17 - 07 - 2024

متفائلون ومتشائمون

 متفائلون ومتشائمون

دُهشت من مقال كتبته منذ شهر إبريل الماضي ؛ وماتزال ردود أفعال القراء تتواصل وتأتيني حتى الآن ، أيقنت معه كيف لمست موضوعا يهم الكثيرين و يؤرق بعضهم مثلما كان ومايزال يهمني ويؤرقني ، عنوانه " إلى صديقي المتفائل وسط مواكب المحبطين " .. طرحت فيه تساؤلات حول لمن يكتب المثقفون ، وهل يؤخذ برؤاهم ، ومن هم المثقفون الحقيقيون ، وهل هم متواجدون الآن على الساحة أم أننا ندعوهم للبؤس والإحباط والتصحر العقلي وتجفيف أقلامهم ورفع صحفهم حتى أصبح لسان حالنا يتساءل هل نرثيهم أم نرثي أنفسنا ؟ وهل وضعهم يدعو للتشاؤم أم التفاؤل ؟ اليوم أستعرض بعض الردود التي وصلتني .

  تذكرت موشي ديان الصهيوني وهو يصف العرب بأنهم لا يقرؤون وإذا قرأوا لا يفهمون بل وينسون ( د . محمود أبو رحمة أستاذ الاجتماع ) المثقف والأديب لسان حال الأمة في سبات عميق بسبب خوفه من الاصطدام بالسلطة وأصبحوا غير قادرين على احتواء آلام الأمة ( وليد أبو حامد عامل باليومية ) حينما يحل الفساد يشمل كذلك المثقفين ( المستشارالقضائي سامي ) حال مثقفينا وثيق الصلة بتبعيتنا للغرب الكريه ( علي بكار خبيرأغذية أردني ) لايؤخذ برؤاهم هذا هو الداء الذي ليس له دواء ( صبري عبد الرحمن شاعر ) أحملهم مسؤلية جهل الأمة ( ناصر الأردني جامعي ) أين يكتب المثقفون ؟ ( عبد العزيز عتمان كاتب ) جيلهم دمره مبارك ونحن ندمر القادمين ( مجدي أبو السعود طبيب) .

  الحكام أوقفت شعوبها عند حدود البطن وأصبح العقل معنيا بلقمة العيش ( محمود عبد الحكيم أديب ) المثقف المنافق الكذاب الأشر داء عضال لابد من مواجهته وفضحه ( محسن عزيز حقوقي )من يكتب لأجل الناس فسينقلبون عليه ومن يكتب لأجل الحق فسيُكمل لآخر نفَس ( رانيا عبد الغفار مهندسة مغتربة ) الحقيقيون منهم نادرون وليسوا كلهم أصحاب عزم ومنهم من يتوقف عند أول هجمة عليه وقلة تمضي قدما ( مهدي علي مغترب ) نفتقد المخلصين الذين يكتبون بقلوبهم لا بأقلامهم ( إيمان شهاب الدين مهندسة مغتربة ) .

  أما القراء المتفائلون الباحثون عن بصيص أمل فقد قالوا : لن نستسلم لشعار " لا جدوى " فما أيسر أن نعطي ظهرنا للمشهد وننكفئ على الذات ؛ التفاؤل عندي بديل للموت ؛ يتشبث بالفعل والفكر ولوفي أدنى مستوياته ( السيد حسن الشاعر والإعلامي المعروف ) مازال هناك أصحاب قلم وفكر يسعون لتوصيل أفكارهم النبيلة ( محمد المخزنجي شاعر وكاتب ) لابد أن يتفق المثقفون على الثوابت لأن الخلاف رفاهية لا تحتملها الأوطان ( البارون عيسى خضر تربوي ومؤرخ ) يظل الخطاب والضمير الديني هو الحل ( عمرو يونس جامعي ) قد يبدو أنهم لا يفعلون شيئا ولكن الحقيقة أنهم يفعلون بتؤدة ويصنعون مستقبل الوطن ولنا في ثورة 25 يناير عبرة ( فاطمة رفعت مغتربة ) .

هناك رابطة وثيقة بين الحياتين السياسية والفكرية فإذا امتلك فريقا ما السلطة فلابد أن تنشق الحياة الساحة الفكرية عن أشباههم ونظرائهم ، فمن المستحيل مثلا أن يتولى السلطة فاسدون وتكون الساحة الفكرية شرفاء ، بل سيختفي الشرفاء أو تخفيهم السلطة ليتناغم الإيقاع بين الفاسدين في كل المجالات  والعكس بالعكس ، وعل هذا لابد من استقلال المؤسسات الثقافية عن الدولة ( د. عبد البر علواني أستاذ جامعي ) لا أحب جلد الذات ؛ فالجيد يطرد الغث في الفنون والآداب ، والعمل الخلاق لا يموت ونحن شعوب تقبر الردئ وتحفل بالمجدين ( محمد فؤاد إعلامي ).

##

مقالات اخرى للكاتب

(اعترافات قرصان اقتصادي)