16 - 08 - 2024

بلطجة الوزراء وحراسهم

بلطجة الوزراء وحراسهم

هل يعقل أن يعتدي حراس وزير في وجوده على صحفيين وإعلاميين ثم لا يحاسب الحراس ولا يحاسب الوزير؟ هل هذا هو العهد الذي انتظرناه طويلا ، وثار من أجله الثوار؟؟ ألا يعلم أي وزير أن من يمارسون مهنة الإعلام ، هم الأبقى للناس والأنفع للمجتمع منه ، وأنه مهما ظل في منصبه ، فإنه سيذهب إما مشيعا باللعنات أو طيب الذكر.

اسم وزير التعليم وصوره وأنشطة وزارته يجب على كل إعلامي حر أن يحجبها ، حتى يخرج في مؤتمر صحفي يعتذر حتى يرضى المعتدى عليهم ، ويحول ذلك البلطجي من حراسه الذي اعتدى على اثنين من الإعلاميين إلى النيابة ، فالإعلام ليس حذاء في قدم أي مسؤول تافه ، بل رقيب عليه ، يضيء له الطريق ويصوب خطواته ، وينقل إليه نبض الناس.

الوزير خادم للشعب وليس سيدا عليه ، وينبغي أن يكون خادما للإعلام ، لا يتعامل معه بغطرسه ولا بقلة أدب ، وإن كان حراس الوزراء وكبار المسؤولين تنقصهم التربية ، فعلى أجهزة الدولة القيام بهذه المهمة البائسة .

ليست هذه هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يهان فيها إعلاميون وصحفيون ، فقد أهينوا حين طلب منهم الحصول على تصاريح خاصة للمرور عبر الكمائن أيام حظر التجول وكأن بطاقاتهم الصحفية لا تكفي ، وأهينوا حين قبلوا حبس صحفيين وإعلاميين زملاء لهم على خلفية انتماء سياسي ، وأهينوا حين اصبحوا يطردون من مؤتمرات صحفية على نحو ماحدث مؤخرا مع زميلة في مؤتمر لوزير الآثار .

كل هذه الإهانات لا تتسق مع سلوك الرئاسة تجاه الصحفيين ، فأكثر المؤسسات سطوة ونفوذا تتعامل بشكل متحضر ، والرئيس نفسه يحرص على لقاء دوري مع رؤساء تحرير الصحف وممثلي قنوات التليفزيون ، وهو يؤكد في خطب ولقاءات كثيرة على أهمية الإعلام ودوره الخطير في هذه المرحلة.

من أين جاء هؤلاء الوزراء وحراسهم ، ومن يتحكم في حركتهم ، ومن يفترض به أن يحاسبهم على حماقاتهم ، ألا يفترض أن يكون الرئيس ؟؟ ومن ذا الذي يلقي في روعهم أن الإعلاميين ينبغي أن يعاملوا بهذا الشكل الحقير ، إن كان أعلى مسؤول في البلاد يتعامل باحترام شديد مع الإعلام والصحافة.

مثلي كملايين المصريين انتظر ردا شافيا من الرئيس السيسي ورئيس وزرائه إبراهيم محلب ، وحتى يصدر مثل هذا الرد عن المسؤولين الكبيرين ينبغي ان يتعامل الإعلام مع الوزراء والمسؤولين الذين تجاوز حراسهم ، بما يليق بهم من احتقار.

##

مقالات اخرى للكاتب

ومتى يعتذر بقية الأحياء من تحالف كوبنهاجن وجمعية القاهرة للسلام؟