17 - 07 - 2024

بلاش ..تحاورينى يا طيطة!

بلاش ..تحاورينى يا طيطة!

نشرت صحيفة الأهرام بتاريخ 5 سبتمبر 2014 بالصفحة الرابعة تحت عنوان (المشهد السياسى) تفاصيل القوائم الوطنية للبرلمان المقبل التى تعدها لجنة عليا برئاسة الدكتور كمال الجنزورى ومكونة من بعض وزراء مبارك وبعض قيادات وخبراء بالأجهزة الأمنية والسيادية المختلفة.

وقد استقرت اللجنة على معظم أسماء القوائم الأربعة وهى تتضمن 120 عضوا بمجلس النواب ومعظم هذه الأسماء من رجال مبارك الذين تقلدوا مناصب متنوعة فى عهد مبارك ومعظمهم مرفوض شعبياً وأكد الخبر المنشور بالصحيفة بان هناك قبولا واسعا لتولى الجنزورى رئاسة مجلس النواب القادم. وهكذا تم تعيين 120 نائبا ورئيسا للمجلس قبل أن تجرى الانتخابات بل وقبل أن يصدر قانون الانتخاب بل وقبل أن يصدر قانون تقسيم الدوائر الانتخابية. ومن الطرائف والعجائب التى لا تحدث إلا فى مصر المحروسة أن يقوم رئيس هذه اللجنة العليا بتعيين نفسه رئيسا للبرلمان وعجبى !!! وللأسف الشديد أن يحدث هذا بعد قيام ثورة يناير 2011 العظيمة والتى أبهرت العالم كله فضوها سيرة وأعلنوا على الملأ إنكم لا تستطيعون حكم البلاد والعباد فى ظل نظام ديمقراطى حقيقى. وأنكم عشتم وترعرعتم فى ظل نظام شمولى استمر أكثر من ستة عقود.

بل يوجد حالة فريدة من نوعها لم تحدث فى العالم سوى مصر هى أن رئيس احد الأجهزة الحكومية الكبرى فى مصر الآن كان وزيرا فى عهد الرئيس عبد الناصر اى منذ أكثر من خمسين عاما يا مثبت العقل.. أنت أكيد أكيد فى مصر!!

لقد اتضح لكل ذى عينين ان سياسة تعيين نواب البرلمان سواء بطريق مباشر او غير مباشر سياسة فاشلة ومدمرة وليست من الديمقراطية فى شئ ولا تخيل على احد سواء فى الداخل أو الخارج. والآن وبعد ثورة المعلومات وبعد أن صار العالم قرية واحدة فلن تستطيع شلة واحدة من أصحاب المصالح ان تحكم شعبا تجاوز عدده تسعين مليونا من البشر وأصبح لديهم أكثر من مائة مليون جهاز محمول ولديه أكثر من الف قناة فضائية تبث من جميع أنحاء العالم ويستطيع اى مواطن مصرى أن يرى الأحداث فى العالم كله فى نفس اللحظة وان سياسة التعتيم والتضليل والتدليس تم القاؤها فى سلة المهملات. تعالوا الى كلمة سواء فسياسة حاورينى يا طيطة  أصبحت لا تصلح مع الشعب المصرى فبعد ان قام بثورته فى يناير 2011 فقد كسر حاجز الخوف وبعد ان استشهد منه الآلاف والمصابين فأصبح لا يهاب الموت اما ان تستأجروا بعض المرتزقة من الإعلاميين لكى يحاولوا تشويه ثورة يناير 2011 واعتبارها مؤامرة لحساب أجندات أجنبية فهي  محاولات فاشلة  ولن تغير من الواقع شيئا فالشعب المصرى كله نزل بالملايين فى جميع ميادين التحرير بجميع محافظات مصر وانسحبت قوات الأمن أمام هدير الجماهير بعد ان خارت قوى الامن وقام الشعب بتكوين مجموعات من الشباب للقيام بوظيفة الأمن ولحراسة جميع منشات مصر.

لن تستطيعوا اعادة عقارب الساعة الى الوراء. لا يمكنكم ولا لغيركم ان يستمر نظام مبارك كما هو بالملليمتر ويكون حسنى مبارك شخصيا هو كبش الفداء. فحسنى مبارك ليس هو وحده صاحب الفساد فى طول البلاد وعرضها وإنما للحقيقة وللتاريخ انه كان صاحب الإفساد والراعى الوحيد للفاسدين والذين نهبوا البلاد وافسدوا الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكل مناحى الحياة وكانت النتيجة الحتمية لهذا الفساد والانهيار فى جميع الأنشطة هو من أسباب قيام ثورة يناير 2011 فكيف بالله عليكم تريدون استمرار هذا النظام الفاسد بسياساته وشخوصه ثورة يناير 2011 ستنجح أن عاجلا او أجلا ولن يعود الشعب المصرى إلى القمقم مرة أخرى. لقد دخل الشعب المصرى إلى المعادلة بعد ان استبعد لمدة ستة عقود. وتبررون للشعب المصرى إنكم تقومون بتفصيل مجلس نواب جديد لان الأحزاب السياسية ضعيفة مع أن معظم هذه الأحزاب من تأليفكم وإخراجكم. أحزاب دينية مخالفة لكل الدساتير المصرية وانتم أعطيتموها الشرعية. احزاب قديمة لها جذور تاريخية اخترقتموها وبعضها حرقتوها وسلمتموها لأعوانكم وأحزاب كثيرة أنشأتموها ومنحتوها أموالا ومقرات حتى وصلت الأحزاب حاليا إلى حوالى مائة حزب على الورق فقط انتم لا تريدون احزابا لان الأحزاب هى أجنحة النظم الديمقراطية أعلنوا بكل صراحة وبكل شجاعة إنكم لا تريدون الديمقراطية لان تطبيق الديمقراطية سيقضى على مصالحكم وعلى أموالكم ولن تستمروا فى مناصبكم لمدة يوم واحد. بلاش تلعبوا مع الشعب لعبة حاورينى يا طيطة فى موضوع الديمقراطية فلقد سئم الشعب هذه اللعبة التى مضى عليها ستة عقود من الزمن.

اللهم اهدنا جميعا سواء السبيل انك سميع مجيب الدعاء يا رب العالمين.

مقالات اخرى للكاتب

الحزب الوطنى.. فك وتركيب