29 - 06 - 2024

أهداف السيسى تتحقق

أهداف السيسى تتحقق

أهداف وطموحات الرئيس فى نيويورك

"الشرعية الدولية - إقصاء الإخوان - محاربة الإرهاب- ليبيا - التحالف الدولى"

- صراع من نوع آخر بين السيسى والإخوان 

- تفتح بابًا جديدًا فى مستقبل مصر الدولى

- إفشال مخططات "الإخوان" أهم المكاسب

- ندية فى التعامل وإفشال مخططات "الإخوان" أهم المكاسب

- عمار علي حسن: اللقاء المصري الأمريكي أهم المكاسب 

- عنايت: "سيب وأنا سيب" نظرية النجاح 

- الاعتداء على الإعلاميين فشل إخوانى أفقدهم المزيد 

- الهلباوي: الزيارة تنهى شهر العسل بين الجماعة وأمريكا

تكتسب زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى نيويورك أهمية خاصة، ليس لمجرد مشاركته في أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكن لأنها الزيارة الأولى التي يواجه فيه الرئيس السيسي قادة العالم وجهًا لوجه، برؤيته التي وضعها لمصر بعد تمكنه من الإطاحة بنظام جماعة الإخوان المسلمين، التي طالما يوصفها بأن مصر استطاعت تصحيح مسار الثورة، وإعادة مصر شعبها بعد أن حاولت جماعة تغليب مصالحها الشخصية على مصلحة الوطن، بحسب ما صرح به خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

حضر الرئيس السيسي هذا الحدث الدولي وسط عشرات من رؤساء الدول، لمناقشة العديد من القضايا الدولية، ما يثير تساؤلات حول مزايا ذهاب السيسي، وخاصة أنه أول اجتماع دولي للسيسي مع الرؤساء، وحول مدى تأثير ذلك الأطراف الدولية المعارضة له مثل قطر وتركيا. 

وأكد سياسيون على أن الاجتماع مهم للغاية لمصر، ذلك لأن الرئيس السيسي يظهر فيه بصفته الرئيس الشرعي للبلاد، وعدد من المزايا الأخرى من ضمنها توضيح الرؤية المصرية للعالم بأكمله، على مسمع ومرأى من قادة العالم. 

ومن جانبه، قال الباحث السياسي، عمار علي حسن، أن حضور السيسي وسط قادة وزعماء 194 دولة، هو ما أعطى لمصر ثقل دولي، واتاح المجال لمطالبة مصر بعضوية مجلس الأمن كدولة كبيرة ومؤثرة بمنطقتها وقارتها وعالمها العربي.

وأضاف الباحث السياسي لـ"المشهد" أن أهم ما تميزت به زيارة السيسي إلى نيويورك هو ما تضمنته من لقاء مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، خاصة وأن الدعوة تلقاها الجانب المصري بطلب من البيت الأبيض، ما يظهر الندية وتقدير حجم مصر دوليًا في الفترة القادمة، حيث عقد الرئيسان أوباما والسيسي لقاء هو الأول بينهما منذ انتخاب الأخير، في خطوة أولى لاحتواء تدهور العلاقات بين بلديهما منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي.

وأشار "حسن" إلى أن أهمية اللقاء الذي جرى في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تأتي في تركيز الجانب المصري على طلب إنهاء تجميد المساعدات الأمريكية العسكرية، وتوضيح وجهة نظرها في الاوضاع في ليبيا، والحرب التي يشنها التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في سورية والعراق.

وفي السياق ذاته، أوضح الإعلامي جمال عنايت الذي تابع الحدث عن قرب بحضوره لقاء الرئيس السيسي  مع الإعلاميين المصريين الذين رافقوه في زيارته، ان زيارة السيسي تميزت بنوع من الندية في التعامل مع الجانب الأمريكي وهوأهم طرف دولي مشارك بالحدث، مؤكدًا ان السيسي أكد لهم أن الأميركيين "طلبوا اللقاء معنا، ونحن كنا نحتاج إلى الجلوس معهم". وعن رده إذا ما طلب أوباما اشتراك مصر في توجيه ضربات إلى "داعش"، قال في إشارة إلى المساعدات الأميركية المجمدة لبلاده: "سأقول له سيب (أترك طرف الحبل) وأنا أسيب".

