18 - 07 - 2024

أشرف قاسم من "نكلا العنب" للعالمية : الولوج للعاصمة ليس شرطا للنجومية!

أشرف قاسم  من

قبل اختراع الانترنت وثورة وسائل الاتصال، و بعد حصوله على جوائز عربية عدة، أثبت من خلالها الشاعرأشرف محمد قاسم أن نداهة عاصمة المعز القاهرة لم تعد تمسك بجواز المرور لأضواء الشهرة، فانطلق مبدعاً من سنى عمره الأولى من قلب حارات قريته التى حولها مسارات لآفاق النجومية، وممراً مباشرا إلى حيث جوائز "البابطين" وغيرها من أرفع الجوائز العربية الممنوحة لمبدعى العربية من فحول الناطقين بلغة الضاد..

نحاور اليوم شاعرنا الريفى العملاق أشرف قاسم، مواليد : 2 نوفمبر 1971 بقرية العظماء نكلا العنب، إيتاي البارود ، البحيرة، تلك القرية التى أنجبت الشيخ الغزالى وشلتوت وغيرهما ممن سطروا تاريخ مصر بحروف من نور، والحاصل على ليسانس اللغة العربية / جامعة الأزهر عام 1995..

نشرت قصائده بمختلف الصحف والمجلات المصرية والعربية منذ عام 1994 مثل مجلات: العربي ، البيان ، اليقظة ، صوت فلسطين ، الشعر ، الأدب الإسلامي وغيرها وصحف: القاهرة ، أخبار الأدب ، الأهرام المسائي ، أخبار البحيرة وغيرها .. وصدر له:

- (قراءة في كتاب النأي) الهيئة العامة لقصور الثقافة / إبداعات 2009 م .

- (سهد المصابيح) دار الهدي للمطبوعات الإسكندرية 2009 م .

(هذا مقام الصابرين) جماعة تراب الأدبية بالتعاون مع مركز الخماسين 2010

(شفاهك آخر ترنيمة للحياة) مركز همت لاشين للثقافة و الإبداع 2012

(ساقية مهجورة) مركز عماد قطري للتنمية والإبداع 2014

له تحت الطبع

بئر معطلة / سنبلة من بيادر الحزن / طعم الحكايا القديمة

وسألناه:

* لماذا الشِعر ؟

لماذا الشعر ؟ وهل باستطاعتي أن أكتب عن أي شئ دون أن تطأ حروفي أرض هذا الملك المتوج ؟ وُلِدتُ في ليلة قالوا كانت مظلمة وباردة ،ولكن أمي أضاءتها ببسمتها المكدودة حينما قالوا لها : " ولد " ، و أدفأها كف أبي وهو يحملني بين ذراعيه ويحتضنني بيديه المشققتين من الشقاء اليومي في حقول الغير!  جئتُ الخامس و الأخير بعد ثلاث ذكور و أنثى ، غير من رحلوا.. و الوحيد الذي أكمل تعليمه حتى الجامعة و لكن... دون جدوى!.! الطفولة البائسة هي الجمرة الأولى التي أضاءت عمري بنار الشقاء... القرية الفقيرة ببيوتها الطينية و أسطح المنازل المكدسة بأكوام الحطب و القش... وليلها المظلم وشتائها الموحل ... و " وسية الدبابسة " و فرن الطوب الأحمر الوحيد بالقرية ... والاستيقاظ مع آذان الفجر ، كل هذا هو البذرة الأولى لشجرة تجربتي الشعرية المتواضعة !

* متى سمعتَ أول مرة مَن يقول لك أنك شاعر ؟

في بداية المرحلة الثانوية سمعت لأول مرة من يقول لي " أنت شاعر " وكان هذا مدرس الأدب الكفيف الذي استمع إلي بعض قصائدي وصرنا من يومها أصدقاءً.

