30 - 06 - 2024

شكراً أوباما

شكراً أوباما

أعلن الرئيس أوباما أن الولايات المتحدة أخطأت قبل عام حين لم تنتبه بالقدر الكافى إلى خطورة «داعش» وأن المخابرات المركزية أخطأت تقدير حجم وقوة هذا التنظيم، كثير منا لم يصدقوا هذا التصريح، وذهبوا إلى أن الخطأ - إن صح - كان متعمداً كى تجد الولايات المتحدة ذريعة لشن غاراتها على المنطقة والعودة مرة ثانية إلى العراق، وهؤلاء يتصورون أن أمريكا تدير العالم بمؤامرة محكمة التدبير، وينفون عنها أنها قوة يديرها بشر، يستبعدون الخطأ وسوء التقدير عن الإدارة الأمريكية وعن أجهزتها المعلوماتية والأمنية.. وأنا ممن يرون أن الولايات المتحدة من أكثر الدول التى يخطئ ساستها التقدير وتخطئ أجهزتها التقييم، ونحن بالذات يجب أن ندرك ذلك، فى 6 أكتوبر 1973 كانت التقديرات الأمريكية أن السادات لن يتخذ قرار الحرب، وأن الجيش المصرى لا يمكنه تحطيم خط بارليف، وحين سقط الاتحاد السوفيتى تماما وتفكك سنة 1990، لم يكن هناك فى الولايات المتحدة من توقع ذلك ولا تنبه إلى إمكان حدوثه، وكان كل طموح الولايات المتحدة، إضعاف الاتحاد السوفيتى فقط.. ومن هنا فأنا أصدق الرئيس أوباما، فى تصريحاته حول «داعش»، لنلاحظ أن الإدارة الأمريكية الحالية أخطأت تقدير الأمور فى مصر منذ يوم 25 يناير 2011، وكان تصورهم أن جماعة الإخوان قادرة على أن تنهض بمصر وعلى أن تسحب الإسلام المتطرف والعنيف إلى دائرة الاعتدال، وكان ذلك خطأ، والأخطر أنه كشف عن جهل حقيقى بتاريخ الإخوان وأفكارهم، وجهل تام بطبيعة وتكون الشعب المصرى وتكوين الدولة المصرية الحديثة. ويوجد بيننا من يصرون على أن الولايات المتحدة تعرفنا أكثر مما نعرف أنفسنا، وتعرف عنا مالا نعرفه ويمكنها أن تتنبأ بتصرفاتنا وردود أفعالنا، وفى ذلك مبالغة كبيرة ولا إنسانية فى قوة أمريكا ونبخس أنفسنا حقنا وقدراتنا، حتى حينما يكتب صحفى أمريكى مثالا عنا نفترض أن كل ما يقوله من أفكار ويطرحه من تصورات هو الصواب بعينه، وعلينا أن نكيف عقولنا ومشاعرنا عليها، وفقا لها، ومن ثم نعطل أفكارنا ومفاهيمنا نحن، وفى كثير من المواقف، يجلس بعضنا ينتظر التصرف الأمريكى أو الوحى الأمريكى، كى يضبط إيقاعه ويحدد موقفه، وهنا تصبح علاقاتنا وارتباطاتنا بالولايات المتحدة أقرب إلى العبودية، أو التبعية حتى فى الفهم والتفكير، تبعية من صنعنا نحن ونفرضها على أنفسنا.

هذا المحتوى من «المصري اليوم».. اضغط هنا لقراءة الموضوع الأصلي والتعليق عليه






اعلان