قالها الحكماء قديماً "من أمن العقوبة أساء الأدب"، وصدقوا في قولتهم، والدليل الأكبر على ذلك فضيحة "طابع بريد القناة" الذي أظهر الكم الهائل من الحقد والفساد وعدم الولاء أو الوطنية المتفشي في هيئة البريد المصري العريقة.

بفضل الله علينا تتكشف الأمور تباعاً، والأقنعة الزائفة تتساقط، ويتساقط معها الحاقدون والحانقون، وأغلب الظن أن التحقيقات التي تجرى في هذا الصدد ستكشف الكثير من المفاجآت في القريب العاجل.

موضوع "الطابع" يتضح معه حجم المؤامرة المراد بها النيل من إنجازات الحكومة والقطاع والهيئة، والعمل على إحراج قادة القطاع الوطنيين المخلصين، ومما يدعم هذه النظرية توقيت الاستقالة المفاجئ لرئيس البريد السابق الذي يحلو للبعض وصفه بـ "الكفاءة".

بادرت اللواء مجدي حجازي الرئيس المؤقت لهيئة البريد بالسؤال: "كيف وقعت على هذا الطابع بالموافقة ؟"، فقال لي الرجل بثقة بالغة: "لم أره أو أوقع عليه، فكل شيء تم في عهد الرئيس الأسبق للبريد الدكتور "الكفاءة" أشرف جمال الدين".

وبتتبع الأحداث نرى أن "الدكتور" بعد توقيعه على الطابع واستقالته من رئاسة البريد تم تعيينه بعدها بأسابيع قليلة رئيساً للحوكمة بهيئة سوق المال بدبي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة التي تجمعها وتربطها بمصر علاقات أخوة وطيدة ووثيقة.

على جانب آخر ذكر اللواء ثروت جودة وكيل جهاز المخابرات العامة السابق في حواره مع "الوطن" أن المخططات الإخوانية الشيطانية تطرقت إلى توفير عقود عمل لعملائهم في الدول العربية، وأشارت التصريحات إلى تركيز المخطط على بعض الدول العربية الصديقة التي وقفت بجانب مصر عقب ثورة 30 يونيو 2013 بهدف زرع بذور الفوضى والفتنة وخلخلة النظام..وهو ما يشابه بالضبط السيناريو الذي حدث "مصادفة" مع "الدكتور"..!!

الأوراق تتكشف تباعاً، والتحقيقات ستظهر الخفايا والخبايا، وحتى ذلك الحين أرى ضرورة توقيف ومساءلة كل من له صلة بأمر الطابع بدء من إدارة التصميم مروراً برؤسائها، وصولاً إلى مجلس إدارة الهيئة - وبصفة خاصة نائب الهيئة الموكول إليه المسئولية عن هذه الإدارة فى ذلك التوقيت - فالسرطان لا ينتهي إلا بإستئصال كافة خلاياه.

الخطأ تم تداركه وعلاجه في 72 ساعة فقط، وتم بحمد الله تدشين الطابع الصحيح خلال الزيارة التاريخية لمشروع قناة السويس الجديدة لوفد القطاع وعلى رأسهم المهندس عاطف حلمي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والقائد الأعلى للتكنولوجيا المصرية، وفشلت المحاولات البائسة من النيل من فرحة هذا اليوم، وحققت الزيارة أعلى قدر من الفرحة والانجازات والتغطية الإعلامية المحلية والعالمية، ولاعزاء للخونة وعديمي الوطنية.. وموتوا بغيظكم.