21 - 06 - 2024

واشنطن بوست: بوتين كان محقا بشأن سوريا

واشنطن بوست: بوتين كان محقا بشأن سوريا

 أقرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ، بأن الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين كان محقا بشأن القضية الروسية، عندما كان الغرب يستعد لعمل عسكري ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والذي اتهم بتنفيذ هجمات الأسلحة الكيميائية ضد شعبه. 
وأوضحت الصحيفة في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني ،مساء اليوم الأحد، أن تدخل بوتين ومنعه لتلك الهجمات والتي كانت تستعد لها الولايات المتحدة وبريطانيا بداعي منع المزيد من التشابكات في الشرق الأوسط ، ونوهت بأن الولايات المتحدة تفكر حاليا في توسيع الغارات الجوية على المسلحين من الدولة الإسلامية في العراق في سوريا المعروفة أيضا بـ"داعش" - وهم مقاتلون ينتممون إلى منظمة إرهابية تقود حربا ضد الأسد. 
وأشارت إلى أن المكاسب الإقليمية لداعش في العراق واستمرار أساليب القمع وذبح الأقليات الدينية هناك وفي سوريا أثارت الإدانة العالمية، ونقلت عن ريان كروكر، السفير الأميركي السابق في سوريا، تعليقا على الاتهامات بدعم نظام الأسد "أنا لست مدافعا عن نظام الأسد"، مضيفا "ولكن من حيث أمننا القومي، داعش تمثل تهديدا كبيرا". 
وأوردت الصحيفة تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تدخل الولايات المتحدة في سوريا في افتتاحية صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في سبتمبر الماضي، وجاء في نصها: "ستؤدي الضربات لزيادة العنف وإطلاق العنان لموجة جديدة من الإرهاب، ويمكن أن تقوض الجهود المتعددة الأطراف لحل المشكلة النووية الإيرانية والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني وزيادة زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، ورأت أن إصرار بوتين صيغ في قراءته للصراع في سوريا بأنه بارد الدم من وجهة نظر البعض في واشنطن".
وقال بوتين "سوريا لا تشهد معركة من أجل الديمقراطية، ولكنه نزاع مسلح بين الحكومة والمعارضة في بلد متعدد الأديان"، مما يوحي بأن أبعاد نظام الأسد العلماني، على الرغم من أخطائه، يمثل قوة في الاستقرار ولا يمكن استبداله.
وانتقد بوتين الكوادر الإسلامية المتنامية في صفوف المتمردين السوريين قائلا" هم مجموعة من المرتزقة من دول عربية تقاتل هناك، مع المئات من المسلحين من الدول الغربية وحتى روسيا، ونحن نبدي قلقنا العميق من تلك القضية، مع توقعات بالعودة إلى بلداننا بالخبرة المكتسبة في سوريا". 
وأوضحت "واشنطن بوست" أن ذلك هو الاهتمام المشترك المعلن الآن من قبل المسؤولين الأميركيين والأوروبيين، واللذين أبدو انزعاجهم مع وجود كبير من الرعايا الأوروبيين بين قوات داعش، لافتا إلى الاعتقاد بأن الجهادي البريطاني الذي تحدث بلكنة لندن هو من نفذ الإعدام المروع للصحافي الأمريكي جيمس فولي هذا الأسبوع..لافتة إلى أن آخرون يشككون في موقف بوتين بداعي مصالح موسكو الثابتة المشتركة مع نظام الأسد. 
وذكرت أنه في شهر مارس من عام 2011، وفي ظل الانتفاضات المؤيدة للديمقراطية في تونس ومصر، اجتاح المحتجين السوريين الشوارع بمظاهرات سلمية إلى حد كبير، وقوبلوا بحملات عنيفة ثقيلة الوفاض من قبل قوات أمن الدولة السورية، مما أدى في نهاية المطاف، إلى تحول الاضطرابات إلى صراع والآن أصبحت حرب أهلية طائفية شاملة أودت بحياة 191 ألف شخص على الأقل، وفقا لبيانات صادرة من الأمم المتحدة هذا الأسبوع. 
واختتمت بالإشارة إلى أن البعض في واشنطن يجادلون بأنه إذا كانت إدارة أوباما قد بدأت في التسليح المعتدل للمعارضة السورية، فلم تكن تلك القوى المتطرفة تمارس هذا النفوذ والسلطة حاليا، ولكن الباحث في أمور الشرق الأوسط مارك لينش علق بشأن تلك الافتراضية قائلا، "ذلك افتراض متفائل وساذج"، ورأت أنه من الصعب تصور أي سيناريو يشير إلى المزيد من تورط الولايات المتحدة المباشر في الصراع السوري، بهدف الاطاحة بالأسد.






اعلان