وقال الدكتور رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع، أن ذلك الاجتماع على مستويى القمة وتحضر فيه الكثير من الدول، إضافة إلى أنه تضمن مناقشة قضايا محورية مثل قضية الإرهاب، مشيرا إلى أن ذهاب الرئيس السيسي، للاجتماع يجعله يضع منتقديه في موضع المواجهة المباشرة، ويعزز من موقف البلاد من ثورتي 25 يناير و30 يونيو، مشيرا إلى أن دولة قطر تراجعت خطوات كثيرة للوراء في معارضتها لمصر، لشعورها بقدر مصر الدولي.

وقال الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية والقيادي بالجمعية الوطنية للتغيير: إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي مهمة جدا، وخاصة في ذلك الوقت، وذلك لتوضيح الرئيس السيسي الأمور الملتبسة عن مصر مع الدول التي لديها شك في ثورة 30 يونيو وسير الدولة المصرية، إضافة إلى قيام السيسي بإقامة علاقات جديدة وإعادة رسم صورة مصر للشعوب الاخري بتقديم الدلائل والحجج أن من يمثل مصر ليس جنرالا كما تدعي بعض الدول التي من بينها الولايات المتحدة الأمريكية والتي تحاول جعله كذلك إضافة إلى تنفيذ وتحقيق مكاسب اقتصادية أيضا عبر إقامة تلك العلاقات الدولية مع الرؤساء الذين شاركوا بذلك المحفل الدولي الكبير. 

فيما أشار حمدي بخيت، الخبير العسكري والإستراتيجي، إلى أهمية الكلمة التي ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي عملت على اعادة النفوذ السياسي لمصر على الصعيد الاقليمي والدولي، وابراز دورها في تحقيق الاستقرار السياسي والإقليمي بالمنطقة، وأهمية إبراز دور مصر بالمنطقة وخاصة في مجال الحرب على الإرهاب، مضيفا أن الرئيس السيسي تناول خلال زيارته علاقة الإرهاب في مصر وتأثيراته على البيئة العامة، والتي تشمل البنية التحتية للبلاد والمصانع وغيرها من الدمار الذي يسببه الإرهاب على الدولة.

تخطيط الإخوان "فاشل"

نقلت صحيفة "عكاظ" السعودية عن مسئول أمني أن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان رصد ملايين الدولارات لأنصاره في أمريكا لإفشال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى نيويورك، وذلك من خلال قيام منظمة "المصريون الأمريكيون لحقوق الإنسان" ومقرها واشنطن، والتي تعد من أقوى المنظمات الإخوانية وأكثرها نشاطا وخطورة، بتمويل عدد من المنظمات، بإصدار تقارير تدين مصر والوضع الراهن، واتهام النظام المصري باضطهاد معارضيه، بحجة الممارسات الأمنية التي يقوم بها ضد جماعة الإخوان واعتقالهم في السجون وكتم حرياتهم.

وأكدت الصحيفة في معرض تقرير لها أن الجماعة قامت بإرسال خطابات لعدد من البرلمانات الأوربية للضغط على الحكومة المصرية لترضخ للمصالحة، أو لإحداث تسوية تكون في صالحهم، وذلك بهدف إظهار كثافة الإخوان دوليا.

الإعتداء على الإعلاميين

سلسلة من المحاولات المتواصلة لأنصار جماعة الأخوان و مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي للتعدي على الإعلاميين المصريين الذين رافقوا الرئيس السيسي في زيارته إلى مدينة نيويورك، حيث قامت مجموعة من أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي بمحاولة التعدي على ياسر رزق  رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم وعماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق في مدينة نيويورك الأمريكية، وذلك أثناء تغطيتهم مؤتمر قمة المناخ بالأمم المتحدة وعدد من الإعلاميين .

ووجه أنصار المعزول  سيل من الشتائم و الألفاظ الخارجة للإعلاميين المصريين في مشهد مؤسف يعكس حجم المضايقات التي تعرض لها الإعلاميين المصريين في نيويورك حيث سبق وحاول أنصار مرسي التعدي على الإعلامي الشهير يوسف الحسيني أثناء وصوله لنيويورك.

