30 - 06 - 2024

جدلية(قصور) قصور الثقافة بين الأدباء والموظفين

جدلية(قصور) قصور الثقافة بين الأدباء والموظفين

من المفترض أن يكون دور قصور الثقافة رياديا تنويريا بين الجماهير لأنها منفذ جماهيري هام ،كما أنها من المفترض أن تقدم دورا تثقيفيا شاملا بين الكفور والنجوع لتخلق وعيا جماهيريا بالثقافة والأدب ،لنصل هنا إلى سؤال هام و ملح هل تؤدي قصور الثقافة دورها المنوط بها ،ام هناك معوقات ،وما حلولها ؟

لذا كان لزاما علينا أن نفتح هذا الملف .

ويبدأ  احمد هاشم البنا رئيس نادي الأدب المركز بالقاهرة "بعضا من قصور الثقافة يؤدي دورا فعالا والبعض الآخر يسكنه الإهمال  لتعالي شريحة  من الموظفين على الأدباء اعتقادا من الموظفين بأن الأدباء ليسوا مفكرين ، وليس لديهم قدرة على الإبداع"،ويضيف البنا "كما أن الموظفين يفرقون بين القصور اعتمادا على العلاقات الشخصية  والصداقة ولا يعطون أولوية للإبداع" ويكمل البنا "بعض مديرو المواقع  الثقافية يتركون الأمور لموظفين فاسدين ليس لديهم إبداع أو قدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة" ويطرح رئيس النادي المركزي بالقاهرة أزمة حيث لم يعقد  الأدب المركزي اجتماعا لمدة سبعة شهر ،وأشار إلى"ضعف الميزانيات ،كما أن استمارات  مكافأة الأدباء والنقاد يتم إهمالها من قبل الشئون  الثقافية وهذا كله يجعل قصور الثقافة عنصر طرد للأدباء  و تكمن الحلول حسب البنا في "تغيير الموظفين غير المدركين لعظمة دورهم والمتجاوزين حدودهم الوظيفية ،اضافة إلى زيادة الاعتمادات المالية حتى لا تسقط قصور الثقافة ".

-أما محمد أبو شادي رئيس نادي أدب المرج بالقاهرة وسكرتير نادي الأدب المركزي يرى أن قصور الثقافة "تحتاج إلى كوادر ثقافية خاصة لديها القدرة على توصيل مفهوم الثقافة خلفا للقيادات العقيمة التي تعد عائقا في  العمل الثقافي".

-ويقدم رئيس نادي أدب السلام بالقاهرة الشاعر علي نوح رؤيته قائلا "فساد المنظومة الادارية التي تتبنى المحسوبية جعل ندوات قصور الثقافة لا تحقق جماهيرية مثل ندوات الفيس بوك رغم أن رؤساء أندية الأدب يصرفون من جيوبهم ولا يتعاون مديرو المواقع الثقافية بل لا يحضر أغلبهم ندوات الأدب بقصورهم،ولا توجد دعاية كافية "،ويحدد علي نوح الحلول في "تأهيل الموظفيين والإداريين بالمواقع الثقافية والاهتمام بالدعاية لندوات قصور الثقافة ،إضافة إلى تفعيل لجان متابعة تزور المواقع فجأة ومحاسبة المقصرين".

-الشاعر علاء رزق رئيس نادي أدب منشأة ناصر بالقاهرة السابق يرى أن قصور الثقافة تعبر عن "كسور الثقافة "فكل معوقات الأدب موجودة بها من روتين وتصرفات الموظفين ويظهر هذا جليا في التعقيدات الإدارية في النشر".

-وينبه الشاعر عبدالله أبو سعدة إلى" ضرورة التحام الأدب بالجماهير وتغعيل دور أندية الأدب لنشر إبداعات مرتاديها والتركيز على محو الأمية العامة والأمية الأدبية "

- رئيس نادي أدب منشأة ناصر الشاعر يسري حنفي في رأيه أن" قصور الثقافة تؤدي دورها في حدود المستطاع"،ويشير حنفي إلى أنه" يجب أن يصل الإبداع والثقافة إلى مستحقيهما ".