خلال سنوات الجامعة / في كلية اللغة العربية جامعة الأزهر /قيض الله لي المرحوم الدكتور " صفوت زيد " رئيس قسم الأدب والنقد بالكلية فكان قدوتي ومرشدي ، وهو أول من جمع بعض قصائدي بين دفتيِّ كتيب بنظام الماستر على نفقته الخاصة بعنوان " قطرات من نهر الحب"

كتب ليfrown رمز تعبيري شاعرنا الأعظم أشرف ، من حقك أن تشرق على الدنيا من نافذة الفن العظيم الذي تخطه يدك السخية ، فأنت في محراب الشعر عابد و لمجد الكلمة أمير ، ومن حقك أن أصافح فيك نُبْلَ الشاعرية و رهافة التجربة الثرية الفنية بالدفء والشجون و الفتون . ومن حقي أن أقول فيك ما أشاء من ثناء أنت أهل له بعد أن عانقت أشعارك وجداني فشدوت على قيثارة الفن التي تحملها أنت بحب و عشق لا يكونان إلا من فنان . و هذه شهادة اجعلها وثيقة في أوراقك لأنك في يوم من الأيام آتٍ ستكون كما أراك كوكباً لامعاً في سماء الأدب إن شاء الله تعالىفي هذا العام الذي كتب لي فيه هذا الكلام نشرت أولى قصائدي (الشوق المراوغ) بمجلة( العربي ) الكويتية سبتمبر 1994م.  شاركت في مهرجان الشعر الذي كانت تقيمه الكلية سنوياً خلال السنوات الأربع وحصلت على العديد من الجوائز وشهادات التقدير ...

* علاقتك بالشاعر الكبير الراحل يس الفيل محطة أخرى هامة في حياتك . . حدثنا عن أثر هذه العلاقة على تجربتك الشعرية ؟

علاقتي بالشاعر الكبير يس الفيل والتي جاءت عقب انتهائي من الجامعة محطةٌ أخرى هامة في رحلتي وتجربتي..بدأت علاقتنا بالمراسلة .. وحينما زرته أول مرة في بيته بقرية (دست الأشراف) فتح لي مخازن الذكريات وأطلعني على أسرارٍ كثيرة في سيرته وأهداني بعض دواوينه وربت على كتفي وهو يودعني قائلاً :أنت شاعر حقيقي فاقبض على جمرة الشعر!

أسماء كثيرة أخرى تركت بصماتها في تجربتي الشعرية كالشاعر المتولي حمزة الذي احتضن موهبتي على صفحات مجلات "صوت فلسطين" ،السلام العربي،الآمال العربية،اللائي كان يشرف على الصفحات الأدبية فيهن ، كتب عنيfrown رمز تعبيري أشرف قاسم شاعر دارس واعٍ من شعراء الجيل الناهض المتابع لما هو جديد و جيد ، فقد عرفته منذ عدة سنوات ،من خلال كتاباته النقدية و دراساته الأدبية ، إلى جانب إجادته لتعاطي الشعر كمادة لا يبرحها أبداً ، فهو نبت الكلمة الصادقة التي لا بد منها)

ومن خلال هذه المجلات تعرفت إلى صديقي الشاعر والمترجم المبدع عاطف عبد المجيد ، أول من كتب عنى على صفحات (السلام العربي) في باب "شاعر وقصيدة" قائلاً : (أشرف قاسم ليس ناشئاً من هؤلاء الذين تضمهم الساحة اليوم إلا أنه آثر ألا يفارق قريته نكلا العنب ، لكنه إذا تمرد وحاول أن يؤرخ لنفسه فلا ريب في أن نجمه سيسطع قريباً)

امتد تواصلي مع الشعراء العرب من خلال المراسلة كالشعراء السعوديين "أحمد العرفج ،محمد الجلواح ،حماد السالمي ،هدى المعجل "والسوري "جاك شماس" والفلسطيني "أحمد القدوميكما أحتضن موهبتي الكاتب المبدع خيري شلبي على صفحات مجلة الشعر .

