16 - 08 - 2024

شهادة في النقد لمحمد السيد إسماعيل: الدخول من باب المحبة

شهادة في النقد لمحمد السيد إسماعيل: الدخول من باب المحبة

لم أدخل عالم النقد من باب الدراسات الأكاديمية  فقد مارسته  قبل دراساتي العليا فى الجامعة وربما كان متزامنا مع غواية الشعر ولاشك عندي أنني اتجهت للأكاديمية حبا فى النقد ورغبة فى تأصيل رؤيتي له وهو ما حدث بالفعل فاخترت موضوعات أنا فى حاجة الى معرفتها وكانت حداثة الشعر وعلاقة الرواية بالسلطة هما أطروحتا الماجستير والدكتوراه وتوالت الكتابات التى كان أغلبها حول الأجيال الجديدة فى الشعر والرواية .

ومنهجي الذى أوضحته فى بعض الكتب يبدأ من النص الأدبي دارسًا جمالياته ثم أحاول وضع هذا النص داخل سياق النوع الأدبي الذي ينتمي اليه وداخل السياق العام الثقافي الذي أنتج النص خلاله وبهذا أكون قد تجاوزت مأزق التيارات النقدية التى تقتصر على بنية النص الداخلية مغفلة فاعليته ووظيفيته ومأزق التيارات النقدية التى تجعل من النص مجرد وثيقة اجتماعية أو نفسية أو سياسية .ما أقوم به يراعى أمرين أساسيين هما أدبية الأدب وكونه نصًّا كُتب فى سياق عام لا يمكن إغفاله..

وقد يكون هذا المذهب قريبا من الينيوية التكوينية أو ما عُرف فيما بعد بالنقد الثقافي .عموما انا أهتدي بالنص ولا أفرض عليه طريقة بعينها أو مقولات لا تنصت لنبضه الحى، وربما رجع ذلك لكوني شاعرًا فى الأساس وهو ما حقق لي ميزتين فيما أعتقد :البعد عن التعقيد والجفاف الأكاديمي وسطحية كثير من الكتابات الصحفية السريعة .أنا نحب للأدب وهذا هو دافعي الوحيد لكتابة النقد.