17 - 07 - 2024

الحزب الوطنى.. فك وتركيب

الحزب الوطنى.. فك وتركيب

نشرت صحيفة الموجز الصادرة بتاريخ اول سبتمبر 2014  تحقيق صحفى تحت عنوان تفاصيل صفقات أعضاء الوطنى المنحل مع الأحزاب لخوض الانتخابات المقبلة وأشارت إن الوفد يضم اكثر من 45  اسما من أصدقاء جمال مبارك أبرزهم الفقى والسويدى وهانى الناظر وآخرين سيتم ترشيحهم فى دوائر انتخابية بعينها رغم انه حتى الان لم يصدر قانون تقسيم الدوائر الانتخابية ولا حتى قانون الانتخابات البرلمانية. ولقد استفسرت من بعض الوفديين الذين مازالوا اعضاء فى حزب الوفد الجديد الذى صار اسمه الآن حزب الوفد الوطنى ان هذا العدد ارتفع الى اكثر من ثلاثمائة عضو حزب وطنى سابق ومعظمهم كان وما يزال من أسباب الفساد السياسى والمالى الذى عم البلاد والعباد والذى قامت بسببه ثورة 25 يناير 2011 بل ان بعضهم نجح فى انتخابات مجلس الشعب 2010 بالتزوير كالعادة وكان من الأسباب الرئيسية التى أدت إلى قيام الثورة.

إن ما يحدث الآن على الساحة السياسية يثير الدهشة ويطرح العديد من الأسئلة؟ ماذا يدور داخل كواليس المسرح السياسى؟

الخطاب الاعلامى الموجه للشعب من المتحدث باسم الوفد ان عدد اعضاء الحزب الوطنى المحروق بواسطة جماهير الشعب فى ثورة 2011 والمنحل عن طريق القضاء تجاوز 2 مليون عضو ولا يجوز ان نقصى هذا العدد الهائل كاملا من الحياة السياسية خصوصا أن الوطنى كان قبل ثورة يناير الحزب الوحيد الذى يمارس السياسة ولا يصح ان نلغى من تاريخه هذه السنوات.

وبفرض ان هذا العدد صحيح فأين كان أكثر من اثنين مليون عضو حين قامت ثورة يناير 2011 هل كانوا مختبئين تحت السرير؟ اما عن انه لا يجوز أقصاء هؤلاء عن الحياة السياسية فحزب الوفد هو الحزب الوحيد الذى أقصى معظم قيادات الحزب واستبدلهم بقيادات من الحزب الوطنى المحروق والمنحل أيضا ورد بالخطاب الوفدى إن الحزب الوطنى كان الحزب الوطنى كان الحزب الوحيد الذى يمارس الحياة السياسية قبل ثورة يناير 2011- واين كان حزب الوفد الذى أعلن قيامه فى فبراير 1978 ولم يكن هناك حزب يسمى الحزب الوطنى؟ وأضاف المتحدث باسم الوفد بان رجال الوطنى لم يكونوا جميعا سيئين او فاسدين بل ان منهم من كان يرغب فى إصلاح الحزب من الداخل. وهل هؤلاء الرجال كان يلزمهم أكثر من ثلاثين عاما لكى يتمكنوا من تنفيذ إصلاحاتهم التى لم نسمع عنها طوال هذه المدة. وإذا تأكدوا من عدم قدرتهم لماذا لم يستقيلوا ويعلنوا للرأى العام عن موقفهم؟ وبالمناسبة ما موقف هؤلاء الرجال من ثورة يناير 2011؟ وما موقفهم من الشهداء والمصابين فى ثورة 2011 كفى استخفافا بعقول الشعب. كفى تضليلا وكفى تدليسا على الشعب المصرى. فلقد خرج الشعب المصرى من القمقم ولقد كسر الشعب المصرى حاجز الخوف ولقد دخل الشعب المصرى المعادلة بعد ان تم استبعاده اكثر من ستة عقود من الزمن. لقد بلغ الشعب المصرى سن الرشد ولن يحتاج الى اوصياء عليه بعد الآن لقد نضج الشعب المصرى بعد ان أقام بثورته الخالدة فى يناير 2011 وموجتها الثانية فى يونيو 2013 والقى برئيسين للجمهورية فى غياهب السجون وهذا لم يحدث فى اى بلد من بلاد العالم فى التاريخ الحديث.

لا تحاولوا إعادة عقارب الساعة الى الوراء. لن تستطيعوا إعادة  الموتى من قيادات الحزب الوطنى الى الوجود. لقد لفظهم الشعب الى الأبد. وقد اتضح للشعب ان هؤلاء مجموعة من أصحاب المصالح يأكلون على كل الموائد ويهتفون بكل رئيس قادم ويلعنون كل رئيس ذاهب. أنهم كالحرباية يغيرون جلودهم فى كل زمان وعلى كل مكان. لا تحاولوا خداع الشعب بتغيير جلودهم بالوفد بدلا من الوطنى فالشعب المصرى اذكى منكم وهو يعلم من هو الوفدى الذى ضحى بالغالى والنفيس من اجل مبادئ الوفد ولم يتربح من وراء حزب الوفد ايضا هو يعلم من هم رجال الوطنى الذين يبحثون عن مصالحهم الشخصية وتربحوا من انتمائهم للحزب الوطنى من تخصيص اراضى بالملاليم وبيعها بالملايين ومن قروض حصلوا عليها من البنوك واستثمروها ولم يردوها ومنهم من حصل على ملايين الجنيهات وهرب بها للخارج ولن يعود. الشعب المصرى يعرف الحزب الوطنى ورجاله ولن تستطيعوا خداعه مرة أخرى. ولن ينجح احد منهم سواء ارتدى بدلة حزب الوفد او اى بدلة أخرى. أما إذا حاولتم تزوير نتائج الانتخابات كما فعلتم فى انتخابات مجلس الشعب 2010 لكى يكون معظم اعضاء مجلس النواب القادم من رجال الحزب الوطنى فاننى أحذركم من هذه السياسة الفاشلة التى اتبعتوها سابقافهى كانت السبب الرئيسى فى قيام ثورة يناير 2011 وإذا كنتم مصرين على تكرار هذه السياسية الخرقاء فالثورة الثالثة قادمة قادمة فلقد بلغت الروح الحلقوم .

اللهم أهدنا جميعا سواء السبيل انك سميع مجيب الدعاء يا رب العالمين.

##

 

مقالات اخرى للكاتب

الحزب الوطنى.. فك وتركيب