28 - 09 - 2024

الراشقون عبر الاثير

الراشقون عبر الاثير

بصراحة لم أجد كلمة لوصفهم أفضل من الكلمة العامية المستحدثة ومفردها( راشق) وجمعها( راشقون) وتعبر عن الانسان الذى لا يتردد لحظة واحدة فى دخول اى شيىء يجر عليه مصلحة مادية او حتى معنوية سواء كان يفهم فى هذا الشيىء أو لا يفهم فيه....وسواء كان له صلة بهذا الشيىء او كانت الصلة منبتة....وسواء دعى الى هذا الشيىء او نجح فى فرض نفسه وخداع الاخرين وافهامهم ان الشيىء لن يكون شيئا الا به....اذن الراشق وبالعامية ايضا غير بعيد عن (اللزقة) وغير بعيد عن الانسان الباراشوت الذى يهبط على اى أرض طالما اشتم فيها مصلحة...اذن(الراشقون) فيهم قدر من الجرأة وقدر من سماكة الجلد وقدر كبير من الوجه المكشوف الذى لا يعرف الخجل.

وما دمنا قد اصلنا ونظرنا لمفهوم (الرشق) واجتهدنا فى تعريف( الراشق) وتعديد صفاته ومواصفاته....تعالوا بنا نتوقف امام من قصدتهم بالراشقين عبر الاثير....هم تلك الحفنة التى نجحت بكل اقتدار فى فرض نفسها على شاشات الفضائيات والبرامج الحوارية او التوك شو....هم من يتحدثون فى اى شيىء وكل شيىء....هم من تحولوا الى جهابذة فى التحليل السياسى ولا بأس من ان يظهروا قدراتهم فى التحليل الاستراتيجى ....وهم من يتحولون الى مارشالات وجنرالات يحللون سير المعارك ويتوقعون نتائجها....وهم ايضا لهم فتاويهم فى الاقتصاد وأحوال أسواق المال والبورصات....ولا يجدون أى حرج فى التحول إلى مصلحين اجتماعيين او اطباء نفسانيين او فقهاء وعلماء دين.....وهم من يرحبون بالتحول الى نقاد سينمائيين ورياضيين اذا دعا الداعى ونادى الجنيه أو الدولار بحسب هوية الفضائية وامكانياتها..

وقد يقول قائل (الرزق يحب الخفية) والذنب ليس ذنب هؤلاء انما ذنب مقدمى البرامج والمعدين الذين يطبقون (اللى نعرفه احسن من اللى ما نعرفوش) ولا يجهدون انفسهم فى البحث عن وجوه مغايرة حتى من قبيل التجديد وانقاذ المشاهدين من بعض الوجوه والاصوات التى اصبح معروف سلفا ماذا ستقول والاهم ما الذى لن تقوله ابدا...وبالطبع انا مع تحميل مقدمى البرامج والمعدين جزء كبير من المسئولية عن استفحال ظاهرة الراشقين

ويبدو ان الراشقين الذين يفهمون فى كل شيىء ويتكلمون بخفة فى اى موضوع ولا يجدون من يصحح لهم او يلجمهم او يلزمهم بالحديث فيما يفهمون فيه فقط...يبدو أنهم اغروا العديد من مقدمى البرامج لممارسة لعبة الرشق والتحول إلى خبراء ومحللين والاستمتاع بتحويل من يشاهدونهم إلى تلاميذ عليهم الانصات للاساتذة الكبار ....مع اثبات ان جهودهم فى الشرح والتحليل لم تذهب سدى من خلال مكالمات هاتفية لمواطنين يبادرون بالشهادة للمذيعة او المذيع بأنه الافضل وبانه الوطنى الكبير وبانهم يسمعون منه ما لم يأت به الاوائل فى البى بى سى.... والعجيب ان بعض المواطنين هواة الاتصال بالبرامج تحولوا الى راشقين او متصلين دائمين يرددون نفس عبارات الثناء مع الافتاء فى اى شيىء من سقوط الملوخية اذا كانت المكالمة مع الشيف الشربينى الى احتمالات سقوط النظام العالمى الجديد وسقوط السجادة من سور البلكونة

 

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | الصحبة الصحبة يا رسول الله