19 - 08 - 2024

خطورة بيع ماسبيرو

خطورة بيع ماسبيرو

عادت شركات القطاع المباعة زمن مبارك بأحكام قضائية فهل ترغبون فى إعادة الكرة ؟ ولماذا تتخذ حكومة محلب قرارات مصيرية وخطيرة فى غياب برلمان منتخب وهى حكومة إنتقالية مهمتها تسيير الأعمال  لحين إجراء الإنتخابات.؟... أهمس فى أذن محلب بيع ماسبيرو ليس كرفع أسعار الوقود ...أنه بيع لتراث أمة عظيمة حتى أن المبنى نفسه أثرا تابعا لليونسكو ..ولا يوجد مستقبل لأمة تبيع تاريخها وماضيها وتراثها الفنى والثقافى العريق فى سوق العملات والسمسرة والبحث عن الأرباح السريعة .

ما يتم تداوله فى صحافة وإعلام رجال المال هو تهديد خطير للأمن القومى لأى نظام حاكم حالى أو قادم ...فقنوات الإعلام الخاص تسيطر وتشكل الرأى العام على هوى ومصالح ومقاس رجل المال ..وتابعوا ما يذاع أو ينشر من محتوى إعلامى فاقد للمهنية وللمصداقية ولكل المعايير الموضوعية والمشهد تنشر العديد من هذه التجاوزات فى حملة صحفية كمتصلة !..أن حملات إنتقاد السيسى مثلا ترتفع وتنخفض وفقا لدرجة حرارة مطالباته لرجال المال بالمشاركة والتبرع فى صندوق تحيا مصر ..!وتسليط الضوء على سلبيات بعينها لا يتم الإ وفقا لقوة أو ضعف علاقة رجل المال بالسلطة !كما أن حملات الإشادة تتبع نفس المنهج ...والغريب أن فضائيات رجال المال يستخدمون إستديوهات مدينة الإنتاج منذ عقود مضت بالمجان ولا يدفعون مليما رغم أرباحهم الطائلة !!

ومع ذلك يتحدثون عن خسائر ماسبيرو الذين هم سببا فيها !

أن التهاون فى قضية ماسبيرو ستكون نتائجه أولا : إحتكار رجال وعصابات المال للإعلام وتوجيه الرأى العام فى إتجاه مصالحهم التى هى بالضرورة ستتعارض مع مصالح الشعب وتطلعاته ...أن ولاء رجال المال للمال فقط !وفكرة الوطن هى فكرة ساقطة من عقيدتهم التجارية كما هى فكرة ساقطة فى فكر الإخوان !

أن تشريد نحو 160 الف موظف أو الإضرار بهم ماليا سيفجر موجة غضب لا أظن أن مصر قادرة على تحمل تبعاتها .

أن ماسبيرو يحتاج لإعادة هيكلة ..هذا صحيح ولكن من سيقوم بذلك هذا هو السؤال ؟ بالتأكيد أن أهل ماسبيرو أولى من غيرهم بإصلاحه ! الخطير فيما يتردد عن بيع ماسبيرو أن يتم تولية من كان سببا فى خرابه مهمة الإصلاح المزعوم !...ولا أفهم حتى الأن كيف يقابل الأمير الشيخ ويقوم بالتصوير معه وهو صاحب لقب البلدوزر والذى أساء لماسبيرو وأهدر أمواله وتوسع فى قنواته وأستقدم رجاله ومريديه من القنوات الخاصة وأختلق لهم قنوات تليفزيونية وهمية ليجعل منهم فى غفلة من الزمن رؤوساء قنوات ..هو الشيخ الذى كان يصرف على المفتوح والذى ألغى البرامج الجادة وباللفظ الواحد قالى لى أنا أبحث عن الترويش ولا أريد مذيعين وأفضل المذيعات الروشة !!..هذا الرجل الذى دمر ماسبيرو وأهدر ملايين الجنيهات فى صفقات مسلسلات فاشلة وبيع لمباريات الدورى ومحاولة بيع لأسهم مدينة الإنتاج !والذى وصل راتب طاقم السكرتارية فى عهده إلى 40 الف جنية للسكرتيرة !هذا الرجل الذى أقتلعته ثورة يناير وسجن وتمت محاكمته لإهدار المال العام ! الشيخ أنشأ قناة الراى ففشلت وطرد من دريم !ثم سجن عندما تولى مسئولية إتحاد الإذاعة والتليفزيون !!هذه مؤهلاته ..هذا هو من تأتون به لإصلاح ماسبيرو؟!ما كل هذا الهزل والتدمير المنظم !!

هل تبحثون عن مقاول هدد ؟!

الحل يكمن فى تمليك أسهم ماسبيرو ل 43 ألف موظف وبهذا يكونون حراسا على مبنى الشعب وإعلامه ويكون الشعب مالكا لإعلامه ...أما بيعه لرجال مال ربما يكونون واجهة ديكورية لجهات أجنبية فهذا فعل يحمل شبهه الخيانة الوطنية .

ملحوظة : مؤسسات الدولة كلها تحتاج لإعادة هيكلة داخلية وتخفيض ميزانياتها ...ومع ذلك لم يفكرا أحد فى بيعها !!!

 

طارق عبد الفتاح 

خبير إعلامى 

[email protected]

##

##

مقالات اخرى للكاتب

نقطة نور| عذابات اليمانى السيزيفة النازفة