17 - 07 - 2024

الرقص فريضة .. وعجبي

 الرقص فريضة .. وعجبي

وكأننا انتهينا من جميع مشاكلنا التي تحاصرنا من قبل أحداث يناير ومن بعدها .. حتى تظهر علينا الراقصة الفاضلة الدكتورة دينا ببرنامج للرقص تمجد فيه العري وتجعل منه فضيلة يحرم الاقتراب منها أو المساس بها

وكأننا انتهينا من مشاكل الإرهاب الأسود الذي حل علينا مع النكبة التي سيطرت على مصر لفترة وحولت الشارع المصري لحالة من العبث واللامعقول .. وكأنناانتهينا من مشاكل السياحة التي أصبحت في خبر كان وطارت معها المليارات التي كانت تدخل خزانة الدولة من العملة الصعبة مع كل سائح يدخل مصر .. وكأننا أعدنا الأمن للشارع وللمواطن بشكل كامل .. أو أننا أعدنا تشغيل المصانع والشركات التي تم إغلاقها بعد أحداث يناير .. أو أننا انتهينا من أزمة الكهرباء التي باتت تخيم بظلالها على كل شبر في مصر

تركنا كل مشاكلنا وتفرغنا للحديث عن برنامج الراقصة التي فرضت علينا رأيها في الرقص لتوهمنا جميعا أننا نرتكب خطيئة كبرى لو اعتبرنا الرقص والعري خروجا على التقاليد والعادات الشرقية .. وعلى الدين أيضا

ومع الإصرار على تقديم البرنامج خرج المصريون كعادتهم للحديث عن الرقص فمنهم من رفض بشدة وجود البرنامج ومنهم من أيد بشدة وتحول الفضاء الألكتروني إلى ساحة عراك وقتال عنيف على شرف الرقص الشرقي وووصل الأمر بالبعض إلى اعتباره جزءا من الشخصية المصرية لايمكن التخلي عنه

الغريب أن إعلامية كبيرة مثل هالة سرحان استضافت الدكتورة الفاضلة دينا لتتحدث عن برنامجها وعن فضيلة الرقص الشرقي وأهمية الرقص في حياتنا وكيف أن الرقص الشرقي يمثل تاريخ مصر منذ أيام الفراعنة والدليل وجود الراقصات العرايا على جدارن المعابد

لم أكن أنوي الحديث عن هذا الموضوع ولكن استفزتنى جدا حديث هالة سرحان والراقصة دينا بهذا الشكل بل والهجوم على كل من رفض البرنامج وهاجمه .. بل إن الراقصة المعتزلة فيفي عبده اتصلت تليفونيا لتؤيد زميلتها وبنت كارها وتؤكد أنها لو لم تقدم هذا البرنامج لقدمته هي بنفسها ولكنها تكتفي الان بالبرنامج الذي نقدمه على إم بي سي مصر

استفزنى البرنامج بشدة واستفزنى الحديث وطريقة الهجوم التي كانوا يتحدثون بها على كل من يقف ضد فكرة برنامج عن الرقص بحجة أن الرقص موجود والمصريين جميعهم يرقصون في أفراحهم وفي كل حياتهم وهم يشاهدون برامج الرقص على فضائيات لبنان وتعجبهم فلماذا يرفضونها في مصر

والحق أن الرقص في الأفراح يعكس فرحة بسيطة نقية وليس بهدف العري وكشف الأجساد والصدور وهز البطن لجمع الأموال .. أما برامج لبنان فقد يكون هناك من يراها وتعجبه ولكنه بالطبع يرفض أن تكون جزءا من شخصيته أو أحد مكوناتها الأساسية

الرقص ياسادة ليس جزءا من الشخصية المصرية .. وليس من مكوناتها الثقافية والتاريخية وليس معنى وجود راقصات على جدران المعابد الفرعونية أن الرقص قد أصبح فريضة علينا يجب أن نؤمن بها حتى أن الست دينا تريد منا أن نعتبر الرقص هو الفريضة الغائبة

إن في مصر قضايا أهم وأولى بالاهتمام من قضايا الرقص حتى أننى أشك أننا قريبا سيكون لدينا مشروع الرقص القومي بعد أن ننتهي من مشروع قناة السويس الجديدة

ياسادة .. مصر تبحث عن سواعد أبنائها ليبنوها وليس ليرقصوا على أشلائها .. نحن نعيش الآن مرحلة البناء وليس مرحلة الرقص .. وكلمة أخيرة .. البعض من أصحاب الهوى يريدون العبث بكل ما هو إسلامي بعد سقوط الإخوان ويريدون أن يوهموا الناس بأن الإسلاميين هم من يرفضون الرقص لينشروا فكرهم المتطرف وهذا ليس حقيقيا فالشعب نفسه يرفض ما يحدث وليس الإسلاميين فقط وتصوير الأمر على أنه حرب بين الإسلاميين وغيرهم هو من باب الوهم وإلباس الحق ثوب الباطل .. وكما قلنا سابقا أكثر من مرة إن رفضنا للإرهاب فقط وليس للإسلام وقواعده واوامره ونواهيه

إن ثقافة الرقص الشرقي والعري ليسا جزءا من الشخصية المصرية ولا من التاريخ المصري وغالبية الشعب ترفض هذا العبث فلترحمنا الدكتورة الفاضلة دينا من فتاويها الراقصة ومعها الراقصة المعتزلة فيفي عبده ومعهما الإعلامية هالة سرحان .. فمصر لن يبنيها الرقص ولا الراقصات .

مقالات اخرى للكاتب

الأيدي المرتعشة.. و حقوق الشهداء