28 - 09 - 2024

المنشورات تهدد بنسف مساعي إصلاح العلاقات بين الكوريتين

المنشورات تهدد بنسف مساعي إصلاح العلاقات بين الكوريتين

أدانت كوريا الشمالية إطلاق آخر دفعة من المنشورات المناهضة للحكومة والتي أرسلها ناشطون عبر الحدود بواسطة منطاد هوائي من كوريا الجنوبية، محذرة من مغبة اتخاذها ذريعة من جانب بيونجيانج لـ "إنهاء المحاولات الرامية إلى إصلاح العلاقات مع جارتها الجنوبية".

ونشر موقع أوريمينزوكيى، الموقع الإلكتروني الصيني الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع بيونجيانج، نص مقابلة مع مسؤول رفيع صرح بأن المنشورات "تعد استفزازا خطيرا"، مضيفا: "أن تفادي تحمل المسؤولية من جانب كوريا الجنوبية عن استراتيجية المنطاد الهوائي المناوئة للشمال ما هو إلا وقاحة متناهية."

وأوضح المصدر الذي رفض ذكر اسمه أنه إذا ما كانت "كوريا الجنوبية تريد حقا إصلاح العلاقات مع جارتها الشمالية، يتوجب عليها أن توقف مثل تلك الممارسات المواجهاتية".

وكان مقاتلون من جماعة كوريا الشمالية الحرة يقودهم منشق قد قاموا في عطلة نهاية الأسبوع بإطلاق 200 منشور تدين النظام الشمولي الذي تنتهجه بيونجيانج، في مناطيد هوائية مليئة بالهيليوم من مدينة باجو شمال الواقعة شمالي العاصمة الكورية الجنوبية سول، بهدف إيصالها إلى المواطنين في الجارة الشمالية.

وفي شهر يوليو الماضي، أطلق ناشطون مناطيد هوائية تحمل الآلاف من قطع فطائر شوكو عبر الحدود، في إشارة إلى الوجبة الشعبية الخفيفة التي حظرتها بيونجيانج في السابق على اعتبار كونها رمزا للرأسمالية.

وكانت كوريا الشمالية قد تقدمت في السابق بعدد من الشكاوى إلى مكتب الأمن الوطني ووزارة الوحدة في كوريا الجنوبية، مطالبة إياها بوقف أنشطة المنشورات، في حين تصر سول على أنه لا يوجد سند قانوني لوقف مثل تلك الممارسات.

وفي الماضي، ذكرت كوريا الشمالية أن جيشها اعتبر إسقاط المنشورات "استفزازا عسكريا"، مؤكدا أنه سوف "يسحق بلا رحمة مصدر هذا الاستفزاز والقوى التي تقف وراء تلك الممارسات."

وتصر بيونجيانج على أنه لا توجد ثمة تهديدات فارغة، غير أن الناشطين لا يزالون على موقفهم ومستمرين في تنظيم مزيد من تلك الممارسات.

وفي رد فعلها على إطلاق المناطيد الهوائية من مدينة باجو، رفضت كوريا الشمالية إصرار سول على أن حرية التعبير مكفولة في قانون الأمن الوطني المعمول به لديها، متهمة الأخيرة بالنفاق بقولها: " حرية التعبير التي يتحدثون عنها تظهر إذا ما أثنى أحد على كوريا الشمالية، فالمواطنون في كوريا الجنوبية يتم اضطهادهم ظلما وجورا بسبب مزاعم تتعلق باقتراف جرائم ضد الدولة كما أنهم يعانون من التمييز والحبس."

وأضافت بيونجيانج: " التحدث بصورة سيئة وانتقاد القيادة العليا والنظام في بلدنا عبر تلك المنشورات العابرة للحدود هو أخطر عمل عدائي يعرقل العلاقات، السلام والوحدة بين الكوريتين."

وأوضحت أن البلدين " أوقفا كل الانتقادات وحملات التشهير ضد بعضهما في أول اجتماع عالي المستوى بيننا" والذي اقترحت سول عقده في أغسطس الماضي.

ولم تقبل كوريا الشمالية بعد هذا المقترح، قائلة: إنها سوف تراقب عن كثب الكيفية التي ستتصرف من خلالها كوريا الجنوبية حيال مطالبها بخصوص قضية المنشورات ومحذرة أيضا من أنها يمكن أن تكون سببا لـ " إنهاء المساعي الرامية إلى إصلاح العلاقات بين الجارتين النوويتين."

ولا تزال الكوريتان في حالة حرب على المستوى التقني؛ فلم يتم إبرام اتفاقية سلام لإنهاء الصراع الذي دام خلال الفترة من 1950 إلى 1953.