16 - 08 - 2024

قرية مشلة تتعاطى السرطان في زجاجة مياة.. والأطفال يتبرعون لعلاج زملائهم

قرية مشلة  تتعاطى السرطان في زجاجة مياة.. والأطفال يتبرعون لعلاج زملائهم

إنها قرية مشلة التى تبعد نحو 25 كيلو متر عن مدينة كفرالزيات، من أكثر مدن العالم تلوثا، سجلت القرية خلال الشهرين الماضيين فقط 5 حالات إصابة بمرض السرطان، توفى منهم حالتين فى 10 ايام، وعلى مدار 3 سنوات سجلت . 28 حالة من بينهم 7 اطفال.

جريدة " المشهد" توجهت للقرية لتبحث مع أبنائها عن سبب انتشار المرض العين والتعرف على الأسباب الحقيقية للأزمة.

قال ياسر المسيري أحد الاهالي، " ماعندناش أى حاجة لها علاقة بالحكومة " فأهالى مشلة  يعيشون بدون كهرباء أو مياة شرب  ولا صرف صحي وجف حلقنا من المطالبة بوحدة صحية تقدم العلاج لأبناء القرية بحق التى فاق عددهم 20 ألف مواطن لانعرف كيف نواجه مشاكلنا الصحية وعلاج أبنائنا من مرض البلهاريسيا والفشل الكلوى والسرطان  الذى ينهش أجساد الأطفال والكبار بسبب تلوث المياة وري الفلاحين للاراضي الزراعية بمياة الصرف والمجاري ونعانى بشدة من التعامل مع الأمراض التى تصيب الأهالى.

وأضاف أن القرية سجلت خلال الـ 3 سنوات الماضية اصابة 28 حالة مصابة بالسرطان منهم 5 فى شهرين، وشهدت القرية 3 وفيات من الـ 28 حالة منهم حالتين فى الـ 10 ايام الماضية، لافتا أن اهالى القرية لجاؤا الى المياه الجوفية بانشاء طرمبات ارتوازية وبتحليل المياه تبين أنها مليئة بعناصر الحديد والرصاص والزنك والمنجنيز مما يصيب الاهالى  بالفشل الكبدى والسرطان أمراض مزمنه أخرى ماتوا على إثرها، وأن هذة العناصر تم تسريبها للمياة الجوفية الموجودة بباطن القرية من خلال مصرف القرية والترنشات المحفورة اسفل المنازل يستخدمها المواطنين كمكان لتجمع مياة الصرف الصحى به ثم نقلها اسبوعيا بواسطة عربيات الكسح والتى بدورها تليقها فى المصرف والذى يستخدم مياه الفلاحين فى رى محاصليهم الزراعية مما يسفر فى النهاية عن اصابة الاطعمه وسرطنتها.

وأشار إلى أن اصابة نجله بهذا المرض الخبيث اصابه بحالة من الارتباك والصدمه بسبب عدم توقعه لذلك كون ان نجله لم يتعرض لاى اشياء أو اعراض من شأنها اصابته بهذا المرض الخبيث، وأن اكتشاف المرض جاء عن طريق الصدفه بعد ان اصابه سخونية وفقدانه للطعام فتوجه به للطيب والذى طلب عمل تحاليل طبية له، ليخبره فيما بعد أن نجله مصاب بسرطان فى الدم، وتم تحويله لمستشفى 57357 والتى قامت بدورها باستقباله وبدء مراحل العلاج.

واضاف "المسيرى" أنه اكتشف ان نجله ليس الحالة الوحيدة المصابة فى القرية حيث تبين له أن هناك أكثر من 25 حالة تعالج وهناك 3 حالات توفيت بسبب المرض، ما دفعه للبحث عن الاسباب وقيامه بتحرير محضر ضد وكيل وزارة الصحة بالغربية الدكتور محمد شرشر وشركة مياه الشرب والصرف الصحى يحمل رقم 53 احوال مركز كفرالزيات يتهم فيه الصحة وشركة مياه الشرب بانها السبب فى اصابة نجله وعدد كبير من اهالى القرية بمرض السرطان وذلك بسبب تلوث مياه الشرب اختلالطها بالمخلفات الصناعية الى جانب ان مواسير المياه فى القرية محرمة دوليا ورغم ذلك تم وضعها فى عام 2004 ولم تغير حتى الان، ما عرض الاهالى للاصابة بامراض الفشل الكلوى والسرطان.

