلكون شجاعة الاعتذار بل يمتلكون فقط البحث عن الإثارة والتهييج وإشعال النار في كل مكان على حساب أمن الوطن وأمن المواطن وعلى حساب الشرطة التي كانت كبش الفداء في أحداث يناير وكان سقوطها هو الأمر الذي يريده أعداء مصر بالداخل والخارج تمهيدا لسقوط الدولة كلها  

الأمر الأخطر هو انتهاز أي فرصة للهجوم على الرئيس السيسي .. فكل من تحدث ذكر الجملة التي أصبحت ملازمة لأى معترض الآن وهى " احنا انتخبنا السيسي هو فين دلوقت ؟" وبالطبع فإن الإعلام المحترم يساير المتحدث ليخرج منه بالمزيد من السباب واللعنات على رأس الحكومة والنظام والرئيس نفسه

والسؤال هنا هو هل يتحمل رئيس الدولة المسئولية عن مقاول فاسد خالف المواصفات وتسبب في قتل العشرات .. وإذا كانت جميع أوراق المصنع سليمة والتراخيص سليمة ولكن المقاول هو الذي خالف في البناء أوصاحب المصنع نفسه هو الذي خالف المواصفات المحددة .. فهل يتحمل رئيس الجمهورية المسئولية عن هذا ليخرج البعض فيسبه ويلومه ويمن عليه بأنه انتخبه واختاره رئيسا

للأسف هذه هي الحالة التي نعيشها الآن في مصر .. إعلام فاشل وموجه لهدف واحد هو ضرب استقرار مصر وبعض المترقين لأي مصيبة ليهاجموا النظام والرئيس بمناسبة وبغير مناسبة ..

ولي تساؤل بسيط .. ما معنى أن يستضيف الإبراشي وزير الداخلية ليتحدث عن نجاح الشرطة في مواجهة الإرهاب وبعدها مباشرة يأتي بعكس ماقاله الوزير

كلمة أخيرة .. إن ما حدث من لواء الشرطة من انفعال على الإبراشي على الهواء هو بعض قيادات الشرطة مؤشر خطير على حالة الاحتقان التي وصل إليها رجال الشرطة من كثرةالهجوم عليهم وتحميلهم أخطاء وخطايا الآخرين .. لك الله يامصر 

مقالات اخرى للكاتب

الأيدي المرتعشة.. و حقوق الشهداء