الإخوان و النفس الآخير

قال الإعلامي محمد مصطفى شردي مساعد رئيس حزب الوفد، إن محاولة أعضاء جماعة الإخوان الاعتداء عليه ضمن وفد الإعلاميين لتغطية وقائع جلسة الأمم المتحدة بنيويورك، التي يشارك بها الرئيس السيسي، "وسام على صدري".

وروى شردي الواقعة، قائلا "كنت في طريقى إلى الفندق بنيويورك، الذي يقيم فيه السيسي، وكانت هناك مجموعة تتكون من 4 إلى 6 أشخاص على ناصية الفندق، وبمجرد أن شاهدوني قاموا بسبي، وبدأوا يتحركون نحوي، وحاول أحدهم أن يلقي علي شيئا، لا أعرف ما هو، إلا أن سرعة الشرطة وتدخلها فورا، جعلته يتراجع.

وأضاف مساعد رئيس الوفد، أن الذي قام برفع الفيديو الخاص بمحاولة الاعتداء عليه، هو أحد عناصر الإخوان الذي كان يسب مصر في مظاهرات سابقة ، وبمجرد رفع الفيديو تعرف مراسلو الوفد والمصريون في نيويورك على شخصين، وهما بهجت صابر وسعيد عباسي.

وقال شردي إن من حاولوا الاعتداء عليه هم نفس المحموعة التي حاولت الاعتداء على ياسر رزق رئيس مجلس إدارة وتحرير الأخبار، والإعلامى يوسف الحسيني، ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، في المطار، مشيرا إلى أن أفضل تكريم له، أن يشعر بمدى خوف هؤلاء منه.

وأكد أن الإخوان في النفس الأخير، ولا أحد يتذكرهم، وكل ما استطاعوا تجميعه 6 أو 7 أشخاص يتحركون بكاميرات فيديو لتصوير أي اعتداء لفظي على أي شخصية مصرية، ورفعها على الإنترنت، وتصويرها على أنها انتصار لهم، موضحا اعتمادهم على جنسيتهم الأمريكية.

همجية الإخوان 

في الشأن نفسه استنكر علاء ثابت عضو نقابة الصحفيين، واقعة الاعتداء بالسب والقذف بسبب مواقفه السياسية المعارضة لجماعة الإخوان، مؤكداً رفضه الاعتداء على أي إعلامي سواء جسديا أو لفظيا، ووصف ما صدر عن جماعة الإخوان في نيويورك بالهمجية وبالأسلوب البذيء، رافضا استخدام أي ألفاظ هابطة في التعبيرعن الرأي.

وأشار إلى أن جماعة الإخوان لا تعرف سوى الهمجية ولغة الغابة، وتلجأ دائما لاستخدام أساليب غير مشروعة في التعبير عن الرأي، وما صدر عنهم يعد اعتداء على حرية الرأي والتعبير، ويدل على عدم احترام الجانب الأخر ولغة الحوار ،مضيفاً أن استخدام هذا الأسلوب الهمجي جزء من الفشل، حيث إنه لا يجب أن تستخدم تلك الألفاظ البذيئة في التعبير عن توجهاتنا السياسية، لأنها لغة همجية لا تعبر عن الثقافة الإسلامية.

كما أعلنت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، عن تضامنها الكامل مع الصحفيين المصريين الذين تعرضوا لمحاولة الاعتداء عليهم فى نيويورك من بعض المصريين المتطرفين المقيمين هناك. 

انتهاء شهر العسل

وفي السياق ذاته، قال القيادي الإخواني المنشق، كمال الهلباوي، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي نيويورك، واجتماعه مع نظيره الأمريكي باراك أوباما، ستنهي "شهر العسل بين جماعة الإخوان والولايات المتحدة".

وأضاف "الهلباوي": "هذه الزيارة ستقدم من المبررات والأسباب ما يقنع الأمريكيين بجدوى الخطوة التي أقدم عليها السيسي، وهو ما ينهي شهر العسل بين الإخوان والأمريكان".