وطالب فى بلاغه تشكيل لجنة من كلية العلوم والطب ومعهد الاورام ونزولها القرية لتحليل المياه ومعرفة اسباب انتشار المرض فى القرية.

ويشير السيد فروح، من اهالى القرية، أن تعداد سكان القرية نحو 20 الف نسمة، ومع ذلك بدون محطة صرف صحى تنقل مخالفتها من خلالها، مايجعل الاهالى يلقونها فى المصارف المجاورة وفيما بعد يستخدمون مياه هذه المصارف فى رى محاصليهم الزراعية وبالتالى تحدث للمحاصيل سرطنة تصيب الانسان عقب تناولها لها، مطالبا من المسئولين التحرك لانقاذ هذه القرية من مشاكلها والبدء فى مشروع الصرف الصحى خاصة وان الاهالى تبرعوا لهيئة مياه الشرب والصرف الصحى بقطعة ارض للبناء عليها محطة صرف لكن للاسف لم يتم البدء فيها حتى الان، مضيفا انه تم اخذ عينة مياه وتحليلها فتبين انها غير صالحة للاستهلاك الادمى وبها شوائب ومخالفات كيماوية تصيب بالفشل والسرطان والامراض الاخرى المزمنة.

من ناحية اخرى وسط حالة من الحزن واليائس قال الطفل محمد السيد البالغ من العمر 12 سنة، مصابا بالسرطان وتم اسئصال عينه اليسرى، أنه لم يسلم جسدة من مرض السرطان، والذي تسبب لها في عدة أعراض ، أخطرها استئصال عينه اليسري  وهو ماجعله يعيش حالة من اليأس الشديد خاصة بعد معايرة الاطفال زملائه بأنه صاحب العين الزجاجية. واضاف والده السيد محسنن أن تلقيهم الخبر كان صدمة له واصابة بحالة من الاحباط الشديد وانه اكتشف المرض عن طريق الصدفة من خلال احد اصدقائه الذى كان فى زيارة عنده فى القرية فطلب منه ان يصنع نظارة لنجله " محمد" بعد أن لاحظ ان عينه اليسرى تقف للاحظات، وبالفعل توجه "محسن" برفقته نجله لطبيب العين للكشف على نجله وكانت المفاجئة بان طلب منها عمل تحليل والتى كشفت انه مصاب بورم فى العين ولابد من اسئصالها وذلك فى مستشفى 57357 وبالفعل تم التوجه الى المستشفى واسئصالها وبدء جلسات العلاج الكيماوى.

وتابع: أن تلوث مياه الشرب ورى الاراضى الزراعية بمياه الصرف الصحى سببا رئيسيا فى اصابة نجله وغيره من اهالى القرية بالسرطان، خاصة وان القرية بها نحو 20 % من سكانها مصابين بمرض الفشل الكلوى ومعروف ان السرطان هو مرض نهاية كل مرض مزمن، ومن اسبابه تلوث المياه وسوء التغذية والاطعمة.

وفى لافتة انسانية تبرع تلاميذ وطلاب مدرسه مشلة الابتدائية بمبلغ 2000 جنيه لصالح مستشفى 57357 لسرطان الأطفال تضامنا مع زميلهم أحمد المسيرى المصاب بالسرطان.

ومن جانبه تقدم ياسر المسيرى، مقيم بقرية مشلة التابعة لمركز كفرالزيات فى محافظة الغربية، ببلاغ ضد وزارء الصحة والرى والاسكان والمرافق، ورئيس الهيئة العامة لمياه الشرب والصرف الصحى، يتهمهم فيه بالاهمال والتقاعس فى اعمالهم ما تسبب فى اصابة نجله أحمد 9 سنوات وعدد كبير من أهالى القرية بمرض السرطانن وذلك بسبب تلوث مياه الشرب وعدم نظافتها وعدم قيام الشركة بتغيير مواسير محرمة دوليا.

وطالب فى بلاغه الذى يحمل رقم  ندب لجنة من كليتى علوم وطب طنطا ومعهد الأورام بطنطا للاثبات والإحتفاظ بالحق المدنى ضد المشكو فى حقهم.

ومن جانبه طالب المستشار محمد معوضن المحامى العام لنيابات غرب طنطا، إحالة الدعوة لنيابة كفرالزيات وضمها للبلاغ الذى يحمل رقم 53 أحوال مركز كفرالزيات ضد وكيل وزارة الصحة بالغربية ورئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالغربية.