20 - 10 - 2024

شرط صيام المرأة الحامل في رمضان... عدم الضرر

شرط  صيام المرأة الحامل في رمضان... عدم الضرر

أرسلت م. أ. ط  للمشهد  تسأل  أنا سيدة في العقد الثالث من العمر وحامل للمرة الأولي.. وفي شهري الرابع، ولا أعاني من أية أمراض عضوية.. ولكني أخشى على الجنين من أن يتاثر  بفترة الجوع الطويلة.. فهل يحق لي الإفطار وتعويضه بعد الولادة.

الجواب: من موقع وزارة الأوقاف المصريةيقول الشيخ عطية صقر:

المرأة الحامل والمرضع إذا خافتا من الصيام على أنفسهما أو على أولادهما فيرى ابن عمر وابن عباس أنهما يفطران ويخرجان الفدية ولا قضاء عليهما إلحاقا لهما بكبار السن. أما القضاء والفدية فإن ابن حزم لا يوجب شيئا منهما، وابن عباس وابن عمر يوجبان الفدية فقط دون قضاء، والأحناف يوجبون القضاء فقط دون فدية، والشافعية والحنابلة يوجبان القضاء والفدية معا إن خافتا على الولد فقط، أما إذا خافتا على أنفسهما أو على أنفسهما وولديهما فعليهما القضاء فقط دون فدية "نيل

الخلاصة: يجوز للمرأة الحامل أن تفطر إذا خافت ضررا يغلبه الظن على نفسها أو على نفسها وولدها, ويجب ذلك إذا خافت على نفسها هلاكا أو شديد أذى، وعليها القضاء بلا فدية، وهذا باتفاق الفقهاء لقوله تعالى:

 "ولا تقتلوا أنفسكم " وقوله :  "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة "

واتفقوا كذلك على عدم وجوب الفدية في هذه الحال لأنها بمنزلة المريض الخائف على نفسه.

أما إن خافت على جنينها فقط؛ فذهب بعض العلماء إلى: أنه يجوز لها الفطر، ويلزمها القضاء والفدية (وهي إطعام مسكين عن كل يوم).  لما ورد عن ابن عباس رضى الله عنه في قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}

وبهذا يتضح أن المرأة إذا كان صيامها سيضرها أو يضر جنينها هذا الضرر البالغ فيجب عليها الفطر، على أن يكون الطبيب الذي يقرر الضرر طبيبا موثوقا في قوله.

وبسؤال طبيبة النساء يمنى عبد المنعم عن صيام الحامل قالت:

علي عكس ما هو شائع من أن الصيام يضر بالسيدة الحامل أو جنينها‏,‏ فإن هذا الاعتقاد غير صحيح طبيا‏,‏ لأن الصيام لا يؤثر سلبا بأي شكل من الأشكال علي صحة الأم والجنين في الحمل الطبيعي‏.‏

وهذا يختلف عن الحمل المصحوب بأمراض مرتبطة بفترة الحمل أو أمراض مزمنة أخري مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض البول السكري أو أمراض القلب أو أمراض الجهاز البولي وغيرها فإن لكل حالة تقييما خاصا يقوم به طبيب النساء والتوليد‏.‏

وبالنسبة لمرض ارتفاع ضغط الدم المصاحب للحمل فإن العلاج بالأدوية الخافضة للضغط يمكن أن يؤخذ مرة أو مرتين أو ثلاثة أو أكثر علي مدي اليوم‏,‏ وبالتالي فإذا لزم العلاج جرعة واحدة أو جرعتين فيمكن للسيدة الحامل أن تصوم رمضان وتأخذ العلاج مع الافطار أو السحور‏.‏

وبالنسبة لحالات مرض البول السكري المصاحب للحمل‏,‏ فصيام رمضان يكون مناسبا لضبط مستوي السكر في الدم بواسطة تنظيم الغذاء‏,‏ وبالتالي يمكن للسيدة الحامل الصيام مع مراعاة عدم الإفراط في المواد السكرية أو النشويات. وبالنسبة للمريضة الحامل المصابة بمرض البول السكري ويلزم لها العلاج بحقن الانسولين فيلزمها عناية خاصة ودقيقة من حيث جرعة الانسولين ووقت تناوله ولها أن تفطر إذا انتابتها أعراض نقص السكر في نهار رمضان.