وأوضح "الهلباوي"، أن "الغرب براجماتي عملي، لا يعنيه سوى ما تشهده الأرض"، مشيرًا إلى أن "السيسي" أثبت أنه يقود مصر إلى برّ الأمان.

ومن جانبه قال محمد أنور السادات رئيس حزب الاصلاح والتنمية، إن مشاركة السيسي باجتماعات الأمم المتحدة يأتي في وقت تستعيد فيه مصر لمكانتها الدولية والتي كانت قد اهتزت نوعا ما على اثر ما حدث في 30 يونيو 2013.

وأوضح السادات، أن الزيارة تهدف لشرح رؤية مصر فيما يخص الوضع الداخلي وفرص الاستثمار، وما يتم من بناء المؤسسات الدستورية والتشريعية وبحث قضايا الارهاب التي تضر بالمنطقة والعالم.

وأضاف أنها تعد فرصة هامة لأن يلتقي الرئيس بعدد من الزعماء الأوربيين والأفارقة وخاصة إثيوبيا لبحث ملف المياه، كما ستكون هناك فرصة لان يرى الرئيس الأمريكي حتى من خلال مقر الامم المتحدة للبدا في الانفتاح على العالم.

في السياق نفسه ، قال الدكتور عمرو الشوبكى مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن لقاء الرئيس السيسى بالرئيس الأمريكى باراك أوباما، يؤكد أن مشروع الإخوان لهدم المسار الديمقراطى قد فشل، لاسيما عقب تعامل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الكبرى مع السيسى فى نيويورك يؤكد أن هناك اعترافا دوليا بالوضع الحالى وهذا يدل على أن موضوع دعم هذه الدول للإخوان قد انتهى.

وأضاف الشوبكى، أن حجج الإخوان ومشروعهم فى هدم المسار السياسى بمصر فشل تماما، وأن اللقاء يؤكد أن الموقف الأمريكى يقر بالأمر الواقع، مع التباين بين البلدين فى بعض القضايا، والتوافق فى قضايا عديدة، لاسيما أن هذا اللقاء أكد أنه لا يوجد لدى الولايات المتحدة الأمريكية أى رفض للمسار الحالى. 

وأكد أن الإخوان سقطوا من اهتمامات العالم تماما، والقضايا التى تحدث فيها أوباما مع السيسى تؤكد ذلك، حيث إنه طالب بالإفراج عن بعض صحفيى الجزيرة، ولم يطلب الإفراج عن الرئيس الأسبق محمد مرسى أو القيادات البارزة بجماعة الإخوان.

السيسي يداعب الإعلاميين 

أما عن لقاء السيسي بالإعلاميين أكد عماد الدين حسين، مدير تحرير جريدة الشروق، إن اللقاء الذي عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الإعلاميين في أمريكا لم يستغرق سوي نصف ساعة فقط.

وقال حسين إن أحد الإعلاميين وجه سؤال للسيسي، عن كيفية التعامل مع جماعة الإخوان خلال الفترة القادمة، فرد السيسي قائلا :" ياريت يسبونا في حالنا، إحنا مش عايزين نأذي حد، وياريت يعيشوا زى المصريين ويشتغلوا، ومش مهم يحبوا النظام أو يكرهوه، المهم مايخربوش في البلد"..

داعب السيسي الإعلاميين الذين تعرضوا لموقف محرج وإهانات من جانب أنصار جماعة الإخوان المسلمين ،وقال السيسي موجها كلامه لياسر رزق رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير أخبار اليوم، والإعلامي يوسف الحسيني ، " زعلتوا من اللي حصل" ، فأجابه الحسيني مداعباً " لا تقلق يا ريس .. أنا قمت بيهم"، فضحك جميع الحاضرين.

وأشار الرئيس إلى أن الإرهابيين يمكنهم أن يفعلوا أي شئ طالما لديهم إصرار على مواصلة التخريب، فمبدؤهم أن "أقتلك وتقتل معي"، فهو، أي الارهابي، سيدخل الجنة وعدوه سيدخل النار، وداعب الحضور قائلا" لو حد فينا استبيع ممكن يقوم بينا كلنا" ، فضحك جميع الحاضرين.

##
##






اعلان