-ويوضح رئيس نادي الأدب المركزي بالشرقية  القاص محمود أحمد علي أن "دور قصور الثقافة على الورق فقط فالموظفون يتعالون على الأدباء ويشعرون أن الأدباء يتكبرون عليهم ،إضافة إلى قلة عدد الحجرات المطلوبة ".

ويؤكد محمود على" ضرورة النظر في عدم أحقية رؤساء أندية الأدب في حضور المؤتمرات والمهرجانات الأدبية وحرمانهم من النشر الإقليمي مما يجعل الأدباء لا يترشحون لهذه المناصب ".

****بعد أن التقينا الأدباءالتقينا الموظفين

وأفاد مدير قصر ثقافة السلام بالقاهرة ابراهيم عبد المنعم أن "قصور الثقافة تؤدي دورا في حدود في ظل ضعف الامكانيات وسوء التوزيع وقلة التجهيزات بالمواقع الثقافية "ويضيف عبد المنعم ان "اغلب القيادات الثقافية غير مؤهلة للعمل الثقافي والبعض يبذل ما في وسعه لانقاذ ما يستطيع "وتكمن الحلول بحسب عبد المنعم في "اعداد قيادات من الصفوف الدنيا وتأهيلهم للعمل الثقافي بدلا من تلك التي فشلت اضافة إلى توفير الدعم المادي لكل موقع وتوفير الأجهزة ".

****ويتفق  مدير الشئون الثقافية بقصر ثقافة المطرية بالقاهرة جرجس هلال أن معوقات القصورتكمن في عدم تأهيل الموظفين لدورهم وعدم توفير أماكن تصلح للعمل الثقافي كم أن عدد الموظفين يفوق العدد المطلوب " ويخلص هلال الى أن  " الحل عمل دورات تدريبية وتأهيلية تتناسب مع كل وظيفة والقائمين عليها وتقديم رؤية استيراتيجية هادفة ".  

****أما اسامه طه المدير السابق لقصر ثقافة ابو قرقاص بالمنيا والممثل والمخرج المسرحي يفسر المشكلة بأنها" تكمن في الطاقم الإداري غير المدرك لقيمة ما يفعل " وقال في حواره "قصور الثقافة مجرد مبان خاوية من الكفاءات،وأضاف أسامه " من المعوقات قلة الإمكانات وضعف التجهيزات من مسارح ومكتبات كما ان بعض المديرين لا يجددون خارج الأوامر الفوقية حرصا على مناصبهم "،مشيرا إلى".صعوبة تواصل مبدعي القرى مع مبدعي المدن نظرا لصعوبات الانتقال وارتفاع تكلفتها التي يتكبدها مبدعو القرى".

 

****بعد أن التقينا الأدباءوالموظفين  نلتقي مع أحد النقاد وهو شاعر وأكاديمي متجول في ربوع مصر من خلال المؤتمرات والمهرجانات الأدبية لقصور الثقافة دكتور يسري العزب لنأخذ شهادته

.يؤكد دكتور يسري في شهادته أن "قصور الثقافة تؤدي دورها على أكمل وجه حسب ما يخطط له وبأقصى ما تستطيع وتنجح في تحقيق أهدافها ونري هذه  النجاحات في استمرار انعقاد مؤتمر أدباء مصر منذ عام 1984 حتى الآن إضافة إلى مؤتمرات  أدباء الأقاليم التي تقام في الأقاليم السبعة على مستوى الجمهورية " ويعترف دكتور يسري أن"الميزانية  ضعيفة قياسا بالنشاط الثقافي المطلوب كما أن بعض الحجرات في بعض القصور غير كافية أو سيئة التجهيزات وهذا يدفع بعض الأدباء لعقد ندواتهم في مراكز الشباب أو في أماكن آخرى" وأضاف العزب "حدث تطور كبير عن ذي قبل " وفيما يخص علاقة الأدباء بالموظفين أشار إلى انه "بعض الموظفين كسالى يعملون في الإطار الروتيني ،كما أن بعض الأدباء حساسون ويريدون أن يعاملوا باحترام وهذا يمكن علاجه بمزيد من المتابعة  من المسئولين لتلاشي الخلاف  وعلى الأدباء أن يكونوا اقل حساسية وعلى الموظفين أن يكونوا أكثر نشاطا لتضيق الهوة في العلاقة بينهما ويشاركون في تنمية ثقافية حقيقية ".  
.






اعلان