29 - 06 - 2024

واشنطن بوست: اتساع الصدع بين الجيش الأمريكي و أوباما بشأن "داعش"

واشنطن بوست: اتساع الصدع بين الجيش الأمريكي و أوباما بشأن

رصدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اتساع الصدع بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والجيش الأمريكية حول استراتيجية عدم إنزال قوات برية على الأرض خلال محاربة تنظيم داعش.

وأوضحت الصحيفة - في سياق تقرير بثته على نسختها الإلكترونية، اليوم الجمعة، أن ومضات الخلاف حول كيفية محاربة داعش شرعت في التصاعد بين أوباما والقادة العسكريين الأمريكيين في أحدث علامة على التوتر وصفتها الصحيفة بالعلاقة المربكة وغير المستقرة.

وأشارت إلى انتقاد سلسلة من القادة العسكريين، لنهج الرئيس الأمريكي ضد تنظيم داعش، حتى بعد دعم الكونجرس الأمريكي لاستراتيجية الهجوم على التنظيم فضلا ًعن تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي، أمس الخميس، لإقرار خطة تسليح وتدريب المتمردين السوريين.

وأصبح الجنرال المتقاعد البحرية جيمس ماتيس، الذي خدم في عهد أوباما حتى العام الماضي، أحدث من شككوا في الاستراتيجية، قائلاً للجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي إن الحظر الشامل بشأن تدخل قوات برية كفيل بربط أيدي الجيش، مضيفاً "الجهود المؤقتة الفاترة أو الضربات الجوية، بإمكانهم أن ياتوا بنتائج عكسية علينا وتعزيز مصداقية أعدائنا"، مؤكداً "إننا لا نرغب في طمأنة أعدائنا مقدماً بأنهم لن يروا الأحذية الأمريكية على الأرض".

وجاءت تصريحات ماتيس بعد يومين من قيام الجنرال الأمريكي مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، باتخاذ خطوة نادرة من نوعها بأنه يجب إعادة النظر في الاستراتيجية التي وضعت مسبقا من قبل القائد العام الأمريكي.

وعلى الرغم من وعد أوباما بأنه لن يقوم بنشر قوات قتالية الأرض، بدا ديمبسي واضحاً أنه لا يريد أن يستبعد تلك الاحتمالية، حتى وإن احتوت على نشر فرق صغيرة في ظروف محدودة، واعترف ديمبسي أيضا بأن الجنرال لويد أوستن، قائد منطقة الشرق الأوسط، أوصى بالفعل القيام بنشر قوات قتالية على الأرض في العراق لكن تم رفض توصيته.

ونوهت "واشنطن بوست" بأن البيت الأبيض والبنتاجون هرعا خلال الأسبوع الجاري للتأكيد بأنه ليس هناك "صدع" في الصفوف الأمريكية، وتركزت جهودهم فقط على اداء المزيد من الاهتمام بشأن هذه المسألة.

وحاول وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل طمأنة لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب، أمس الخميس، بأن الزعماء المدنيين والعسكريين في البنتاجون كانوا على "محاذاة كاملة" و في حالة "اتفاق كامل مع كل عنصر" حول عناصر استراتيجية أوباما.

وذكرت أن استراتيجية أوباما تلقت دفعة مع إقرار مجلس الشيوخ الأمريكي لخطة تدريب وتسليح ما يقدر ب5000 من المتمردين السوريين للمساعدة في محاربة داعش، وهو التنظيم الجهادي الذي يسيطر على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا وقام بزعزعة الاستقرار في جزء كبير من المنطقة.

وفي 8 أغسطس الماضي، قام الجيش الأمريكي به 176 ضربة جوية ضد أهداف لتنظيم داعش في العراق، وأشار أوباما إلى أن الجيش سيقوم بتوسيع الضربات في سوريا، ولكن بات من غير الواضح متى ستبدأ هذه المرحلة الجديدة.

وأشارت "وشانطن بوست" إلى أن الانقسامات بين أوباما وجنرالاته أصبحت سمة متكررة منذ توليه فترة رئاسته، وسلطت الصحيفة الضوء على ، ضغوط قادة البنتاجون التي مارسوها على الرئيس الأمريكي الجديد - الذي كان قد وضع نظام أساسي بإنهاء الحرب في العراق – وطالبوه بنشر المزيد من القوات في أفغانستان لإنقاذ تعثر القتال ضد طالبان في عام 2009.

وبعد نقاش داخلي طويل ومتوتر، أرسل أوباما المزيد من القوات، ولكن ليست كثيرة كما يريد بعض القادة، وفي البيت الأبيض، أعرب كبار مساعدي أوباما في احاديثهم الخاصة عن إحباطهم بعد محاولة البنتاجون لتقييد خياراتهم بالحصول على النتيجة التي فضلها الجيش. 

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية باتت حريصة على الإبقاء على خيار نشر أعداد صغيرة من قوات العمليات الخاصة إلى الخطوط الأمامية- بعد موافقة البيت الأبيض والبنتاجون على الخطوط الأساسية لاستراتيجية مهاجمة داعش والتي تشمل- تسليح وتدريب المعارضة السورية، والمقاتلين الأكراد، فضلا عن الجيش العراقي المدعوم من الولايات المتحدة - لمساعدة من سبق على الأرض أو المساعدة في تحديد أماكن الضربات السريعة والتي ستضعف داعش. 






اعلان