17 - 07 - 2024

حكم احتراف كرة القدم والمال المكتسب منها

حكم احتراف كرة القدم والمال المكتسب منها

السؤال:
ما حكم احتراف كرة القدم، فأنا ألعب كرة قدم، والجميع يثني علي، وعلى موهبتي. وأريد أن ألعب في ناد كبير، ليس غرضي، وهمي التكسب، ولكن لعدة أشياء. أولا: أنا ألعب كرة القدم كهواية ليس أكثر، وأحب التحديات، ولي طموح للعب في النوادي الكبيرة، والمشهورة في بلدي. في الوقت الحالي لدي وقت فراغ كبير جدا، وبالأخص من العصر إلى موعد النوم. فهل أشغل نفسي بها؟ والشيء الثاني: كرة القدم، عرفتني بأناس، وعرفت الناس بي. أريد النجومية والشهرة. وأخيرا كما تعلمون، فكرة القدم لها سروال يلبس، والسروال يكون فوق الركبة. فما الحكم؟ وما الحكم إذا كسبت مالا من كرة القدم، وأنا ألبس سروالا فوق الركبة؟ هل إذا لبست الشراب فوق الركبة فهل يستر الجسم؟ وأخيرا فكرة القدم لا تأخذ من وقت الشخص الكثير، فالتمرين لا يأخذ أكثر من ساعتين، والمباراة ثلاث، أو أربع ساعات؟ وشكرا.

الفتوى:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فإن كرة القدم لم تعد مجرد رياضة بدنية عابرة، أو ترفيها بريئا، حتى وصفها بعض المفكرين الغربيين بأنها  أصحبت كأنها ( ديانة ) !

وإذا نظرنا إلى ( منظومة كرة القدم) من الجانب الشرعي، فنجد أنها يقترن بها في غالب الأحوال محاذير جمة، من تعلق الأشخاص بالأندية واللاعبين، فيُصرف لها الكثير من المحبة، والتعظيم، والفرح، والحزن ونحو ذلك من الأمور الوجدانية، وكذلك  تذويب مفاهيم الولاء والبراء، فيوالي الشخص لاعب فريقه ولو كافرا، ويعادي اللاعب المنافس ولو كان مسلما، وكذلك ما فيها من إذكاء نار البغضاء، والشحناء بين المشجعين، وقد تفضي بكثيرين إلى إضاعة الصلوات وغيرها من الفرائض.

 ومن المحاذير: الأموال الطائلة، الباهظة التي تصرف على كرة من أموال الشعوب المغلوب على أمرها، مع هدر الأوقات الطويلة في مشاهدة المباريات، وتحليلها، والنقاش حولها إلى غير ذلك من المحاذير. فليس المحذور في كرة القدم هو  كشف الركبة! فلعله أهون المحاذير التي تكتنف كرة القدم، فالعلماء مختلفون أصلا في الفخذ هل من العورة أم لا.

وأما حكم احتراف لعب كرة القدم، والمال المكتسب من ذلك: فراجع فيه الفتوى رقم: 93361 ، الفتوى رقم: 7161 ، والفتوى رقم: 94352 . 

ومما ينبه عليه: أن الحرص على الشهرة من أعظم أسباب فساد القلب، كما قال صلى الله عليه وسلم: ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه. أخرجه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح.  وراجع حول الشهرة الفتوى رقم: 125089 ، والفتوى رقم:25568  .

فنوصيك بالحرص على استثمار وقتك فيما ينفعك في دينك ودنياك، والبعد عن إجالة خواطرك في احتراف كرة القدم. فشأن المسلم أن يطمح لمعالي الأمور، وأن يبتعد عن سفاسفها.

والله أعلم.