29 - 06 - 2024

اتفاق بين الجامعة العربية والأمم المتحدة على تنسيق الجهود في مكافحة الإرهاب

اتفاق بين الجامعة العربية والأمم المتحدة على تنسيق الجهود في مكافحة الإرهاب

أكدت الجامعة العربية أهمية تنسيق الجهود بين الجامعة والأمم المتحدة لمواجهة التحديات والأزمات الكثيرة والخطيرة في منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها الإرهاب. 

جاء ذلك في كلمة السفير سمير القصير الأمين العام المساعد رئيس قطاع الأمن القومي العربي بالجامعة العربية خلال اللقاء الثنائي الذى جمعه اليوم برئيس وأعضاء اللجنة رفيعة المستوى المعنية بعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام برئاسة "جوزيه راموس هورتا" والذي يأتي في إطار جولة "أفق وتشاور للجنة مع المسئولين في الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي حيال موضوعات تتعلق بقضايا السلم والأمن وعمليات حفظ السلام". 

وقال السفير القصير إن لتلك الأزمات، التي هي موضع اهتمامنا المشترك، تبعات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي"، مشيرًا إلى أن تلك الأزمات قديمة وجديدة تبدأ من قضية النزاع العربي الإسرائيلي والمسألة الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة مرورًا بأزمات الصومال والعراق وسوريا وليبيا واليمن وصولاً إلى التهديدات الإرهابية التي تستهدف مصر وتونس وبقية البلدان بشكل أو آخر لتتجاوز حدود الدولة الوطنية المهددة إلى المنطقة والعالم دون استثناء. 

ولفت القصير إلى أن جميع تلك الأزمات الخطيرة خلقت حالات من المعاناة وانتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان وسببت كوارث طويلة الأمد ستعاني منها المجتمعات العربية لوقت طويل نفسيًا وماديًا. 

ونبه القصير إلى أن الخطر الداهم الذي يواجه العالم دون تمييز اليوم والذي يدعونا للعمل جميعًا لإيجاد حلول عادلة لتلك الأزمات ودونما إبطاء، هو خطر الإرهاب الذي أعلن بصفاقة إنشاء دولته وإماراته المتعددة على أراضي أعضاء في منظمتينا ولم يقف عند إمعانه في اقتراف أبشع أنواع القتل للبشر والتدمير للتاريخ والتراث الإنساني بل اقترف ما هو مماثل لذلك بإساءته الكبيرة للإسلام متخذًا منه ستارًا وذريعة لتبرير أعماله الشنيعة وهذا الدين العظيم منه براء". 

وأكد اهتمام وحرص جامعة الدول العربية منذ إنشائها على المساهمة في إحلال السلم والأمن الدوليين بالتعاون مع الأمم المتحدة وبذل الجهود لحل القضايا أو الأزمات والخلافات بين دولها الأعضاء، مشيرًا في هذا الإطار إلى جهودها في تسوية بعض النزاعات العربية– العربية منها النزاع الحدودي بين الكويت والعراق والحرب الأهلية في لبنان والأزمة بين شطري اليمن إلى جانب بعثة المراقبين في سوريا عام 2012. 

وبين القصير أن الجامعة العربية طورت خلال السنوات الماضية من أدائها وخلقت أدوات ووسائل من أجل تنفيذ استراتيجيتها ومن أجل حفظ السلم والأمن مستندة في روح عملها على تشجيع الدول الأعضاء فيها على المساهمة بفاعلية في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مختلف أرجاء العالم وكذلك الاعتماد على تطوير ميثاق الجامعة والأجهزة التي تعمل من خلالها مستندة إلى اتفاقية الدفاع العربية المشترك ومجلس السلم والأمن العربي بآلياته المختلفة من لجنة الحكماء ونظام للإنذار المبكر وبنك المعلومات وإمكانية إنشاء قوة حفظ سلام عربية. 

وأشاد القصير بإدارة الشئون العسكرية بالجامعة العربية التي تعمل بشكل متواز مع مجلس السلم والأمن في ثلاثة موضوعات وهي توحيد المصطلحات والمفاهيم العسكرية بين الجيوش العربية ورفع مستوى الوعي بالقانون الدولي الإنساني من خلال ندوة سنوية تنظمها الجامعة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى جانب اجتماعات رؤساء هيئات التدريب وآخرها في نوفمبر 2014 بدراسة حول "كيفية إنشاء قوة حفظ سلام عربية" حيث اعتمدت الدراسة على خبرة متراكمة لعدد من المشاركين من الدول العربية التي تساهم في عمليات حفظ السلام التي تقوم بها الأمم المتحدة في عدد من دول العالم. 

وقال القصير "إننا نتطلع في الأمانة العامة للجامعة العربية بتفاؤل إلى ما ستقره القمة العربية المقبلة في مصر نهاية الشهر الجاري وخاصة ميثاق الجامعة ونظام مجلس السلم والأمن المعدلين مما سيساعد الجامعة العربية على أداء دور هام في مجالي حفظ السلم والأمن". 

من جانبها، أشارت الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية السفيرة هيفاء أبوغزالة إلى أن الجامعة قامت بإنشاء غرفة الأزمات من خلال مشروع الإنذار المبكر وإدارة الأزمات والذي تم إنشاؤها بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي حيث استطاع المشروع منذ بدايته، تعزيز القدرات المؤسسية للعاملين في الأمانة العامة للجامعة إضافة إلى الدبلوماسيين من مندوبيات الدول الأعضاء بالجامعة. 

وقالت السفيرة أبوغزالة إن المشروع اهتم بملفات عديدة من ضمنها العمل مع منظمات الأمم المتحدة المعنية بآليات الشؤون الإنسانية وملف التفاوض كما قامت جامعة الدول العربية بإعداد الاستراتيجية الاقليمية للمرأة والأمن والسلام، مشيرًة إلى أن إدارة الأزمات تقوم حاليًا بالعمل على الإعداد للمرحلة الثانية من المشروع إضافة إلى إصدار نشرة يومية إخبارية ونشرات تحليلية يومية وأسبوعية. 

 






اعلان