29 - 06 - 2024

ثمن أن تكون غير قابل للإستقطاب

ثمن أن تكون غير قابل للإستقطاب

لا يستطيع أحد أن يُنكر أن الوطن يعيش حاله من الإستقطاب الحاد لم يسبق لها مثيل وأنقسم المجتمع فى ظل هذا الإستقطاب إلى ثلاثة فئات فئه تابعة لنظام الحكم الحالى ولديها تبعيه عمياء لكل ما يقوم به النظام ولديها تبرير لكل قرار أو خطوه يتخذها ولديها إعتقاد أنه لا يخطىء أبداً ، أما الفئه الثانيه فهى جماعة الإخوان المسلمين وتابعيهم وهؤلاء أيضاً يبايعون ويؤيدون كل ما يُقال لهم من قياداتهم دون أى تفكير أو إعمال للعقل فى مدى صحة أو خطأ ما يقال لهم أو يُملى عليهم وكأن قادتهم أنبياء معصومون من الخطأ  . وبين هاتان الفئتان توجد فئة ثالثة ترفض أن تخضع لهذا الإستقطاب الحاد فئة لديها رؤية وعقلانية لفهم الامور وتتخذ مواقفها وفقاً لضميرها وقناعتها الشخصيه وحبها الكبير لهذا الوطن دون أى تاثير من أى طرف أوفئة تحدد إنحيازاتها ومواقفها وفقاً لمصالح شخصية ضيقة أو طبقا لهوى سياسى أو تبعيه لجماعة تُلزمك بالطاعه العمياء  . ولا شك ان هذه الفئة الثالثة الرافضة للإنحياز الاعمى واللأعقلانى والذى يصل إلى حد تبرير قتل كل فئة لبعض أطراف الفئة الاخرى تدفع ثمناً كبيراً لرفضها هذا الإستقطاب وتعتبر كل الدم المصرى حرام ، ونجد ان كلا الفئتان تجتمعان على شىء واحد فقط وهو توجيه السباب واللعنات والإتهمات لهذه الفئة لعدم تبنى وجهة نظرهما وتأيديهما التأيد الكامل ويعتبروا أنصار الفئة الثالثة يمسكون العصا من المنتصف  ، وللإسف فإن كلا الفئتان يطبقان نظرية بوش اللعينه ( من ليس معنا فهو عدونا ) أما أن تكون لك رأى مستقل يؤيد النظام عندما يتخذ قرار صائب وتعارضه عندما يخطىء وكذلك تعارض الإخوان وتابعيهم عندما يخطئون وترفض أن يتم سجن وتقييد حرية أحدهم  دون تهم حقيقيه ، فهذا مالا يرضى الأخرين . ولا شك ان الإعلام يلعب دوراً كبيراً فى تشكيل تفكير كلا الفئتان والكارثه أن كلاهما لم يعد لديه فكرة قبول الإستماع أو مشاهدة الطرف الاخر فتجد كلاهما يتجه للقنوات التى  تتوافق مع هواه السياسى فقط ويستقى معلوماته ويبنى تفكيره من تلك القنوات بعض النظر عما إذا كانت تعرض الحقيقه من عدمها . وعلى النقيض نرى القئة الثالثة تستمتع وتتابع الجميع ولذا فهى تحلل ما تستمع إليه بموضوعيه وبدون تاثير أُحادى ، ولا شك أن هذه الفئة التى لا تحظى بقبول الفئة التابعة للنظام وكذلك الفئة التابعه للإخوان قد تشعر بالغربه فى ظل هذا الإنقسام الحاد والذى قد يصل إلى داخل الأسرة الواحده إلا انها تشعر برضاء نفسى ومصالحه مع الذات لانها تتخذ مواقفها وفقا لضمير حى يحركها وفكر عقلانى وحب كبير لهذا الوطن  وخشية من لقاء يوم الحساب أمام رب العالمين عن كل أقوالها وأفعالها.

##

مقالات اخرى للكاتب

السفير موطلو شن :قطاع النسيج بات وجهة رئيسية للاستثمارات التركية في مصر





اعلان