17 - 07 - 2024

الشعب يكسب .. انتهى الدرس يا نخبة

الشعب يكسب  .. انتهى الدرس يا نخبة

احسبوها زى ما تحسبوها .. وحللوا وفسروا .. اقبلوا أو ارفضوا .. اعتبروها ربا أو اعتبروها خدعة .. اعتبروها خطة حكومية للاستيلاء على أموال المصريين .. اعتبروها كما قلتم جري من المصريين خلف أرباح زائدة .. اعتبروها كما تحبون وفسروا ما حدث كما تحبون وكما يحلو لكم التفسير .. لكن في النهاية لايمكن أن نتجاهل أن ما حدث في مصر على مدار الأيام الماضية هو إنجاز كبير لشعب مصر الذي قدم كل ما يملك ليشارك في مشروع وطني عملاق ..

وانا أقولها بكل قوة وثقة .. إن إقبال المصريين على شراء شهادات الاستثمار بمبلغ واحد وستين مليارا من الجنيهات هو بمثابة استفتاء تاريخي جديد على شعبية السيسي .. نعم استفتاء شعبي رائع لم يطلبه أحد ولم يسع إليه السيسي نفسه ولم ترتب له الحكومة ولا النظام الحاكم ..

الشعب الذي خرج إلى الميادين بالملايين ليفوض السيسي في مواجهة الإخوان .. ثم خرج في الانتخابات الرئاسية ليمنحه ثقته من جديد ليصبح أول رئيس يحصل على هذه النسبة في أى انتخابات رئاسية .. هو نفس الشعب الذي خرج ليدعم مشروع قناة السويس الجديدة ويدفع 61 مليار جنيه عن طيب خاطر ودون إجبار

ورغم كل الشائعات التي روجها ويروجها أعداء مصر بالداخل والخارج عن مشروع القناة وعن حرمة المشاركة في تمويل المشروع وأن الفوائد هي ربا صريح وأن هذا المشروع وهذه الشهادات هي انتقام إلهي من المصريين لأنهم اختاروا السيسي .. إلا أن الشعب لم يهتز ولم يضعف ولم يقع فريسة تلك الحرب النفسية القذرة وأكمل مشواره لدعم مشروع القناة ودفع المبلغ المطلوب كاملا بل زاد عليه مليارا من الجنيهات ولو استمر بيع الشهادات لحقق الشعب المصري رقما قياسيا في الشراء دعما لمصر وليس سعيا وراء الفائدة العالية كما روج الخبثاء

وإذا كان الدعم الشعبي الجارف للسيسي هو احد جوانب الصورة المضيئة إلا أن الأهم والأخطر هو أن الرئيس حصل على التأييد الشعبي بشكل لايحدث إلا مع الزعامات التاريخية فتأكد للجميع الآن أن السيسي رئيس يقف خلفه الظهير الشعبي فقط .. ذلك الشعب الذي سانده وأيده ودعمه بمل ما يملك من قوة ومال حتى تواجه مصر مخططات الإرهاب والعملاء

الصورة الآن واضحة للجميع .. وكما وقف الشعب وقفته فقد كان للأحزاب والقوى السياسية والنخبة المثقفة وقفتها أيضا ولكنها للأسف لم تكن لدعم السيسي ولا لمساندة الدولة بل ضد مصر وضد السيسي و مؤيدي السيسي .. ويبدو أن هذا هو الأمر الطبيعي للأحزاب التي ظهرت في غيبة الدولة فكل حزب بما لديهم فرحون وكل حزب لايهتم إلا بمصلحته فقط وخاصة القيادات والنخبة التي تدعي أنها النخبة المثقفة التي تملك الحكمة وتحتكرها ويجب أن تكون هي صاحبة التوجيه للشعب والرئيس والحكومة

لم يكن لهذه النخبة السياسية والحزبية أي دور في دعم مشروع القناة .. بل كان لهم للأسف دور مناهض على اعتبار أنهم يعرفون ما لانعرف ويفقهون في كل الأمور وعلى الشعب أن يسير خلفهم ويقول آمين

إن ما حدث هو رد طبيعي على من أطلقوا دعوات تأسيس حزب سياسي يكون ظهيرا حزبيا للرئيس .. فقد أثبتت التجربة أن الظهير الشعبي هو أهم وأخطر من الظهير الحزبي .. فالشعب هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة وليس حزب فلان أو حزب علان .. وأقول حزب فلان لأنها للأسف أحزاب شخصية قامت على أسماء شخصيات نفعية لاتسعى إلا لمصالحها فقط وليس حرصا على وطن أو قيمة أو مبدأ

السيسي يملك الآن ظهيرا شعبيا كبيرا ولايحتاج إلى الظهير الحزبي الفاسد والنفعي والباحث عن المصالح أولا وأخيرا ... فهنيئا للسيسي بظهيره الشعبي .. وللنخبة والأحزاب الفاشلة نقول انتهى الدرس يانخبة ..

 
##

مقالات اخرى للكاتب

الأيدي المرتعشة.. و حقوق الشهداء