أعلن الدكتور اندريه كراول ـ والذى يعمل  أستاذا مساعدا للعلوم السياسية بجامعة VUأمستردام ، ومديرا لمؤسسة بوصلة الانتخابات فى هولندا ـ عن تعاونه مع إذاعة هولندا العالمية ، للمشاركة  فى الانتخابات البرلمانية المصرية من خلال منتج يسمى (( بوصلة الناخبين )) ، حيث زار " كراول " مصر خلال الأيام القليلة الماضية ؛ للتعرف بنفسه على إمكانية تطبيق فكرته فى مصر ، حيث اكتشف وجود عشرات من الأحزاب الناشئة التي برزت للنور عقب ثورة 25 يناير التى أطاحت بالرئيس السابق/ حسنى مبارك فى فبراير الماضى ، وهو ما توقع معه أن تنجح فكرته فى مصر ، مما عجل بلجوئه للتفاوض مع عدد من الخبراء فى القاهرة لتنفيذ فكرته . تعتمد فكرة " البوصلة الانتخابية " على قيام الناخبين المصريين المتوقع مشاركتهم فى الانتخابات بتعبئة استمارة على الانترنت تغطي القضايا الرئيسية التى تهتم بها الأحزاب التي تخوض الانتخابات، ثم يجري بعدها مقارنة إجابات الناخبين ببرامج هذه الأحزاب ، بعدها يتلقى الناخبون نصيحة تحدد الحزب الأقرب إلى اختياراتهم وفق المقارنة .

وأكد كراول ـ على الموقع الإلكترونى للمشروع ـ أنه نظرا لوجود تشتت محدود منالاتصال بشبكة الإنترنتفي الدولالعربية وأفريقيا، فإن البوصلةلن تكون متاحةفقطعلىموقع على شبكة الانترنت، بل وكذلك النسخة من"لايت" للهواتف النقالة، كما أنه سيتم وضعالبوصلةتصويتخاصللنشر فيالصحف لاولئكالناخبينالذين همغير قادرين على استخدامالإنترنت أوالهاتف المحمول . لكن هناك مشكلتين تواجهان القائمين على هذا المشروع أولهما التوجس والريبة لدى صناع القرار ولدى المواطنين فى مصر من أي تدخل أجنبى، حيث تصاعدت مثل هذه الهواجس بعد ثورة يناير ، بل إن المجلس العسكرى شدد يوم الأربعاء الماضى فى مؤتمر صحفى على أنه لن تكون أى رقابة دولية على الانتخابات . والمشكلة الثانية التى تواجه القائمين على هذا المشروع تتحدد فى تضاؤل عدد مستخدمى الإنترنت فى مصر 0

ويعترف " كراول " بأن هناك مخاطر من أن ينظر المصريون لبوصلة الناخبين باعتبارها تدخلا هولنديا في الانتخابات المصرية ، ومع ذلك فهو يؤكد أنه تعود على مثل هذه الشكوك ؛ ((فكثيرا ما اتهم بأنه عميل أجنبي حتى في الدول الأوروبية، وسبق أن مثُل أمام محكمة في كندا عندما بدأ بتنفيذ المشروع فى كندا)) 0

وقال كراول فى تصريح لإذاعة هولندا العالمية إن هناك سببا رئيسيا يجعل الأحزاب تنزعج من البوصلة وهي أنها تجبرهم على اتخاذ مواقف واضحة من كل القضايا التي يتعمدون إهمالها والسكوت عنها ؛ فعلى سبيل المثال لا تشعر جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية الأخرى بالارتياح من تفصيل موقفها حيال قضايا المرأة ، بينما تصاب الأحزاب اليسارية بالحرج تجاه قضايا الهوية الدينية0

يشار إلى أن كراول متخصص فى الأحزاب السياسية والحركات الاجتماعية والعمليات الديمقراطية فى أوروبا الوسطى والشرقية، وله مؤلفات عديدة فى التنظيم القانونى والأحزاب السياسية فى هولندا ، وخاصة عن الحزب الديمقراطى المسيحى ، إضافة إلى دراسة عن البرلمان الهولندى ، وكانت رسالة الدكتوراة لـ  Krouwel في التحول من الأحزاب السياسية في أوروبا الغربية ، تحت عنوان "التقاط كل طرف في أوروبا الغربية.. دراسة في توقف التنمية "، كما نشر مقالات عن الانتخابات الرئاسية والأحزاب السياسية والحركات الاجتماعية والسياسية وعمليات بناء المؤسسات وتطبيق الديمقراطية في دول شرق ووسط أوروبا وكذلك الدخول في الانتخابات المحلية والحكومة.