اعتبر المراقبون والمحللون السياسيون اليمنيون أن ما يحققه الحوثيون على الأرض في اليمن يشكل ملامح لمخطط حوثي يهدف الى السيطرة على مختلف أنحاء اليمن وتحويله إلى مقاطعة إيرانية، وشددوا على أن افتعال الأزمات من طرف الحوثيين بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء يكشف مخططهم للسيطرة على البلاد من غربها الى جنوبها.
ووقالت صحيفة "العرب" أن المراقبون كانوا قد حذروا مؤخرا من مخطط لجماعة الحوثي الشيعية لن يقف عند سيطرة الجماعة على العاصمة لتحقيق بعض المطالب الاجتماعية والسياسية، وإنما المخطط يشمل السيطرة الكاملة على مختلف أنحاء البلاد والاستيلاء على كل مفاصل السلطة لوضع اليمـن بشكـل كـامـل تحـت السيطـرة الإيـرانيـة.
وجاءت تلك التحذيرات في أعقاب التفاف جماعة الحوثي على بنود الاتفاق الموقع مع السلطة والذي ينص على انسحاب مسلّحي الجماعة من العاصمة، فأدمجت الحكومة اليمنية بدلا من ذلك عناصر الميليشيا ضمن القوات المسلّحة بل وأصبحت أغلب قياداتها من الحوثيين، باستثناء بعض الضباط الذين تأتمرون بأمر الحوثيين.
كما أن الاستيلاء على السلطات السياسية في البلاد، بالتوازي مع الاستيلاء على العاصمة، وحديث البعض عن وضع الرئيس عبدربه منصور هادي في ما يشبه الإقامة الجبرية، بعد عزله بشكل كامل عن القوى السياسية التي كانت تدعمه، وانقطاع الدعم الإقليمي عنه بفعل الغضب من فشله في مواجهة جماعة الحوثي، هذا الى جانب ما اشيع عن تلقيه رشوة من إيران.
كما تم رصد تحرّكات لمسلّحي جماعة الحوثي باتجاه الحديدة المطلة على البحر الأحمر، والحديث عن تحرّشات بمضيق باب المندب الاستراتيجي، وذهاب البعض إلى حدّ ذكر تاريخ الرابع عشر من أكتوبر الجاري موعدا لاستكمال إسقاط كل محافظات جنوب اليمن بيد جماعة الحوثي ومن ثم إيران، فلقد أكدت مصادر أمنية بمحافظة الحديدة غرب اليمن رصد تحركات مريبة لعناصر مرتبطة بالحوثيين من أبناء المحافظة ذاتها. وجاء ذلك بالتزامن مع تسريبات أشارت إلى أن عناصر الحوثي عازمون على الوصول إلى مضيق باب المندب بهدف السيطرة على المنفذ الدولي ووضعه تحت تصرّف إيران.
