29 - 06 - 2024

البلد الصامد

البلد الصامد

ان كوبا التي ظلت عصية على الغرب عموما و عى الامريكان خصوصا منذ انقسام العالم الى معسكرين، معسكر غربي و اخر شرقي. فمنذ قيامها بقيت على نهجها و منهجها وفية للمعسكر الشرقي و خاصة للشيوعية.

ان الحصار الدائم و الشامل لكوبا من قبل الولايات المتحدة منذ عهد الزعيم فيدال كاسترو الى حين تولى اخيه راوول كاسترو الى اليوم ، و التهديدات المتلاحقة بغزوها، و رغم القيود التي لا تحتمل و كذلك رغم الاغراءات الكبيرة و المتكررة...،فشل الامريكان في استدارج هذه الجزيرة من بلد شيوعي الى اخر رأسمالي امبريالي.

و على غرار كوبا ، فقد نحت كوريا الشمالية نفس النحو، فمنذ سقوط "كوريا الام" و انفصالها عن نظيرتها كوريا الجنوبية التي وقعت تحت وطأة الغرب ، فعلى العكس فإنها لم تنشق عن المعسكر الشرقي، بل ظلت صامدة امام كل التحديات الامريكية و الكورية الجنوبية و اليابانية في نفس الوقت، فبقيت على سياساتها المتوارثة ، سياسة الاباء و الاجداد.

ان هذا البلد عظيم، فعلى قلة ثرواته و ضعف مقدراته و قلة موارده، ظل شعبه وفيا لماضيه و لعهوده و لم يأبه للرأسمالية المتوحشة ، و في المقابل لم يرهب سياسيوه او قادته العسكريون من الترسانة العسكرية لأمريكا و لتابعيها و لم يخضعوا لإرادة هذه الحكومات.

ان شعب كوريا الشمالية جاع و عرف الخصاصة و لم يركع ، لم يتوسل و لم يستعطف ، لم يبك و لم يتباك ، لم يتأوه و لم يشك ضعفه او قلة ما في يده ، بل صنع من الضعف قوة، و من الخنوع تحديا، و من الذل شموخا، ومن الهوان تعال، و من الخيبة نجاحا، و من الهزيمة انتصارا.

الوطن و لا شيء غير الوطن ،القداسة له، الايمان بحبه، الذود عنه، و الفخر له، و الافتخار به، الوطن رمز العظمة، رمز العزة و الكرامة، رمز التحدي و التصدي، رمز البقاء و الانتساب.

لعمري، انه شعب ملتحم وراء وطن و خلف راية ،شعب متماسك، ذو قوة و ارادة ، شعب ملتزم بقضية، وراء قيادة يؤازرها جيش ذو عقيدة فولاذية، و عزم لا يكل، و عزيمة لا تبلي و لا تفنى ، جيش لا يقهر، و شعب لا يحيد، جيش لا يخشى الموت و شعب يرفض الاستعباد ، شعارهم جميعا "نموت واقفين و لن نركع".

مقالات اخرى للكاتب

العرب بين ماض متوازن و حاضر مغتصب





اعلان