17 - 08 - 2024

صفقة اردوغان مع داعش حررت الاسرى وحيدت تركيا من الحرب

صفقة اردوغان مع داعش حررت الاسرى وحيدت تركيا من الحرب

 

كشف رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" أن "الاستخبارات التركية حاولت ست مرات سابقاً تحرير الرهائن لكنها فشلت"، واطلق "داعش" أمس سراح 46 رهينة تركياً، بعد اسرهم لأكثر من مئة يوم، بعد اختطافهم من القنصلية التركية في اعقاب استيلائه على الموصل.

وأعرب محللون سياسيون عن اعتقادهم بأن تحرير الأسرى الدبلوماسيين الاتراك جاء في اطار "صفقة بين داعش والرئيس "رجب طيب أردوغان" يتم خلالها مقايضة إطلاق الرهائن بعدم انضمام أنقرة إلى التحالف الدولي للحرب على داعش"، وشددت الحكومة التركية على الرهائن بعدم الإدلاء بأي تصريحات حول تجربتهم في أسر داعش، كما اعتذار داود أوغلو عن كشف تفاصيل العملية واكتفى بالتأكيد على أنه لم يتم دفع فدية لداعش، أو الدخول في عمل مسلح ضده، إلا أن المعلومات التي تسربت، تشير إلى أن المفاوضات بدأت بين الاستخبارات التركية و داعش، منذ اليوم الأول لخطف الرهائن، وتكثفت قبل أسبوعين، ما أدى إلى موافقة التنظيم على الإفراج عن الرهائن وإعادة مبنى القنصلية، بفضل تيار العشائر والبعثيين داخل داعش، الذين أبقت أنقرة على علاقة جيدة معهم منذ انتفاضتهم في العراق في 2007.

وبينما أعلن أردوغان أن المحتجزين اطلق سراحهم ضمن "عملية إنقاذ" نفذتها القوات الخاصة، قالت مصادر مسؤولة لصحيفة "الحياة" الدولية، إن التيار البعثي والعشائري لم يكن راضياً على عملية خطف الرهائن، ودخل في سجال مع قيادة داعش في هذا الشأن، ما دفع الحكومة لمحاولة استعادة الرهائن من دون اللجوء إلى الخيار العسكري".

وأكدت مصادر عراقية أن وساطة عشائر السنة في العراق هي التي أدت إلى الإفراج عن الرهائن، وأنه بناءا على ذلك تم نقل الرهائن براً من الموصل إلى سورية، ومن ثم عبورهم إلى تركيا، عبر بوابة تل أبيض التي يسيطر عليها داعش، تحت اشراف الجيش والاستخبارات التركية .

وقالت مصادر مقربة من الحكومة التركية أن "تركيا كانت تتابع الرهائن عبر الأقمار الاصطناعية والطائرات من دون طيار والتعاون الاستخباراتي مع الدول الصديقة، وأن هذا التعاون لم يمتد إلى العمل على الأرض، حيث تم نقل الرهائن ثماني مرات إلى أماكن مختلفة في الموصل".

وقال موقع "تقوى" الإسلامي التركي القريب من داعش عن "مفاوضات بين دولتين جرت لتحرير الرهائن وأن تركيا تعرفت من خلال المفاوضات على جدية وقوة تنظيم الدولة الإسلامية والتزامه تعهداته".

وشككت مصادر مقرّبة من الحكومة في أن يؤدي تحرير الرهائن إلى تغيير موقف تركيا من التحالف الدولي ضد داعش، موضحين أن ما حصل سيدعّم نظرية تركيا بأن الوضع في العراق وسورية أكثر تعقيداً مما تظن واشنطن، وأنه يمكن الوصول إلى نتائج على الأرض بعيداً من العمل العسكري، مؤكدين على أن داعش يستمد قوته من دعم العشائر والتنظيمات السنية، وأنه يجب التفاوض والحوار مع تلك التيارات السنية بالتوازي مع إضعاف قوة داعش عسكرياً من أجل الوصول إلى نتيجة.