* ديوانك الأول (قراءة في كتاب النأي) صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة العام 2009 متأخراً كثيراً ما ملابسات صدور هذا الديوان و أصداؤه في الوسط الأدبي ؟

-قدمت ديواني الأول " نقوش على منديل سيدة" للنشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة ، فرفض بعد عامين من الإنتظار لأسباب لا أعلمها ، فتقدمت بديوان أخر تحت عنوان " قراءة في كتاب النأي" نشر بعد عامين من الإنتظار بتقرير إجازة من الشاعر الكبير " أحمد عنتر مصطفى "جاء فيه :

" تنعكس على قصائد هذا الديوان – التي تمزج بين وجدانية الشاعر و هموم الإنسان التي تغلفها مسحة إيمانية شفيفة – نزعة رومانسية ربما كانت صدى لتأثره بتيار عميق من الشعر العربي القديم و المعاصر في آن واحد ، و الشاعر لديه القدرة على صياغة الجملة الشعرية و ابتكار الصورة الطازجة في محاولة للتجديد المحسوب بلا تعسف ولا ادعاء،ليبحث عن بصمته الخاصة التي تميزه "

كما كتب عنه الشاعر و الناقد عاطف عبد المجيد دراسة نشرت بالقدس العربي و كتبت عنه الدكتورة أسماء شمس الدين في دراستها توظيف الشخصية التراثية في الشعر الحديث ، و كتب عنه الشاعر البيومي محمد عوض دراسة مهمة بعنوان " قمر عليه تآمرت النجوم"

كما كتب عنه الشاعر الكبير الراحل يس الفيل ( في سلسلة إبداعات عن الهيئة العامة لقصور الثقافة صدرت شهادة ميلاد مبدع واعد هو أشرف قاسم وذلك في ديوانه الأول " قراءة في كتاب النأي "؛و الحديث عن هذا الشاعر قد يمتد و يتشعب و قد يكون له شأن في المستقبل القريب وربما لا يكون استثناءً من جيل كامل استخفته البداية ، واستهوته السطحية واستقطبته المباشرة ومن ثمَّّ راح يستنزف إمكانياته الإبداعية دون معاناة حقيقية في شعرية مرذولة ونثرية بغيضة ، متناسياً أن الشعر جوهر قبل أن يكون مظهراً ، ولغة "قاسم"تتسم بالنقاء و بالدقة في تعبيرات موسيقية تسمو على تسابيح الكهان و ترانيم القديسين و تجاوزات الذائبين هوىً في حُب الحبيب)

* أصدرتَ بعد ذلك ( سهد المصابيح ، هذا مقام الصابرين ، شفاهكِ آخر ترنيمةٍ للحياة ، ساقية مهجورة ) كيف ترى الصورة بعد خمس دواوين ؟

مازلنا نحن أدباء الأقاليم كما نُصّنَّف نعاني التهميش و الإهمال من جميع مؤسساتنا الثقافية ، وما زلنا نحفر في الصخر ليصل صوتنا بجهودنا الذاتية دون الاعتماد على المؤسسة ، فجماعات المصالح هي التي أفسدت حياتنا الثقافية و ما زالت.

* كنت ممن كرمهم الشاعر الكبير عبدالعزيز سعود البابطين من خلال مؤسسة البابطين للإبداع الشعري في احتفالية المؤسسة بصدور الطبعة الثالثة من المعجم و كنتَ أحد شعراء هذه الطبعة .. ما شعورك إزاء هذا التكريم ؟

كرمتني مؤسسة البابطين مرتين الأولى بدعمهم لي لنشر ديواني الثالث (هذا مقام الصابرين) وبورود اسمي في الطبعة الثالثة من المعجم . . سعدتُ جداً بهذا التكريم ، و كنتُ أتمنى أن يأتي من بلدي ، و اسمح لي أن أشكر الشاعر عبد العزيز البابطين شخصياً و أشكر مؤسسته و القائمين عليها.

وجائزة عماد قطري للنشر العام فاز بها ديواني (ساقية مهجورة)العام 2014 و أشكر الصديق عماد قطري و مركزه المحترم الذي يدعم الإبداع و المبدعين بشكل جدي و عادل.

* ما جديدك في الفترة القادمة ؟

بانتظار صدور ديواني (بئر معطلة) عن الهيئة العامة للكتاب و ديواني (سنبلة من بيادر الحزن) عن هيئة قصور الثقافة