18 - 07 - 2024

رحيل مصور عبد الناصر وشيخ المصورين العرب

رحيل مصور عبد الناصر وشيخ المصورين العرب

 

بعد رحلة حافلة مع فن التصوير الصحفي، ارتبط اسمه خلالها بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر، رحل عن دنيانا - أمس- المصور الفنان رشاد القوصي شيخ المصورين العرب، عاشق الكاميرا ومصور الرؤساء، عن عمر يناهز 88 عاما.

ارتبط القوصي في حياته المهنية بالعديد من وسائل الإعلام المصرية والعالمية، وهو أول مصور صحفي مصري يغطي حرب فلسطين عام 1948، وعمل لسنوات ضمن أسرة " وكالة أنباء الشرق الأوسط".

وكانت من أبرز سمات رحلته الصحفية ملازمته للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ومرافقته له في كل رحلاته وزياراته وأنشطته الرسمية، حتى وفاته عام 1970.

ولد القوصي فى مدينة أسيوط فى 30 نوفمبر 1923 ، وتخرج في كلية الفنون التطبيقية عام 1944، واشتغل بتدريس مادة التربية الفنية فى عدد من المدارس حتى عام 1948.

لعبت الصدفة دورها في دخوله عالم الصحافة في عام 1948، عندما التقط صورا لوزيرى المعارف الإيرانى والمصرى أثناء زيارتهما لقبر الملك فؤاد في مسجد الرفاعي، ثم توجه إلى صحيفة " الأهرام" وعرضها على المسؤول آنذاك، نجيب كنعان، الذي أمر بنشر إحدى تلك الصور في الجريدة العريقة لتكون بذلك بداية مشواره الصحفي الطويل.

بعد ذلك التحق بجريدة " الجورنال ديجيبت" الفرنسية وجريدة " الزمان" العربية المسائية منذ عام 1948 وحتى عام 1952.

وحين اندلعت حرب فلسطين عام 1948، تم تكليف القوصي بأمر من رئيس الوزراء حينذاك النقراشى باشا ووزير الحربية محمد حيدر باشا، بتسجيل وقائع وأحداث تلك الحرب ، وهي المهمة التي كانت سابقة في سجل التصوير الصحفي المصري، حيث نال عنها وسام " نجمة فلسطين"، وتلقى بعد ذلك بسنوات طلبات من ناشرين دوليين للحصول على صور تلك الحرب، بصفته المصور الصحفي المصري الوحيد الذي قام بتغطيتها.

 

وتوالى بعد ذلك تكليف رشاد القوصي بتغطية حروب أخرى، وإن كانت للتصوير التليفزيوني بعد ذلك، ومنها حرب اليمن وأحداث تحرير الجزائر وغيرها من الأحداث التي شهدتها المنطقة.

انتقل الراحل للعمل فى " أخبار اليوم" في مارس 1952، وبعد شهور، ومع قيام ثورة يوليو سجل بكاميرته كل وقائع قيام الثورة .

وبعد دراسة استمرت ثلاثة أعوام ، تم اختيار القوصي ليعمل بقسم الأخبار في التليفزيون المصري عند افتتاحه فى مارس 1960 ، وسرعان ما أصبح مصور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

زاول القوصي العمل بالتليفزيون المصري إلى جانب العمل فى وكالات الصحافة الدولية، التي كان هو تقريبا مصدرها الوحيد للأفلام التليفزيونية لأنشطة الرئيس عبد الناصر.

وفى عام 1975 ترك القوصي التليفزيون المصري للتفرغ لوكالة الأخبار التليفزيونية العالمية " فيز نيوز"، وذلك بعد أن عمل لمحطات تليفزيونية عالمية عديدة، كان من أبرزها محطة " إن بي سي" الأمريكية وغيرها.

ولأن حب القوصي الحقيقي كان للتصوير الفوتوغرافي، حيث كان يفضله على التصوير التليفزيوني، انتهى به الأمر الى التفرغ للعمل مع وكالتي التصوير الصحفي الفوتوغرافي العالميتين "جاما" و "سيجما".

تولى القوصى رئاسة " الجمعية المصرية للتصوير الفوتوغرافى" لسنوات عديدة، والتي كانت مدرسة تجمع الكثيرين من هواة ومحبي ومحترفي هذا الفن، وهو عضو في نقابة الصحفيين المصرية منذ عام 1952 وحتى الآن، كما كان عضوا في مجلس إدارة " جمعية المراسلين الأجانب" بالقاهرة لعدة سنوات وعضوا في نقابة المهن السينمائية منذ الستينات وحتى وفاته، وعضو اتحاد الصحفيين العرب وعضو جماعة الفنانين والكتاب "أتيليه القاهرة".

حصل القوصي على قلادة الريادة من الجمعية المصرية للتصوير الفوتوغرافى ودرع الريادة فى يوم الصحفي من نقابة الصحفيين عام 2003، وجائزة التكريم من وزارة الشئون الاجتماعية عام 2003، كما تم اختياره رئيسا للجان تحكيم في التصوير فى العديد من المسابقات ، وتم اختياره من قبل الاتحاد الدولى للصحافة بصفته عضوا فى لجان تحكيم دولية فى بغداد عام 1987 وفى البرازيل عام 1991، كما تم اختياره عضوا فى اتحاد المصورين الصحفيين فى البرازيل وعضوا فى بيت الفوتوغرافيين في المملكة العربية السعودية.

شيخ المصورين الراحل له خمسة أبناء، منهم الإعلامي بهاء القوصي الذي يعمل حاليا مديرا لمركز الأمم المتحدة للاعلام في لبنان ، وهو زوج الزميلة هدى فهمي الصحفية المتقاعدة من وكالة أنباء الشرق الأوسط.