18 - 07 - 2024

ندوة "الأدب وثورة يوليو" بساقية الصاوى

ندوة

 

قدمت ساقية عبد المنعم الصاوى ندوة "الأدب وثورة يوليو" وحضرها د. هيثم الحاج على والباحث والشاعر أحمد عبد الجواد، دارت الندوة حول علاقة الأدب بالسياسة وتأثيرها على الأدباء كما حدث مع الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس الذى تغيرت كتاباته تمامًا بعد خروجه من المعتقل.

وذكر المحاضرون أن البعض يرى أن "23 يوليو" حركة والبعض الآخر يرى أنها ليست حركة بل ثورة، فالثورة هى تغيير على المستوى السياسى والاجتماعى والاقتصادى، و23 يوليو بدأت حركة ثم تحولت إلى ثورة فعلى المستوى السياسى نجد أنها لغت النظام الملكى وحولته إلى نظام جمهورى وقامت بإلغاء الأحزاب حيث كان هناك فساد حزبى فى هذه الفترة، أما على المستوى الاقتصادى نجد أنها قامت بالغاء الإقطاع وأدت إلى ظهور الطبقة الوسطى من الشعب حيث كان الشعب قبل قيام هذه الثورة ينقسم إلى قسمين طبقة عليا أى غنية وطبقة سفلى أى فقيرة كما أدت 23 يوليو إلى المساواة بين الفقراء والأغنياء وإنشاء مدارسووحدات ومراكز صحية.

ونجد أن الأدب دائماً يتراوح بين اتجاهين: توجهات المجتمع وتوجيهات الساسة، ففى فترة الثلاثينيات كانت هناك حركات طلابية ومظاهرات داخل القاهرة وخارجها وفى هذه الفترة بدأت تتراجع كتابة القصة القصيرة على عكس السنوات السابقة وازدهرت كتابات بعض الكتاب مثل نجيب محفوظ والذى نلاحظ فى مؤلفاته دائما ً التأكيد على انتماء مصر وسلخها من الانتماء التركى، وفى وقت الحرب العالمية الثانية بدأت بذور القصة القصيرة تزدهر وكان شعور الفرد فى ذلك الوقت يتركز فى الرعب المسيطر من فكرة الموت وانتظار القتل فى أى لحظة خاصة بعد ماحدث فى اليابان جراء القنبلة الذرية مما أدى إلى ظهور فن العبث والسريالية والدالية، إلى أن جاءت ثورة 23 يوليو فتحولت الدولة إلى فكرة الحزب الواحد والتزم المبدع بمبادئ الحزب كالكاتب الكبير يوسف إدريس فى عمل "أرخص ليالى" والذى صدرت عام 1594 والذى كان يمثل التوجيه الحكومى لتحديد النسل، أما نجيب محفوظ ففى الفترة من (1952 حتى 1954) اتجه إلى كتابة السيناريوهات والبعد عن الأدب.

ثورة 23 يوليو هى حركة نابعة من الطبقة الوسطى كان حلمها توسيع رقعة الطبقة الوسطى إلى أقصى حد وتحقيق العدالة الاجتماعية بين أفراد الشعب وضم طبقة العمال وتثقيفهم وتوعيتهم، فتعتبر هى فترة من أزهى الفترات التى مرت على مصر حيث عاش جيلها مرحلة انتقالية من الملكية إلى الجمهورية وتربى ثقافيًا على يد أساتذة عملاقة مثل طه حسين والعقاد.

والسياسة جعلت الكتاب يكثرون من إنتاجهم فالمثقفون كانوا دائماً يشعرون بالقلق والتضييق على حرية الرأى فى فترة من الفترات ونكسة 1967 انعكست بدور هام على الكتاب والأدب حيث ظهرت بعض الأفلام التى أوضحت ذلك كذلك أظهرت بعض الأفلام ما كان يحدث أيام الاعتقال كفيلم "غروب وشروق" وغيرها وفيلم الأيدى الذى كان يظهر الطبقتين العليا والدنيا ويرى المحاضرون أن الأعلام المصرى ما زال يسلط الضوء على النجوم وليس على الشعب.

أما عن رؤية المحاضريين المستقبلية لهذه المراحلة الانتقالية التى تمر بها مصر فهم يرون أنه من الصعب الحكم عليها إلا بعد تحقيق المطالب ثورة 25 يناير لأنه حتى الآن لم تتحقق بصورة كاملة، فالسينما كان دائما تتنبأ بظهور ثورة وكانت دائماً تحذر من المناطق العشوائية والتى تعتبر قنبلة موقوتة من الممكن أن تنفجر فى أى وقت، ولكن ثورة 25 يناير كانت ثورة الطبقة الوسطى فلذلك كان من الصعب التنبؤ بما يحدث مستقبلاً فمصر الأن كالبحر الهائج غير المستقر.