19 - 10 - 2024

عندما دخلتْ دموع عبد الكريم حشيش الرواية العربية

عندما دخلتْ دموع عبد الكريم حشيش الرواية العربية

كنتُ وصديقي الكاتب الصحفي عبد الكريم حشيش ضائعين وغارقين في عرقنا ( ويقينًا شبه مفلسين ) تدحرجنا ذات عصر صيفي من شارع الجمهورية حيث مقر جريدة الأحرار إلي حيث تقودنا أقدامنا .

وصلنا إلي الجزيرة ، رفع حشيش عينيه وصاح كأنه طفل

ـ تعالي نطلع البرج .

ـ ودا مين إيه يا عُبّد ؟

ـ كدا يعنى .

صعدنا البرج حيث الطراوة والنساء الجميلات وروائح العطور الدسمة .. ذهب عنى في حضرة الجميلات ما كان بي من ضيق ، لأكتشف أن الحياة حلوة على كل حال .

حشيش الذى هو مزيج عبقرى من حكمة الشيوخ ورعونة الأطفال باغتنى بعد أن دار دورة حول نفسه كأنه درويش في حضرة شيخه ، ثم رفع يديه للسماء وراح يدعو لعبد الناصر :" يارب عبد الناصر دا غلبان والله يارب غلبان ، اغفرله ذنوبه ، ودخله الجنة ، طيب كرامه للنبي ما تعذبوهوش".

ثم انخرط حشيش في بكاء مرير ، وفين على ما سكت وقد ر يسيطر على نفسه .

باظت طلعة البرج وهبطنا صامتين ، واصل حشيش المشي باتجاه الدقي وتركنى واقفا فوق كوبرى الجلاء أدخن وأنظر لماء النيل . الحقيقة لم أكن حزينًا كنت مقبوضًا وهذا أشد علىّ من الحزن ، فجأة انشقت الأرض عن أشرف عبد الشافي .

سألنى :

ـ مالك ؟

ـ أبدًا .

ـ أبدًا كيف يعني وشكلك كله متلخبط .

كنت خائفًا من ذكر قصة عبد الكريم حشيش لأشرف لمعرفتى بمدى سلاطة لسانه وتعبيره عن انفعالاته بيديه وفمه !!!

ولكن تحت ضغط أسئلته ذكرت له ما حدث من عبد الكريم

وكم كانت دهشتي عظيمة عندما رد أشرف على ما قلته بصمت مطبق بل بلمعة حزن ظهرت في عينيه ، ثم أدهشنى الدهشة كلها عندما وضع يده برقة فوق كتفي ثم قال :" أقسم بالله لأكتبن هذا المشهد في يوم ما " .

مضت حوالى 15 سنة كاملة لكى يبر اشرف بقسمه .

تجد المشهد كاملًا في رواية أشرف ( ودع هواك ).

تذكرت تلك الحكاية القديمة أول أمس عندما لمعت عينا أشرف وهو يودع نسخته من رواية " شوق الدرويش " لحمور زيادة ، وداعًا أخيرًا لأنى أعلنت ضمها لمكتبتى ضمًا أبديًا !!!!!!!!!

##

------------

نقلا عن صفحة الكاتب على "فيس بوك"

مقالات اخرى للكاتب

متى يبر السيسي بقسمه